واشنطن تعلق العقوبات على دمشق مؤقتا لأسباب إنسانية

واشنطن - قررت الولايات المتحدة تعليق بعض العقوبات المفروضة على دمشق مؤقتا لفسح المجال أمام الحكومات لمساعدة الشعب السوري، على خلفية الزلزال المدمر الذي ضرب كلا من سوريا وتركيا وخلف أكثر من 21 ألف قتيل والآلاف من الجرحى والعالقين تحت الأنقاض، ما يعني تعليقا ظرفيا لقانون قيصر لأسباب إنسانية.
كما ستقدم واشنطن مساعدة بقيمة 85 مليون دولار إلى تركيا وسوريا لمساعدتهما على مواجهة آثار الزلزال المدمر.
ووقع الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة فجر الاثنين الماضي بالقرب من الحدود التركية - السورية. وحتى صباح الجمعة، تجاوز عدد الضحايا في البلدين 21700 قتيل.
وما زالت جهود البحث مستمرة، لكن فرص العثور على ناجين تتضاءل.
وقالت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "يو.أس أيد" إن الأموال ستسلم لشركاء على الأرض من أجل "تقديم المساعدات العاجلة للملايين من الأشخاص"، تشمل المواد الغذائية والمأوى والخدمات الصحية الطارئة. وأضافت أن التمويل سيدعم أيضا تأمين مياه الشرب النظيفة والصرف الصحي لمنع تفشي الأوبئة.
ويأتي ذلك بعدما أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في وقت سابق الخميس اتصالا بنظيره التركي مولود جاويش أوغلو لمناقشة حاجات تركيا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس لصحافيين "نحن فخورون بالانضمام إلى الجهود العالمية لمساعدة تركيا مثلما سبق أن ساهمت تركيا في الكثير من الأحيان عبر خبرائها في عمليات الإنقاذ الإنساني لدول عدة أخرى".
وفي الوقت نفسه، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية رفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا مؤقتا، بهدف إيصال مساعدات إلى السكان المتضررين في أسرع وقت ممكن.
وأوضحت الوزارة أن هذا الإجراء "يسمح لمدة 180 يوما بجميع التعاملات المتعلقة بمساعدة ضحايا الزلزال، التي كانت محظورة" بموجب العقوبات المفروضة على دمشق.
وأشارت وزارة الخزانة الأميركية إلى أن برامج العقوبات الأميركية "تتضمن أساسا استثناءات كبيرة للعمليات الإنسانية".
من جهة أخرى، قال مسؤولون أميركيون الخميس إن الولايات المتحدة أرسلت فرق إنقاذ إلى تركيا وساهت في تقديم آليات لقطع الخرسانة ومولدات وأنظمة لتنقية المياه ومروحيات.
وأوضحت وكالة التنمية الدولية أن فرق الإنقاذ تركز جهودها على مدينة أديامان (جنوب شرق تركيا)، التي تضررت بشدة بالزلزال، وتساهم الطواقم الأميركية فيها في البحث عن ناجين مستعينة بكلاب وكاميرات وأجهزة لرصد الأصوات.
وأضافت أن بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالطرق والجسور، أرسل الجيش الأميركي مروحيات بلاك هوك وشينوك لنقل إمدادات.
وتقدم واشنطن مساعدتها لسوريا عبر شركاء محليين لأنها ترفض التعامل مع الرئيس بشار الأسد وتطالب بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات خلال الحرب الأهلية.
وقال وزير الخارجية الأميركي في بيان نشر مساء الخميس "ندعو نظام الأسد إلى السماح فورا بدخول المساعدات عبر كل المراكز الحدودية والسماح بتوزيع المساعدات على كل المناطق المتضررة".
ودعا البيان أيضا النظام السوري إلى "إتاحة وصول منظمات العمل الإنساني إلى جميع الأشخاص المحتاجين في سوريا بلا استثناء".
وكانت قافلة مساعدات وصلت الخميس إلى المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية في شمال غرب سوريا، للمرة الأولى منذ الزلزال، عبر المعبر الحدودي الوحيد المفتوح، باب الهوى، على الجانب التركي.
وكان مجلس الأمن الدولي مدد في بداية يناير لستة أشهر إضافية آلية إيصال المساعدات الدولية الحيوية إلى الملايين من السوريين عبر الحدود.
ويمدد القرار الذي أقر بالإجماع، حتى العاشر من يوليو 2023 الآلية التي تسمح بإرسال المساعدات من تركيا، فقط عبر معبر باب الهوى إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة إدلب وضواحيها دون المرور بمناطق سيطرة النظام السوري.
وتريد روسيا، الداعم الدولي الرئيسي للأسد، أن تمر المساعدات حصرا عبر مناطق سيطرة النظام وليس عبر معبر باب الهوى، الذي تنقل من خلاله أكثر من ثمانين في المئة من احتياجات السكان في المناطق الخارجة عن سيطرة نظام دمشق.
لكن منظمات غير حكومية تعتبر أن النظام لا يمكن الوثوق به لكي يتم توزيع المساعدة بشكل عادل في المناطق الخارجة عن سيطرته.