واشنطن تندد بحضور بن غفير في مراسم ذكرى حاخام متطرف

الخارجية الفلسطينية ثمّنت الموقف الأميركي، داعية المجتمع الدولي إلى عدم التعامل مع المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
الجمعة 2022/11/11
وجه التطرف في حكومة نتنياهو

واشنطن - نددت الولايات المتحدة الخميس بمشاركة السياسي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يمكن أن يتولى حقيبة وزارية في الحكومة المقبلة لبنيامين نتنياهو، في مراسم تكريم للحاخام مئير كاهانا الذي اغتيل في 1990، فيما رحبت الخارجية الفلسطينية بالمواقف الأميركية.
وكان مئير كاهانا الحاخام الأميركي المولد والنائب الإسرائيلي السابق يقود حركة كاخ العنصرية التي حظرتها إسرائيل في 1994، بينما أدرجت الولايات المتحدة فرعها "كاهانا حي" (كاهانا شاي) على لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية في 1997.
وردا على سؤال عن هذه المشاركة خلال لقاء مع صحافيين، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن "الاحتفاء بإرث منظمة إرهابية يثير الاشمئزاز. ليست هناك كلمة أخرى".
وأضاف أن الولايات المتحدة ما زالت "قلقة، كما قلنا من قبل، من إرث كاهانا شاي والاستخدام المستمر لخطاب يميني متطرف"، داعيا "جميع الأطراف" إلى "ضبط النفس والامتناع عن أي أعمال لا تؤدي سوى إلى تفاقم التوتر".
ويأمل إيتمار بن غفير، المعروف بخطبه المعادية للعرب، في تعيينه وزيرا للأمن الداخلي الذي يعد موقعا أساسيا على ساحة النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، حيث عوّل نتنياهو عليه للفوز في الانتخابات.
وكان بن غفير قال في مراسم أقيمت الخميس في القدس إن "السمة الرئيسية للحاخام كاهانا هي الحب. حب إسرائيل من دون مساومة أو اعتبارات أخرى"، كما نقلت عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية. لكنه واجه هتافات معادية له عندما قال إنه لا "يؤيد طرد كل العرب".
وقال بن غفير مرارا إنه "تغير". وأوضح "قلت قبل عشرين عاما إن جميع العرب يجب طردهم. لم أعد أعتقد ذلك، لكنني لن أعتذر".
ويستمد إيتمار بن غفير عقيدته من مبادئ الحاخام كاهانا الذي حظرت حركته كاخ في إسرائيل، على إثر مقتل 29 مصليا فلسطينيا في الخليل في الضفة الغربية المحتلة في 1994 على يد أحد مؤيديه باروخ غولدشتاين.
ويراقب الأميركيون سياسات المتطرفين في الحكومة الجديدة، حيث قال السفير الأميركي لدى إسرائيل توم نايدس إن الولايات المتحدة تعتزم معرفة ما يقوله السياسيون اليمينيون المتطرفون في إسرائيل "وكيف سيتصرفون"، قبل أن تتخذ موقفا بشأن الحكومة المقبلة.
وضمن الزعيم الإسرائيلي المخضرم بنيامين نتنياهو العودة إلى منصب رئيس الوزراء، بعد أن فازت كتلته المكونة من أحزاب يمينية متطرفة وأخرى دينية الأسبوع الماضي بأغلبية كبيرة، في خامس انتخابات وطنية تجريها إسرائيل في أقل من أربع سنوات.
وقال توم نايدس في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية "راديو مكان" أذيعت الخميس "هذا بلد ديمقراطي بقيادة منتخبة، وأنا أعتزم العمل معهم... وهذا يعني، علينا أن ندافع عن الأشياء التي نؤمن بها. هذا ما تقوم عليه القيم الأميركية".
ورحبت فلسطين الجمعة بمواقف الولايات المتحدة، حيث قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، "نرحب بتصريحات الخارجية الأميركية التي أكدت خطورة أشخاص أمثال بن غفير، حاملي الفكر الإرهابي الكاهاني، والتي رفضت تصريحاته الأخيرة في ذكرى مقتل كهانا".
وطالبت المجتمع الدولي بـ"أخذ موقف واضح من هؤلاء، ورفض التعامل معهم رسميا، واعتبارهم امتدادا لفكر الكاهاني الإرهابي".
واعتبرت الوزارة أن "تصريحات الخارجية الأميركية تشجع دولا أخرى على أخذ مواقف مشابهة وبشكل فوري، حماية للديمقراطية ولفكرة حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)".
وفي خضم ذلك أعلنت الرئاسة الإسرائيلية الجمعة أن رئيس الوزراء نتنياهو الذي تصدر حزبه الانتخابات، سيكلف الأحد رسميا بتشكيل الحكومة.

وقالت الرئاسة في بيان إن "رئيس الدولة إسحاق هرتسوغ اتخذ قراره اليوم، بعد ثلاثة أيام من المشاورات مع ممثلي الأحزاب المنتخبين في الكنيست".