واشنطن تقر بفشل المفاوضات الحدودية بين لبنان وإسرائيل

بيروت - أعربت الولايات المتحدة الثلاثاء عن أسفها للطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بشأن ترسيم حدودهما البحرية، بعد أقل من ثلاثة أشهر من انطلاقها بوساطة أميركية وبرعاية الأمم المتحدة.
وهذه المرة الأولى التي تقر فيها الولايات المتحدة بفشل جهود التسوية الحدودية بين لبنان وإسرائيل، حيث حاولت على مدار الفترة الماضية إبداء تفاؤل والتحدث بإيجابية عن أجواء الجولات التي جرت بين الطرفين في مقر قوات حفظ السلام الأممية (يونيفيل) في منطقة الناقورة جنوب لبنان.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان “في وقت سابق من هذا العام، سعت الحكومتان الإسرائيلية واللبنانية إلى مساعدة الولايات المتحدة في التوسط للتوصل إلى اتفاق بشأن حدودهما البحرية”.
وأضاف “من شأن هذا الاتفاق تحقيق فوائد اقتصادية كبيرة على الأرجح لشعبَيْ البلدين”. وتابع “لكن للأسف، رغم وجود بعض النيات الحسنة للجانبين، فإن الطرفين لا يزالان متباعدين جدا”، مؤكدا أن واشنطن “مستعدة للتوسط في مناقشات بناءة”.
وحض بومبيو “الطرفين على التفاوض على أساس مطالباتهما البحرية أمام الأمم المتحدة”.
وتعثرت المفاوضات بين إسرائيل ولبنان، في نهاية نوفمبر الماضي، بعد إطلاقها في أوائل أكتوبر الماضي، وكان مراقبون يتوقعون هذه الانتكاسة لاسيما وأن حزب الله الذي يسيطر على مفاصل القرار اللبناني كان غير جدي في الذهاب بعيدا نحو التسوية، حيث كانت موافقته عليها من باب كسب الوقت وتخفيف ضغوط إدارة دونالد ترامب عليه إلى حين وصول إدارة أميركية جديدة.
وأعلنت الولايات المتحدة في وقت سابق عن تأجيل الجولة المفترضة بين الطرفين في ديسمبر إلى أجل غير مسمى دون أن تذكر دوافع هذا التأجيل.
وكانت إسرائيل اتهمت في 20 نوفمبر، لبنان بتغيير موقفه مرارا بشأن ترسيم الحدود البحرية محذّرة من أن هذا الأمر قد يؤدي إلى طريق مسدود وبالتالي يبطئ عملية استكشاف موارد الهيدروكاربون البحرية في المنطقة.
وتتعلق المفاوضات أساسا بمساحة بحرية تمتد على حوالي 860 كيلومترا مربعا، بناء على خارطة أرسلت في 2011 إلى الأمم المتحدة. إلا أن لبنان اعتبر لاحقا أنها استندت إلى تقديرات خاطئة.
وطالب لبنان خلال جلسات التفاوض بمساحة إضافية تبلغ 1430 كيلومترا مربعا تشمل جزءا من حقل “كاريش” الذي تعمل فيه شركة إنرجيان اليونانية، حسب قول مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوري هايتيان في وقت سابق، معتبرة أن البلدين دخلا “مرحلة حرب الخرائط”.
ووقّع لبنان في 2018 أول عقد للتنقيب عن الغاز والنفط في رقعتين من مياهه الإقليمية، تقع إحداهما -وتعرف بالبلوك رقم 9- في الجزء المتنازع عليه مع إسرائيل. وبالتالي، ما من خيار أمام لبنان للعمل في هذه الرقعة إلا بعد ترسيم الحدود.
واتفق لبنان وإسرائيل على بدء المفاوضات بعد سنوات من الجهود الدبلوماسية التي قادتها واشنطن. وعقدت أول جولة من المحادثات التي يصر لبنان على طابعها التقني وعلى أنها غير مباشرة في أكتوبر الماضي.