واشنطن تطالب الحوثيين بالإفراج الفوري عن موظفين في منظمات دولية

الخارجية الأميركية تدين نشر الجماعة معلومات مضللة عن الموظفين المحليين للبعثة الأميركية من خلال اعترافات متلفزة قسرية ومزيفة.
الخميس 2024/06/13
الحوثيون يلفقون تهم التجسس لإنهاء وجود المنظمات غير الحكومية في اليمن

صنعاء - دعا سفير الولايات المتحدة لدى اليمن اليوم الخميس حركة الحوثي إلى الإفراج الفوري عن موظفين يمنيين يعملون في منظمات دولية تحتجزهم الحركة ومن بينهم موظفون في السفارة الأميركية بصنعاء.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الحوثيين المتحالفين مع إيران احتجزوا 11 من موظفي الأمم المتحدة في اليمن الأسبوع الماضي.

وأدان السفير الأميركي ستيفن فاغن اليوم الخميس الاعتقالات ووصفها بأنها "صادمة".

وذكر في بيان "يدين الحوثيون بالشكر لهؤلاء اليمنيين بدلا من هذه التهم الكاذبة والسجن. ويستحق الشعب اليمني معاملة جيدة بدلا من الأكاذيب الحوثية الوهمية الهادفة إلى تبني حكمهم العبثي المستبد".

وتم القبض على الموظفين، وجميعهم يمنيون، من قبل عناصر مسلحة في المخابرات الحوثية خلال سلسلة من المداهمات التي أسفرت أيضا عن اعتقال ثلاثة موظفين في المعهد الديمقراطي الوطني الذي تموله الولايات المتحدة والذي يعمل في مجال دعم الديمقراطية، وثلاثة موظفين في مؤسسة محلية تدافع عن حقوق الإنسان.

واحتجزت الحركة على مدى السنوات الثلاث الماضية نحو 20 موظفا يمنيا كانوا يعملون في السفارة الأميركية التي علقت عملها بصنعاء بعد اندلاع الحرب الأهلية في عام 2014 وسيطرة الحوثيين على العاصمة.

وتباشر البعثة الأميركية في اليمن عملها حاليا من العاصمة السعودية الرياض.

وأعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا عن "حملة واسعة من الاعتقالات"، شملت العشرات من موظفي الأمم المتحدة والوكالات الأممية ومكتب المبعوث الأممي، بالإضافة إلى عدد من العاملين في منظمات دولية ومحلية.

وكشفت منظمة "ميون" اليمنية لحقوق الإنسان، نقلا عن مصادر، أن "عدد المعتقلين بلغ 18 موظفا وعاملا في منظمات وهيئات ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات دولية".

ولم تحدد الحركة الحوثية عدد المعتقلين، لكن عبدالحكيم الخيواني رئيس جهاز مخابراتها قال في تصريحات بثها التلفزيون إن الحركة ألقت القبض على "شبكة تجسس أميركية إسرائيلية". وأوضح أن "الشبكة" تضم موظفين سابقين في السفارة الأميركية باليمن.

وذكر أن الشبكة "قامت بأدوار تجسسية وتخريبية في مؤسسات رسمية وغير رسمية على مدى عقود لصالح العدو".

واعتبر المحلل لدى مجموعة "نافانتي" الاستشارية الأميركية محمد الباشا، أن الاتهامات بالتجسس تعتبر "ذريعة"، مبررا أن الهدف من هذه الخطوة هو "إنهاء وجود المنظمات غير الحكومية في اليمن بشكل منهجي".

وأوضح في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية قبل صدور بيان الحوثيين، أن الهدف من هذه الاعتقالات هو إجبار "المنظمات الأجنبية أو أعضاء المجتمع الدولي الذين يسعون إلى إقامة أو تمويل مشاريع في البلاد" على التعامل حصريا مع الهيئات التي يديرها الحوثيون.

ويهاجم الحوثيون سفنا في البحر الأحمر فيما يقولون إنه تضامنا مع الفلسطينيين خلال حرب غزة مما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا إلى شن غارات جوية في اليمن. 

والثلاثاء، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، "بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة المحتجزين في اليمن من قبل سلطات الأمر الواقع الحوثية، وذلك بعد اعتقال 13 من موظفي المنظمة قبل أيام".

والسبت، أعربت وزارة الخارجية اليمنية في بيان عن "إدانتها الشديدة لإقدام المليشيات الحوثية الإرهابية باختطاف العشرات من موظفي وكالات الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية والمحلية غير الحكومية في صنعاء".

وفي ظل تهدئة حالية منذ نحو عامين، يواجه اليمن منذ نحو 10 سنوات حربا بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية، وقوات جماعة الحوثيين المدعومة من إيران، والمسيطرة على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.