واشنطن تقرّ بصعوبة المفاوضات مع إيران لافتقار الثقة

فيينا - أكدت وزارة الخارجية الأميركية مساء الأربعاء أن المحادثات النووية الإيرانية ستكون صعبة لعدة أسباب، منها الافتقار إلى الثقة بين طهران وواشنطن، معبرة عن أملها في التوصل إلى الالتزام المتبادل بالاتفاق النووي.
وقالت الوزارة إن الولايات المتحدة مستعدة لرفع العقوبات المفروضة على إيران من أجل العودة إلى الامتثال للاتفاق النووي، بما فيها تلك العقوبات التي لا تتسق مع الاتفاق الموقع في 2015.
وكشف المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن الفريق الأميركي تشاور في فيينا مع نظيريه الروسي والأوروبي.
وتجري الولايات المتحدة وإيران محادثات غير مباشرة هذا الأسبوع في فيينا بشأن العودة إلى الاتفاق.
وانطلقت في فيينا أيضا اجتماعات لجنة العمل المشتركة للاتفاق النووي برعاية الاتحاد الأوروبي، ومشاركة من الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ وصول إدارة الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض.
وعقد الاجتماع على مستوى نواب وزراء خارجية روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، وإيران، بالإضافة إلى الولايات المتحدة. وكانت على جدول الأعمال عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، ورفع العقوبات عن إيران، وتراجع طهران عن الإجراءات التي اتخذتها بخفض التزاماتها النووية.
وفي طهران رحّب الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء ببداية "فصل جديد" غداة انطلاق مباحثات في فيينا.
وقال روحاني "إذا أظهر الطرف الآخر، الولايات المتحدة، دليلا على جدّيته وصراحته (...) أعتقد أنه سيكون في إمكاننا التفاوض في وقت قليل، إذا كان ذلك ضروريا، مع مجموعة 4+1. ويمكن للولايات المتحدة أن تفي (بالتزاماتها بموجب الاتفاق) من دون مفاوضات".
وأبدت الأطراف المعنية باجتماعات فيينا إيجابية حيال بداية المناقشات التي من المقرر أن تستأنف الجمعة.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الأربعاء أن بلاده لن تكون ملزمة باتفاق نووي بين القوى الكبرى وإيران، في حال كان هذا الاتفاق يمكّن الجمهورية الإسلامية من تطوير أسلحة نووية.
وقال نتنياهو في كلمة عشية إحياء ذكرى المحرقة النازية (الهولوكوست)، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "اتفاقا مع إيران يمهد الطريق لها لصناعة أسلحة نووية تهددنا بالاندثار لن نُرغم عليه بأي شكل من الأشكال".
وأضاف في متحف ياد فاشيم النصب التذكاري الرسمي للمحرقة "هناك شيء واحد نُرغم عليه، هو منع أولئك الذين يسعون لإبادتنا من المضي بخطتهم".
وتعتقد إسرائيل أن إيران كانت تخرق بنود الاتفاق وتعمل على امتلاك سلاح نووي، بينما تنفي طهران أن تكون لديها مثل هذه الطموحات.
وكانت إسرائيل قد توعدت في الأشهر الأخيرة بضرب مواقع إيرانية في حال استمرار سعي طهران لامتلاك أسلحة نووية، وصعّدت مؤخرا من هجماتها التي تستهدف البنية العسكرية الإيرانية في سوريا والميليشيات الموالية لها، بعد أن أكدت مواصلة جهودها لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية وتغلغلها في منطقة الشرق الأوسط.
وتحذر إسرائيل دائما من إمكانيات حصول إيران على الأسلحة النووية، حيث قدّرت شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي "أمان" أن إيران بحاجة إلى فترة عامين على الأقل، لتصنيع القنبلة النووية، "إن هي قررت البدء في ذلك".
ويرى متابعون أن الخيار العسكري يظل مطروحا في إسرائيل لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية، رغم تبعاته في المنطقة وإمكانية الردود الإيرانية على أي هجوم محتمل.
وسبق لإسرائيل أن وجهت ضربة جوية سنة 1981 إلى مفاعل تموز النووي، وهو قيد الإنشاء في العراق.