واشنطن تعترض على أعضاء الحكومة العراقية المرتبطين بـ"تنظيمات إرهابية"

واشنطن/ بغداد - أبلغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء العراقي الجديد محمد شياع السوداني بأنها لن تتعامل مع الوزراء وكبار المسؤولين المرتبطين بالجماعات المسلحة الشيعية، التي صنفتها الولايات المتحدة "منظمات إرهابية"، بحسب ما نقل موقع "أكسيوس" عن مصدرين مطلعين، الأمر الذي نفاه مصدر حكومي عراقي.
وأصبح السوداني رئيسا للوزراء بعد أن أيدته الفصائل الموالية لإيران في البرلمان العراقي، والمعروفة باسم "الإطار التنسيقي"، وتشمل هذه الفصائل بعض الجماعات المسلحة المدرجة على قائمة "المنظمات الإرهابية" الأجنبية للولايات المتحدة.
وقال المصدران اللذان تحدثا إلى "إكسيوس" إن إدارة بايدن قررت بالفعل أنها لن تعمل مع وزير التعليم العالي نعيم العبودي لكونه عضوا في "عصائب أهل الحق"، وهي جماعة مسلحة شيعية تمولها إيران وصنفتها الولايات المتحدة "منظمة إرهابية".
وتشعر الولايات المتحدة بالقلق أيضا إزاء ربيع نادر، الذي تم تعيينه لرئاسة المكتب الصحافي لرئيس الوزراء العراقي، حيث كان قد عمل سابقا في وسائل الإعلام التابعة لـ"عصائب أهل الحق" ومع "كتائب حزب الله"، والأخيرة جماعة مسلحة شيعية أيضا صنفتها الولايات المتحدة "جماعة إرهابية".
واختار السوداني كذلك أحمد الأسدي، وهو قائد سابق في الحشد الشعبي، ويمتلك فصيلا مسلحا، لمنصب وزير العمل والشؤون الاجتماعية، فضلا عن إعادة بعض قادة وأعضاء الفصائل المسلحة إلى مفاصل الدولة.
ومنذ توليه منصبه قبل أقل من ثلاثة أسابيع، التقت السفيرة الأميركية في العراق ألينا رومانوسكي رئيس الوزراء العراقي خمس مرات، وفقا للمصدرين، اللذين أشارا إلى أن رومانوسكي أبلغت السوداني بالسياسة الأميركية في ما يتعلق بالتعامل مع وزراء الحكومة والمسؤولين المرتبطين بالجماعات المسلحة.
كما تم نقل الرسالة نفسها إلى الحكومة العراقية من قبل مسؤولين آخرين في إدارة بايدن، بحسب المصدرين، بينما رفض البيت الأبيض التعليق على الارتباطات الدبلوماسية مع الحكومة العراقية.
ومع ذلك، تخطط الولايات المتحدة للعمل إلى حد كبير مع الحكومة العراقية الجديدة والسوداني وإعطائهما فرصة، لاسيما أن العراق يعد شريكا رئيسيا لإدارة بايدن في المنطقة، في ظل العديد من المصالح الأمنية والاقتصادية الأميركية التي تحتاج الإدارة إلى الحفاظ عليها.
وذكر المصدران أن إدارة بايدن راضية عن المشاركة البناءة مع محمد شياع السوداني التي شهدتها حتى الآن، وأضافا أن الولايات المتحدة ستحكم على استقلال رئيس الوزراء الجديد عن النفوذ الإيراني من خلال أفعاله.
ونقل "أكسيوس" عن المصدرين قولهما أيضا إن إدارة بايدن قلقة من إمكانية ألا تكون للسوداني سيطرة كافية على الميليشيات الشيعية.
وأوضحا أن "الجماعات المسلحة إذا زادت من هجماتها ضد القوات الأميركية في البلاد، فقد يغير ذلك سياسة إدارة بايدن تجاه الحكومة العراقية".
في المقابل، نفى مصدر حكومي عراقي أن يكون رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني قد تلقى رسالة من الأميركيين بشأن عدم التعامل مع بعض الوزراء.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية "واع" عن المصدر قوله إن "ما يشاع عن إيصال الأميركيين رسائل للسوداني بهذا الشأن لا صحة له".
وأضاف أن "أغلب المسؤولين الأميركيين كرروا للسوداني وللزعامات السياسية رسائل كانت تتضمن الدعم والمساندة والرغبة الجادة في إقامة أفضل العلاقات".
وفي أكتوبر الماضي، قالت ألينا رومانوسكي إن "اتفاقية الإطار الإستراتيجي" بين واشنطن وبغداد هي التي ستوجه علاقة الولايات المتحدة مع الحكومة الجديدة في العراق.
وأضافت عبر تويتر أن "التقدم في تحقيق مصالحنا المشتركة مهم للعراقيين: عراق يحارب الفساد ويخلق فرص العمل، ومستقر من خلال مؤسسات أمنية حكومية قوية، وخال من تنظيم داعش، ومرن للتعامل مع التغير المناخي".
وفي عام 2008، وقّع العراق مع الولايات المتحدة "اتفاقية الإطار الإستراتيجي"، التي تخص التعاون والصداقة، وتتضمن 11 بندا تتناول المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها.