واشنطن تطالب إسرائيل بتغيير قواعد الاشتباك بالضفة بعد مقتل ناشطة

بلينكن وأوستن يحملان إسرائيل مسؤولية مقتل عائشة نور إزجي إيجي في مسيرة مناهضة للتوسع الاستيطاني دون حدوث استفزاز أو مبرر.
الأربعاء 2024/09/11
غضب أميركي من سلوك الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية

لندن/القدس - طالب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وزير الدفاع لويد أوستن الثلاثاء بمراجعة شاملة لسلوك الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، ونددا بإطلاق النار الذي أدى إلى مقتل ناشطة أميركية تركية في مسيرة مناهضة للتوسع الاستيطاني، وهو ما قالت إسرائيل إنه كان حادثا غير متعمد.

وقُتلت عائشة نور إزجي إيجي (26 عاما) بالرصاص الجمعة في مسيرة احتجاجية في قرية بيتا بالقرب من مدينة نابلس بالضفة الغربية حيث يشن مستوطنون إسرائيليون ينتمون إلى اليمين المتطرف هجمات على نحو متكرر على الفلسطينيين.

وقال الجيش الإسرائيلي الثلاثاء إن تحقيقه الأولي وجد أنه من المرجح جدا أن الجنود هم من أطلقوا الرصاصة التي قتلتها لكنه قال إن مقتلها لم يكن متعمدا وعبر عن أسفه الشديد.

وقال الرئيس جو بايدن في وقت لاحق للصحافيين إن "الرصاصة ارتدت عن الأرض". وأوضح مسؤول أميركي أن هذا هو استنتاج التحقيق الإسرائيلي الذي تسلمت الولايات المتحدة نتائجه.

لكن المسؤولين الفلسطينيين قالوا إن الرصاصة أصابت إيجي في رأسها.

ووصفت عائلة إيجي التحقيق الأولي الذي أجرته إسرائيل بأنه "غير كاف على الإطلاق" وطالبت بإجراء تحقيق أميركي مستقل.

وقال حامد علي صديق إيجي ردا على تعليقات بايدن إن وفاتها "لم تكن حادثا ويجب محاسبة قاتليها".

وأضاف "البيت الأبيض لم يتحدث معنا. لمدة أربعة أيام، انتظرنا أن يرفع الرئيس بايدن سماعة الهاتف ويفعل الشيء الصحيح".

وفي أقوى تصريحاتهما التي تنتقد القوات الإسرائيلية حتى الآن، وصف بلينكن وأوستن مقتل إيجي بأنه "بلا مبرر وحدث دون استفزازات". وأشارا في تعليقات أدليا بها بشكل منفصل إلى أن واشنطن ستصر على أن تجري الحكومة الإسرائيلية تعديلات على طريقة مباشرة قواتها للعمليات في الضفة الغربية.

وأضاف بلينكن للصحافيين في لندن "ينبغي عدم إطلاق النار على أي شخص وقتله لمشاركته في احتجاج. وينبغي أيضا ألا تكون حياة أحد في خطر لمجرد التعبير بحرية عن آرائه".

وتابع "وفقا لتقديرنا، فإن القوات الإسرائيلية بحاجة إلى إجراء تعديلات جوهرية في طريقة مباشرة عملياتها في الضفة الغربية، فضلا عن تعديل قواعد الاشتباكات".

وأردف "هناك مواطنان أميركيان لقيا حتفهما على أيدي القوات الإسرائيلية. وهذا غير مقبول".

وأحجم متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية عن التعقيب على تصريحات بلينكن.

وقال البنتاغون في وقت متأخر من الثلاثاء إن أوستن تحدث مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، مضيفا أنه عبر عن "قلقه الشديد بشأن مسؤولية الجيش الإسرائيلي عن وفاة إيجي دون حدوث استفزاز أو مبرر".

وحث أوستن غالانت على "إعادة النظر في قواعد الاشتباك الخاصة بالجيش الإسرائيلي في أثناء العمليات بالضفة الغربية"، بحسب البنتاغون.

وذكر الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أن وحدة التحقيقات الجنائية بالشرطة العسكرية تجري تحقيقا وستُرفع نتائجه للمراجعة على مستوى أعلى فور الانتهاء منه.

وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للصحافيين "سنراقب ذلك عن كثب"، مشيرا إلى أن التحقيق الجنائي يعد خطوة غير معتادة بالنسبة للجيش الإسرائيلي.

وأضاف "نرغب في متابعة تطورات هذا التحقيق وما يمكن أن تسفر عنه النتائج، بالإضافة إلى من سيتم محاسبته وكيفية ذلك".

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن قادة من الجيش أجروا تحقيقا في الحادث، وتوصلوا إلى أن إطلاق النار لم يكن نحوها وإنما صوب فرد آخر وصفه بأنه "المحرض الرئيسي لأعمال الشغب".

وأضاف "وقع الحادث أثناء أعمال شغب عنيفة أحرق خلالها عشرات من الفلسطينيين المشتبه بهم إطارات سيارات ورشقوا قوات الأمن بالحجارة عند مفرق بيتا".

وقالت إسرائيل إنها أرسلت طلبا إلى السلطات الفلسطينية لإجراء تشريح للجثة.

وقال أفراد أسرة إيجي في بيان "نشعر بالغضب مما يُقال عن أن قتلها على يد قناص مدرب لم يكن مقصودا بأي شكل من الأشكال".

وتشهد الضفة الغربية زيادة في الهجمات العنيفة التي يشنها مستوطنون على الفلسطينيين في الضفة الغربية، مما أثار غضب حلفاء إسرائيل الغربيين من بينهم الولايات المتحدة التي فرضت عقوبات على بعض الإسرائيليين المتورطين في حركة استيطان متطرفة. وتتصاعد التوترات وسط الحرب الإسرائيلية على غزة.

ويحتج الفلسطينيون أسبوعيا في بيتا منذ 2020 على توسيع مستوطنة إيفياتار، وهي موقع استيطاني قرب القرية. ويتخذ أعضاء في الائتلاف الحاكم من القوميين المتطرفين إجراءات لإضفاء الشرعية على مواقع استيطانية غير مصرح بها سابقا مثل إيفياتار. وهي خطوة تقول واشنطن إنها تهدد استقرار الضفة الغربية وتقوض الجهود الرامية إلى حل الدولتين.

ومنذ حرب 1967، احتلت إسرائيل الضفة الغربية لنهر الأردن، وهي المنطقة التي يرغب الفلسطينيون في أن تكون نواة دولتهم المستقلة مستقبلا.

وتوسعت إسرائيل في بناء المستوطنات في الضفة الغربية، والتي تعتبرها معظم الدول مخالفة للقانون. وترفض إسرائيل هذا الموقف وتقول إن لديها روابط تاريخية وتوراتية بالمنطقة.