واشنطن تعين سفيرا بالنيابة ومبعوثا خاصا جديدين للسودان

واشنطن - تعتزم الولايات المتحدة تعيين مبعوث خاص جديدا للسودان، بينما لا تبدو في الأفق أي مؤشرات على نهاية قريبة للحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل من العام الماضي.
وأعلنت الاثنين أن ذلك يأتي في إطار مساعيها لإنهاء الحرب التي دمرت أجزاء من البلاد وأودت بحياة عشرات الآلاف، فيما تأتي هذه التطورات بعد أن أبدت واشنطن انزعاجها من منع الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان دخول المساعدات إلى إقليم دارفور الذي امتدت إليه المعارك.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان قبل هذا الإعلان، إن الدبلوماسي السابق وعضو الكونغرس توم بيرييلو سيتولى دور المبعوث الخاص بينما تسعى الولايات المتحدة إلى زيادة التركيز على الصراع بعد فشل المحادثات في حله حتى الآن.
وقال بيرييلو في بيان إنه سيبني على جهود الشركاء في جميع أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط لوضع حد للحرب والأزمة الإنسانية والأعمال الوحشية.
وأضاف "يعكس هذا التعيين مدى الإلحاح والأهمية التي أولاها الرئيس الأميركي جو بايدن والوزير بلينكن لإنهاء هذه الحرب ووضع حد للكثير من الأعمال الوحشية بحق المدنيين والحيلولة دون تحول الوضع الإنساني المروع بالفعل إلى مجاعة كارثية".
وقال بلينكن في البيان إن السفير الأميركي لدى السودان جون جودفري غادر منصبه، مضيفا أن دانيال روبنستين سيعمل قائما بالأعمال مؤقتا كمدير لمكتب شؤون السودان، وسيكون مقره في إثيوبيا.
وشغل بيرييلو سابقا منصب المبعوث الخاص لمنطقة البحيرات العظمى في أفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، كما كان عضوا في مجلس النواب الأميركي عن ولاية فرجينيا.
ورأس روبنستين في الآونة الأخيرة الوفد الأميركي في المحادثات بشأن السودان في مدينة جدة السعودية التي توقفت بسبب عدم التزام الجيش بتعهداته في تلك المحادثات.
وأجلى الجيش الأميركي موظفي الحكومة الأميركية من الخرطوم في أبريل من العام الماضي وأوقف العمليات في سفارته هناك بعد اندلاع القتال بين القادة السودانيين المتنافسين.
واندلعت الحرب في السودان في أبريل من العام الماضي بسبب خلافات على صلاحيات الجيش وقوات الدعم السريع بموجب خطة مدعومة دوليا للانتقال السياسي نحو الحكم المدني وإجراء الانتخابات.
وتقاسم الجيش وقوات الدعم السريع السلطة مع المدنيين بعد سقوط الرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية عام 2019، قبل أن يقوم البرهان بانقلاب على الشركاء المدنيين بعد ذلك بعامين وكان محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع حينها نائبا له ووصف لاحقا الانقلاب بأنه كان خطأ جسيما.
ويعمل دقلو حاليا على إعادة البلاد إلى المسار الديمقراطي مشددا على ضرورة عودة الجيش لثكناته وأن يبقى دوره ضمن ما حدده الدستور، بينما يتمسك البرهان باستمرار الحرب وأدار ظهره لكل مبادرات الوساطة لوقف الحرب أو تسليم السلطة لإدارة مدنية.
واستمرار حرب يطيل بقاء قائد الجيش في السلطة الذي تعهد بالعمل مع كافة الشركاء المحليين والإقليميين والدوليين لإحلال السلام، لكنه انقلب في أكثر من مناسبة على تعهداته بدفع من داعميه الإسلاميين ومن فلول النظام السابق.
ودمر القتال أنحاء من السودان منها العاصمة الخرطوم، وأودى وفق تقديرات الأمم المتحدة بحياة أكثر من 13 ألفا وأثار تحذيرات من حدوث مجاعة كما أوجد أزمة نزوح في الداخل.
وتتهم الولايات المتحدة طرفا القتال بالمشاركة في حملة تطهير عرقي في غرب دارفور وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لكن قوات الدعم السريع نفت مرارا صحة تلك الاتهامات وأبدت مرونة كبيرة في التعاون مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب.
وتتهم واشنطن الجيش بارتكاب جرائم حرب بعد تنفيذه حملة ضربات جوية واسعة النطاق، قتل فيها مئات المدنيين بينما قالت القوات المسلحة بقيادة البرهان إنها تستهدف مواقع الدعم السريع في حين أظهرت وثائق ومقاطع فيديو أن معظم الاستهدافات الجوية تركزت على مناطق مأهولة بالسكان.