واشنطن تزيل تنظيمات بينها أكناف بيت المقدس من لائحة الإرهاب

الخطوة من شأنها أن تثير قلق الدول المعنية بنشاطات هذه الجماعات ومن بينها مصر.
الثلاثاء 2022/05/17
استمرار تهديد المتطرفين

واشنطن – تعتزم الإدارة الأميركية شطب عدد من التنظيمات المتطرفة من لائحة الإرهاب من بينها تنظيم “مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس” الذي يتخذ من قطاع غزة معقلا له، لكن لديه امتدادات خارجية لاسيما في شبه جزيرة سيناء المصرية.

وبررت الخارجية الأميركية القرار بأن هذه التنظيمات لم تبادر خلال السنوات الماضية إلى ارتكاب أي أعمال عنف، ما يستوجب إعادة تقييم لمدى خطورتها، لكن مراقبين يرون أن هذه الخطوة من شأنها أن تثير قلق الدول المعنية بنشاطات هذه الجماعات ومن بينها مصر التي لا تزال تواجه عمليات إرهابية.

وقال مسؤول في الإدارة الأميركية إن وزارة الخارجية أبلغت الكونغرس بأنها ستتوقف عن استخدام مصطلح “إرهابي” في الإشارة إلى “مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس”، وأضاف المسؤول أن هذا ينطبق أيضا على “كهانا حي”، وهي منظمة يهودية متطرفة مرتبطة بالحاخام مئير كاهان.

هشام النجار: القرار الأميركي يقوّض جهود مصر في تحجيم التنظيمات السلفية

وصنفت وزارة الخارجية الأميركية “كهانا حي” على أنها منظمة إرهابية أجنبية في عام 1997، بعد ثلاث سنوات من المجزرة التي قتل فيها 29 مصليا فلسطينيا في الحرم الإبراهيمي في الخليل في 1994 على يد أحد مؤيديها باروخ غولدشتاين.

وأسس الحركة كهانا، وهو حاخام أميركي ونائب إسرائيلي سابق كان يدعو إلى طرد العرب من إسرائيل، وقد اغتيل في نيويورك عام 1990.

وقال المسؤول الأميركي الذي فضل عدم الكشف عن هويته إن إلغاء هذا التصنيف “يضمن أن تظل عقوباتنا ضد الإرهاب ذات مصداقية وحديثة”، مؤكدا أنه “لا يعكس أي تغيير في السياسة في ما يتعلق بالأنشطة السابقة لأي من المنظمتين”.

وأشار إلى أن الخارجية الأميركية ستبقي كلا المجموعتين على قائمة الإرهاب العالمي الأقل صرامة.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت في العام 2014 عن تصنيف مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس تنظيما إرهابيا.

وينتمي مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس إلى السلفية الجهادية، ويقول خبراء في شأن الجماعات الإسلامية إن التنظيم الذي ظهر إلى المشهد في غزة في العام 2012 بدأ مواليا للقاعدة ثم تحول إلى مبايعة تنظيم داعش.

وتؤكد مصادر في قطاع غزة أن كلاّ من تنظيمي داعش وأنصار بيت المقدس اللذين ينشطان في القطاع الفلسطيني وسيناء، هما نتاج انشقاق مجموعتين كانتا في الأصل منخرطتين في “مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس”.

وأوضح الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية هشام النجار أن مثل هذه الكيانات دأبت على كسب سمعة جهادية من جهة استهداف إسرائيل ببعض العمليات، لكن جل نشاطها في الواقع ظل موجها لاستهداف الجيش المصري إما بشكل مباشر وإما بتغذية هذا النشاط بالمقاتلين المدربين أو السلاح.

الإرهاب هو التحدي الأول لأمن مصر واستقرارها ويتطلب جهودا جماعية لمكافحته

وانتقد النجار في تصريحات لـ”العرب” القرار الأميركي الأخير الذي اعتبر أنه يقوض جهود مصر في تحجيم التنظيمات السلفية الجهادية، وتجفيف منابع هذا التيار في كل من سيناء وغزة حيث يمنحه حرية في التعامل والحركة والتمويل والاستقطاب والتجنيد، في مرحلة يحاول فيها تنظيم داعش في سيناء إعادة بناء نفسه واستعادة قوته وجذب مصادر متنوعة لتمويله ولدعمه سواء من المركز في العراق وسوريا أو من الفرع الحيوي في الداخل الفلسطيني خاصة وأن فرع ولاية سيناء كان أهم وأقوى ثاني فرع لداعش في العالم في مرحلة من المراحل.

وشهدت مصر في الفترة الأخيرة عودة إلى العمليات الإرهابية، كان أكثرها دموية سقوط إحدى عشر قتيلا في صفوف الجيش المصري في وقت سابق من الشهر الجاري، في هجوم شنه مسلحون واستهدف محطة رفع مياه شرقي قناة السويس.

وعقب ذلك الهجوم أعلنت الولايات المتحدة خلال زيارة أداها الجنرال مايكل “إريك” كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية إلى القاهرة عن حرصها لتعزيز التعاون مع مصر في مكافحة الإرهاب.

وقال كوريلا، الذي يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، عقب محادثات أجراها مع الرئيس عبدالفتاح السيسي “إن الهجوم يؤكد استمرار تهديد المتطرفين”.

وذكر مكتب السيسي في بيان عقب اللقاء أن الإرهاب هو التحدي الأول لأمن مصر واستقرارها ويتطلب جهودا جماعية لمكافحته.

2