واشنطن تفرض عقوبات جديدة تقطع ما تبقى من شرايين إيران المالية

التطبيع وإيران والمستوطنات الإسرائيلية على طاولة مباحثات بومبيو والزياني ونتنياهو.
الأربعاء 2020/11/18
زيارة بومبيو المحتملة لمصنع نبيذ بساغوت تثير استياء الفلسطينيين

واشنطن - فرضت الولايات المتحدة الأربعاء عقوبات جديدة شاملة تتصل بإيران، وأدرجت مؤسسة خاضعة لسيطرة الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي على القائمة السوداء، واستهدفت ما وصفته واشنطن بأنه انتهاكات إيرانية لحقوق الإنسان، بعد عام على حملة قمع دامية على متظاهرين مناهضين للحكومة.

ومثلت العقوبات، التي أعلنتها وزارة الخزانة الأميركية، واستهدفت أيضا وزير المخابرات الإيراني، أحدث خطوة لتعزيز حملة "الضغوط القصوى" على إيران التي تمارسها إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وتأتي العقوبات أيضا قبل شهرين فقط من الموعد المقرر لمغادرة ترامب البيت الأبيض بعد الانتخابات التي جرت في الثالث من نوفمبر.

وفرضت الوزارة عقوبات على ما وصفته بأنه شبكة رئيسية من المقربين لخامنئي. وقالت إنها أدرجت على القائمة السوداء “مؤسسة مستضعفان” التي يسيطر عليها خامنئي في الخطوة التي تستهدف أيضا 10 أفراد و50 كيانا يرتبطون بالمؤسسة في قطاعات من بينها الطاقة والتعدين والخدمات المالية.

وتجمد العقوبات أي أصول في الولايات المتحدة للكيانات والأفراد المستهدفين وتمنع الأميركيين عموما من التعامل معهم.

وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في البيان إن "المرشد الأعلى الإيراني يستخدم مؤسسة مستضعفان لمكافأة حلفائه تحت ستار العمل الخيري".

وأكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن بلاده ستفرض عقوبات جديدة على إيران في الأسابيع والأشهر القادمة مما يشي بأن الإدارة الأميركية الحالية ترفض التسليم بخسارة الانتخابات.

وشكلت التهديدات الإيرانية المزعزعة لاستقرار المنطقة أحد الدوافع الأساسية للتقارب الإسرئيلي الخليجي، لكبح جماح أطماع إيران التوسعية.

وعقد وزير الخارجية الأميركي في القدس الأربعاء قمة ثلاثية تجمعه بنظيره البحريني عبداللطيف الزياني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية والملف الإيراني والمستوطنات الإسرائيلية.

ووصل بومبيو إلى إسرائيل بعد ظهر الأربعاء ضمن جولة أوروبية وشرق أوسطية قام خلالها بزيارة باريس وتركيا وجورجيا، في زيارة تستمر يومين، قد يزور خلالها مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة حسب ما ذكرت صحف إسرائيلية.

وقبله وصل وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني إلى تل أبيب الأربعاء في أول زيارة رسمية لمسؤول بحريني كبير للدولة العبرية، بعد حوالي شهرين من توقيع البلدين اتفاقا لتطبيع العلاقات في واشنطن.

وكان في استقبال الزياني والوفد المرافق له لدى وصولهما إلى مطار بن غوريون قرب مدينة تل أبيب الساحلية، وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي.

ووقعت كل من البحرين والإمارات في 15 سبتمبر الماضي، اتفاقات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في حديقة البيت الأبيض.

وأشاد الوزير الإسرائيلي خلال مؤتمر صحافي مع الزياني بالزيارة التي جاءت في "يوم تاريخي آخر في الشرق الأوسط".

وأكد أشكينازي اتفاق الطرفين على فتح السفارات ومنح تأشيرات سفر لمواطني البلدين. قائلا "اتفقنا على فتح سفارة إسرائيلية في المنامة، وسفارة بحرينية في إسرائيل في أقرب وقت ممكن".

وأضاف وزير الخارجية الإسرائيلي أنه "اعتبارا من الأول من ديسمبر، سيتمكن المواطن البحريني من تقديم طلب عبر الإنترنت للحصول على تأشيرة لزيارة إسرائيل" معربا عن أمله في بدء الرحلات بين البلدين في أقرب وقت ممكن.

من جهته، اعتبر الزياني هذه الزيارة التاريخية خطوة أولى نحو شرق أوسط أفضل وأكثر أمنا وازدهارا، مستشهدا في حديثه بزيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى إسرائيل في العام 1977، والتي تصادف ذكراها الخميس، قائلا إن السادات "زرع بذور السلام الإقليمي التي تزداد اليوم العناية بها".

وشهدت السنوات الأخيرة تقاربا بين إسرائيل والدول الخليجية وغيرها من الدول الحليفة للولايات المتحدة خصوصا تلك التي تتشارك العداء مع إيران.

وينظر إلى اتفاقات التطبيع مع إسرائيل على أنها فرصة اقتصادية لدول الخليج التي تمتلك ثروات نفطية ضخمة، وتسعى إلى تطوير قطاعات اقتصادية أخرى بما في ذلك قطاع التكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات.

ومن المقرر عقد قمة ثلاثية تجمع بومبيو بنظيره البحريني ورئيس الوزراء الإسرائيلي، ستتم خلالها مناقشة ملف تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، إلى جانب الملف الإيراني والمستوطنات الإسرائيلية.

بداية استراتيجية لتعزيز التعاون المشترك وتحقيق المصالح
بداية استراتيجية لتعزيز التعاون المشترك وتحقيق المصالح

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الاثنين أن ترامب استشار كبار مساعديه حول إمكانية توجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأوضحت الصحيفة "أقنع كبار المسؤولين ترامب بعدم المضي قدما في ذلك"، وحذروه من إمكانية تصاعد نطاق النزاع في الأسابيع الأخيرة له في المنصب، إذا ما نفذ ذلك.

وربما تكون زيارة بومبيو إلى إسرائيل هي الأخيرة قبيل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن في يناير المقبل.

ويثير فوز الديمقراطي بايدن في الانتخابات جملة من التساؤلات حول عدة قضايا مثل مستقبل العقوبات الأميركية على إيران وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية والخطة الأميركية لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.

وفي الوقت الذي لن يجتمع فيه بومبيو مع القادة الفلسطينيين، من المتوقع ووفقا للصحافة الإسرائيلية أن يزور مستوطنة "بساغوت" في الضفة الغربية المحتلة، وتحديدا مصنعا للنبيذ مقاما فيها.

ولم يؤكد الجانب الأميركي ولا إدارة مصنع النبيذ الزيارة المحتملة التي ستكون الأولى لوزير خارجية أميركي لمستوطنة في الضفة الغربية.

وشهدت ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب تسارعا في التوسع الاستيطاني على أراضي الفلسطينيين البالغ تعدادهم نحو 2.8 مليون نسمة، حيث يعيش نحو 450 ألف مستوطن في الضفة الغربية المحتلة دون القدس، في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.

وقبل عام بالتحديد، قال بومبيو إنّ الولايات المتحدة لم تعد تعتبر المستوطنات اليهودية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، غير قانونية.

وكان مصنع نبيذ بساغوت ضمن قرار أوروبي يفرض عليه وضع علامة على منتجاته تفيد بأنها تأتي من مستوطنات في أراض محتلة.

ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية في مستهل اجتماع الحكومة الثلاثاء زيارة بومبيو "لمستعمرة بساغوت المقامة على أراضي البيرة"، بأنها "إمعان في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني".

وأكد أشتية أن هذه الزيارة "لن تعطي أي شرعية للمستوطنات"، داعيا العالم "إلى أن يقف أمام هذه الزيارة، وأن يخطو خطوة إضافية بالمنع التام نحو مقاطعة بضائع المستعمرات".

على الأرض، عقد فلسطينيون يصفون أنفسهم بأنهم أصحاب الأراضي التي بنيت عليها مستوطنة "بساغوت" أو "جبل الطويل"، مؤتمرا صحافيا قبل ظهر الأربعاء احتجاجا على زيارة بومبيو المرتقبة.

واعتبر عضو بلدية البيرة منيف طريش زيارة بومبيو بأنها "جريمة من وجهة نظرنا، لأنه يناقض بذلك الشرعية الدولية". وأضاف "ما يحاول بومبيو فعله هو إضفاء الشرعية على أنشطة المستوطنات في الضفة الغربية وهذا ضد كل القواعد الدولية".

وأكد طريش أن "الأرض المسروقة ليست موقعا سياحيا، الكرم الذي زرعه أحد المستوطنين ومصنع النبيذ الذي تم إنشاؤه هناك يقعان على أراض فلسطينية خاصة، لدينا جميع الوثائق التي تثبت أن جميع الأراضي هي ملك للشعب الفلسطيني".