واشنطن تضيّق الخناق على إيران بفرض عقوبات جديدة على سفيرها لدى الحوثيين

واشنطن – فرضت الولايات المتحدة الثلاثاء عقوبات تتصل بالإرهاب على حسن إيرلو سفير إيران لدى الحوثيين في اليمن وجامعة المصطفى الدولية في إيران والمواطن الباكستاني الذي يتخذ من إيران مقرا له يوسف علي موراج.
ووصفت وزارة الخزانة الأميركية إيرلو بأنه مسؤول في فيلق القدس، ذراع الحرس الثوري الإيراني في الخارج، كما وصفت جامعة المصطفى الدولية بأنها مركز انطلاق لعمليات فيلق القدس والتجنيد في الخارج، فيما قالت إن موراج دعم جهود فيلق القدس لتنفيذ عمليات في الشرق الأوسط والولايات المتحدة.
ولفتت إلى أن العقوبات شملت جامعة المصطفى العالمية، لتسهيلها "تجنيد عناصر لفيلق القدس وجمع المعلومات الاستخباراتية، وتجنيد المقاتلين الأجانب بالميليشيات التي يقودها الحرس الثوري والتي تقاتل إلى جانب قوات بشار الأسد في سوريا".
وقال مسؤول أميركي إن إيرلو والجامعة خضعا للعقوبات بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، الذي يسمح للحكومة الأميركية بتحديد وتجميد أصول أفراد وكيانات أجنبية يرتكبون أعمال إرهاب أو يشكلون خطرا كبيرا لارتكابها.
ويرى متابعون أن قرار استهداف إيرلو إنما هو في جانب منه إشارة إلى حركة الحوثي اليمنية، التي تقاتل تحالفا عسكريا تقوده السعودية في اليمن منذ 2015.
وحسن إيرلو هو ضابط متخصص في التدريبات على الأسلحة المضادة للطائرات، ويعد مرشدا دينيا في الحرس الثوري الإيراني.
ومنذ تعيين إيرلو سفيرا لدى حكومة ميليشيا الحوثي غير المعترف بها دوليا في 28 أكتوبر الماضي، تصاعدت وتيرة الهجمات الحوثية بشكل غير مسبوق تجاه المدن والمنشآت في اليمن والسعودية، ما يرفع سقف التهديدات للمملكة ودول الجوار.
وقال البيان الأميركي إن الدعم الإيراني للحوثيين "يؤجج انعدام الاستقرار في اليمن الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
وتحاول الولايات المتحدة إحياء محادثات السلام المتوقفة منذ أواخر 2018 في سبيل إنهاء حرب تشهد جمودا عسكريا منذ سنوات مع سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء ومعظم المراكز الحضرية الكبيرة.
وتعتبر واشنطن والرياض الحوثيين امتدادا للنفوذ الإيراني في المنطقة. وترددت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إدراج جماعة الحوثي على قائمتها السوداء، رغم أنها لوّحت مرارا بذلك في مسعى لدعم السعودية التي تقود تحالفا عربيا لدعم الحكومة اليمنية.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال إن "تعيين حسن إيرلو سفيرا لإيران في اليمن يشير إلى نية طهران زيادة الدعم للحوثيين ويعقد جهود تسوية الصراع اليمني".
وشدّد على أن الولايات المتحدة ستواصل التصدي لسلوك إيران الخبيث في المنطقة، مؤكدا أن الحرس الثوري يدعم أجندة العنف لتفجير الأوضاع في مناطق بالشرق الأوسط.
وتحدثت وسائل إعلام أميركية في الآونة الأخيرة عن عزم الولايات المتحدة تصنيف جماعة "أنصار الله" (الحوثي) منظمة إرهابية، إلا أن مسؤولين اعترضوا بحجة أنها قد تعطل تسليم المواد الغذائية والمساعدات الطارئة لليمنيين، فيما يسعى بومبيو لإعلان ذلك قبل مغادرة الرئيس دونالد ترامب البيت الأبيض.
وتقود السعودية منذ مارس 2015 تحالفا عسكريا دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها جماعة الحوثي أواخر 2014.
وفي المقابل ينفذ الحوثيون المدعومون من إيران هجمات متكررة بطائرات دون طيار وصواريخ باليستية وقوارب مفخخة تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وداخل أراضي المملكة.
وتدعم إيران الحوثيين بالأسلحة والعتاد والمال، فيما ينفي الحوثيون الذين أطاحوا بالحكومة من صنعاء في أواخر عام 2014 أنهم يقاتلون نيابة عن طهران ويقولون إنهم يحاربون نظاما فاسدا.
وآخر نوفمبر، أكد المبعوث الأميركي الخاص بإيران إليوت أبرامز أن إدارة الرئيس الأميركي تخطط لتشديد العقوبات على طهران خلال أسابيعها الأخيرة لها في السلطة، وحث الرئيس المنتخب جو بايدن على استخدام العقوبات للضغط من أجل اتفاق يقلل من التهديدات الإقليمية والنووية التي تشكلها طهران.
وأعلن عن عقوبات مرتبطة بإيران على أربعة كيانات في الصين وروسيا متهما إياها بأنشطة تروج لبرنامج الصواريخ الإيراني.