واشنطن تسحب خبراء من قاعدة بلد العراقية لأسباب أمنية

العراق: سحب فريق صيانة طائرات أف - 16 سيؤثر على قدرات سلاح الجو العراقي.
الثلاثاء 2021/05/11
انسحاب إثر تصاعد التهديدات الأمنية

بغداد – أكدت مصادر دبلوماسية عراقية انسحاب الخبراء الأميركيين المكلفين بتشغيل طائرات "أف - 16" من قاعدة بلد الجوية شمال العاصمة بغداد، بعد الضربات الصاروخية التي تعرضت لها القاعدة مؤخرا.

وكانت شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية قالت في بيان الاثنين إنها قررت سحب فرق الصيانة الخاصة بطائرات "أف - 16" المتمركزة في قاعدة بلد لأسباب أمنية.

وقال جوزيف لاماركا جونيور، مسؤول الاتصالات بالشركة في بيان، إنه بالتنسيق مع الحكومة الأميركية ومع اعتبار سلامة الموظفين على رأس أولوياتنا، تقوم "لوكهيد مارتن" بنقل فريق "أف - 16" الذي يتخذ من العراق مقرا له.

ولم يحدد البيان الذي نشرته وسائل إعلام أميركية عدد الموظفين ولا وجهتهم التي ينتقلون إليها.

وتستضيف "قاعدة بلد الجوية" في محافظة صلاح الدين شمالي العراق، متعاقدين من الشركة المصنعة للأسلحة، يلعبون دورا حاسما في دعم طائرات "أف - 16".

وفي 24 أبريل الماضي أكد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، عدم وجود قوات أجنبية قتالية في قاعدة بلد الجوية، مشيرا إلى أن شركات أجنبية مدنية تتولى مهمة تدريب العراقيين على صيانة الطائرات.

وفي 18 أبريل الماضي استهدف هجوم صاروخي قاعدة بلد الجوية، ما تسبب في إصابة عنصري أمن، وفق وزارة الدفاع العراقية.

وعلى مدى الأشهر الماضية تعرضت قواعد عسكرية تضم قوات أميركية في العراق لهجمات بالصواريخ، اتهمت واشنطن فصائل مسلحة موالية لإيران بالمسؤولية عنها.

وفي آخر تصريح له، قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إن "الصواريخ العبثية ليس هدفها الأميركيون، فقاعدة بلد فيها طائرات عراقية وقوات عراقية، وما يحصل يحرج العراق، لكننا جادون بتوفير الحماية لشركات الصيانة وللقاعدة الجوية في بلد".

وتعد قاعدة بلد الجوية بمحافظة صلاح الدين، التي كانت تسمى سابقا بقاعدة البكر، من أهم القواعد الجوية العراقية، وتوجد فيها حاليا أكثر من 30 طائرة من نوع "أف - 16" اشتراها العراق من الولايات المتحدة، ولعبت دورا كبيرا في الحرب ضد الإرهاب، فضلا عن وجود شركات أميركية لصيانة الطائرات وتدريب الطواقم العراقية.

وينتشر في العراق نحو 3 آلاف جندي من قوات التحالف الدولي، بينهم 2500 جندي أميركي لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي في البلاد.

وأصدرت الولايات المتحدة أوامرها بانسحاب جميع قواتها وقوات حلف الناتو من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر المقبل.

وتأتي جهود الولايات المتحدة بتقليص وجودها العسكري في منطقة الشرق الأوسط وأفغانستان، في سياق أولويات الإدارة الأميركية الجديدة باعتبار الصعود الصيني في شرق آسيا هو التهديد الأول للولايات المتحدة.

ومنذ وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى البيت الأبيض، تكثفت حدة الهجمات على المصالح الأميركية والقواعد العسكرية العراقية بوتيرة عالية في الأشهر الأخيرة.

وتشير تقديرات أميركية إلى أن قوات التحالف الدولي تعرضت لأكثر من 50 هجوما باستخدام العبوات الناسفة على قوافل الإمدادات منذ وصول بايدن إلى السلطة، ونحو 12 هجوما صاروخيا ضد منشآت دبلوماسية أميركية، أو قواعد عراقية تستضيف قوات أميركية، أو قوات من التحالف الدولي.

ويقول كبار القادة العسكريين الأميركيين إن إيران تتّبع سياسة إخراج قوات التحالف الدولي والقوات الأميركية من العراق، عبر استهداف مصالحها من قبل قوات حليفة لها تصنفها الحكومة العراقية بأنها قوات خارجة عن القانون.

وتحاول الولايات المتحدة دعم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لاتخاذ المزيد من الخطوات العملية للحد من نفوذ المجموعات الشيعية المسلحة، وثنيها عن مواصلة استهداف المصالح الأميركية في العراق.