واشنطن تشهد توقيع سلام أفريقي وترامب يشتكي عدم تكريمه بنوبل

ترامب ينسب لنفسه الفضل في اتفاق السلام بين الكونغو الديموقراطية ورواندا ويكشف عن تمويل غبي من الولايات المتحدة لبناء سد النهضة الإثيوبي.
السبت 2025/06/21
باكستان ترشح ترامب لجائزة نوبل

واشنطن - نسب الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنفسه الجمعة الفضل في التوصل إلى اتفاق سلام بين جمهورية الكونغو الديموقراطية ورواندا كان قد جرى التفاوض عليه في واشنطن، مبديا امتعاضه من عدم منحه جائزة نوبل للسلام تقديرا لجهوده حتى الآن.

وأعلنت الدولتان الأفريقيتان المتحاربتان في بيان مشترك الأربعاء أنهما وقعتا بالأحرف الأولى على اتفاق ينهي النزاع في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، وسيتم توقيعه رسميا في العاصمة الأميركية الأسبوع المقبل.

وكتب ترامب في منشور على منصته تروث سوشيال مؤكدا هذا الإنجاز "انه يوم عظيم لأفريقيا، وبصراحة، يوم عظيم للعالم".

لكن نبرة التفاؤل تراجعت عندما اشتكى ترامب من تجاهل لجنة نوبل النروجية له ولدوره في التوسط في النزاعات بين الهند وباكستان وصربيا وكوسوفو.

كما طالب بأن ينسب إليه الفضل في "حفظ السلام" بين مصر وإثيوبيا والتوسط في اتفاقيات أبراهام، وهي سلسلة اتفاقات تهدف إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية.

وانتقد ترامب، في منشور عبر حسابه بمنصة "تروث سوشيال" السبت، تمويل الولايات المتحدة لسد النهضة الإثيوبي على مجرى نهر النيل، والذي تعارضه مصر بشدة وتدعو لإبرام اتفاق لتنسيق آلية تشغيله بين دول المنبع والمصب.

وذكر ترامب في منشوره، مصر وإثيوبيا بين العديد من دول العالم التي ساهم في إبرام اتفاقيات سلام أو تهدئة بينها، وقال "ولن أحصل على جائزة نوبل للسلام للحفاظ على السلام بين مصر وإثيوبيا"، منوها بأن "سد إثيوبيا ضخم تم بناؤه، بتمويل غبي من الولايات المتحدة الأميركية، يقلل بشكل كبير من المياه المتدفقة إلى نهر النيل".

ولعب ترامب دور الوسيط في مفاوضات سد النهضة، في عامي 2019 و2020، عندما استضافت واشنطن المفاوضات برعاية وزير الخزانة الأمريكي.

وبعد عدة جولات من الاجتماعات في واشنطن، رفضت إثيوبيا التوقيع بعدما وقعت مصر على الاتفاق الذي تم التوصل إليه، ما دفع ترامب إلى مهاجمة أديس أبابا وانتقاد موقفها "المتشدد" من مفاوضات سد النهضة، وقال أمام الكاميرات إن مصر قد تعمد إلى "تفجير السد، لأنها لن تكون قادرة على العيش بهذه الطريقة"، كما قال عن مصر "كان ينبغي عليهم إيقافه قبل وقت طويل من بدايته".

وعلق ترامب على الاتفاق قائلا "لقد وجدت لهم اتفاقا، لكن إثيوبيا انتهكته للأسف، وما كان ينبغي عليها فعل ذلك، كان هذا خطأ كبيرا".

وهذه المرة الثانية التي يذكر فيها ترامب نجاحه في نزع فتيل الأزمة بين مصر وإثيوبيا وتحقيق سلام "حتى الآن" بين البلدين بسبب سد النهضة، لكنها المرة الأولى التي يشير فيها إلى تمويله من قبل الولايات المتحدة.

وخاض ترامب حملته الانتخابية كـ"صانع سلام" سيستخدم مهاراته التفاوضية لإنهاء الحروب في أوكرانيا وغزة بسرعة، لكن النزاعين لا يزالان مستمرين بعد خمسة أشهر من توليه منصبه.

ونفى المسؤولون الهنود أي دور له في وقف إطلاق النار مع باكستان.

وفي غضون ذلك، أعلنت الحكومة الباكستانية الجمعة أنها سترشح ترامب رسميا لجائزة نوبل للسلام لعام 2026 "تقديرا لتدخله الدبلوماسي الحاسم" خلال النزاع الأخير.

وقال ترامب إن مسؤولين من جمهورية الكونغو الديموقراطية ورواندا سيحضرون إلى واشنطن الاثنين للتوقيع، لكن البيان المشترك ذكر أن التوقيع سيكون في 27 يونيو.

وتعاني منطقة شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية الغنية بالموارد والواقعة على الحدود مع رواندا، من أعمال عنف منذ ثلاثة عقود، وقد تجددت منذ أن شنت جماعة أم23 المسلحة المناهضة للحكومة هجوما جديدا في نهاية عام 2021.

ولم يخف ترامب انزعاجه من عدم حصوله على نوبل، حيث أثار الأمر مؤخرا في فبراير خلال اجتماع في المكتب البيضوي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وفاز الرئيس باراك أوباما بالجائزة بعد توليه منصبه بفترة وجيزة في عام 2009، لكن ترامب اعتبر خلال حملته الانتخابية لعام 2024 من أن سلفه الديموقراطي لم يكن جديرا بهذا الشرف.