واشنطن تستحدث منصب مبعوث للقرن الأفريقي

واشنطن - وافق وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على استحداث منصب مبعوث خاص لمنطقة القرن الأفريقي، حيث تتزايد التوترات وتكثف الحركات الجهادية من نشاطها.
وذكرت وزارة الخارجية في بيان أن المبعوث، الذي من المتوقع تعيينه في الأسابيع المقبلة، سيركز على الصراع في منطقة تيغراي الإثيوبية، والتوترات بين السودان وإثيوبيا بشأن المنطقة الحدودية المتنازع عليها.
وأضافت أن المبعوث سيكون مكلفا أيضا بالتعامل مع الخلاف بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل.
ولفت مراقبون إلى أن استحداث هذا المنصب ينضاف إلى الضغط الدبلوماسي المتزايد الذي تواجهه إثيوبيا في ما يتعلق بالعنف المستمر في إقليم تيغراي.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أمر بتوغل قواته في تيغراي في نوفمبر بعدما هاجم جنود متحالفون مع الحزب الحاكم سابقا في المنطقة معسكرا للجيش الاتحادي. وكشف أحمد الثلاثاء أن القتال المستمر منذ أربعة أشهر في تيغراي تسبب في أضرار للبنية التحتية بقيمة مليار دولار.
منصب مبعوث خاص لمنطقة القرن الأفريقي يأتي فيما تتزايد التوترات وتتكثف أنشطة الحركات الجهادية
ومنذ توليه السلطة في 20 يناير عرض الرئيس الأميركي جو بايدن الخطوط العريضة لمجموعة تحديات السياسة الخارجية حيث كانت إيران والصين وكوريا الشمالية أبرزها، في وقت جاءت فيه مكافحة الإرهاب في أفريقيا والتي يحذر خبراء من تداعيات تهميشها خارج أولوياته القصوى.
ومنذ أن قررت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من الصومال، بينما لا يزال نشاط هذه التنظيمات قائماً ويشكل تهديداً للمصالح الأميركية في القارة، يُعلِّق القادة الأفارقة الكثير من الآمال على إصلاح إدارة بايدن ما أفسدته إدارة ترامب في إهمالها للقارة الأفريقية.
وتشير التقديرات الراهنة بشأن توجهات إدارة بايدن إزاء استراتيجية مكافحة الإرهاب في القارة الأفريقية إلى وجود سيناريوهين، أولاهما ترى أن إدارة بايدن سوف تسلك نهجاً مُغايراً يحافظ على الوجود العسكري الأميركي في أفريقيا لمواجهة التهديدات الإرهابية وعدم ترك فراغ أمني/استراتيجي يسمح للنفوذين الصيني والروسي بالتمدد هناك على حساب المصالح الأميركية، في حين ترى الفرضية الثانية أن إدارة بايدن سوف تمضي في تبنِّي النهج الحالي لإدارة ترامب في مكافحة الإرهاب، لكن مع إدخال بعض التعديلات على هذه الاستراتيجية.
ويمكن أن تكون محددات سياسة بايدن تجاه أفريقيا، في الجانب الأمني والدفاعي: إعطاء أولوية للقرن الأفريقي الذي طالما كان منطقة استراتيجية، ويستضيف القاعدة الأميركية الدائمة الوحيدة في أفريقيا، والمحافظة على “أفريكوم” التي تمثل المهمة الأساسية في تنسيق البرامج العسكرية العديدة الموجودة بالفعل في القارة.