واشنطن تزيد من حضورها العسكري في شمال سوريا

التعزيزات العسكرية في الحسكة تأتي لطمأنة الحليف الكردي ولتوجيه رسالة لروسيا بأن واشنطن لا تزال لاعبا مهما على الساحة السورية.
الاثنين 2023/01/09
واشنطن لن تترك المجال مفتوحا أمام روسيا للسيطرة على الساحة السورية

دمشق - عززت القوات الأميركية من وجودها في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية شمال شرقي سوريا بإرسال المزيد من الإمدادات العسكرية، فيما يتزامن ذلك مع متغيرات جيوسياسية تمثلت في تقارب بين دمشق وأنقرة بوساطة روسية، ما ستكون له انعكاسات على الأرض وعلى المصالح الكردية.
وعمدت القوات الأميركية من خلال هذه التعزيزات العسكرية إلى طمأنة حلفائها الأكراد بأنها لن تتخلى عنهم في خضم حديث عن محاولات لتصفية الملف الكردي، إثر لقاء جمع وزيري الدفاع التركي والسوري في موسكو.
وقامت روسيا بالتوسط بين تركيا والنظام السوري من أجل تضييق الخناق على الوجود الأميركي في شمال سوريا، مع تصاعد النزاع الدولي بين الولايات المتحدة وروسيا على خلفية الحرب الأوكرانية، فيما ترفض واشنطن ترك المجال واسعا للاعب الروسي حتى ينفذ أجنداته.
ولروسيا قوات على الأرض وشاركت في دعم القوات السورية في استعادة العديد من المساحات خلال السنوات الماضية. كما أنها تحظى بعلاقات مع المسلحين الأكراد.
وأكدت مصادر محلية أن أكثر من 100 مركبة اتجهت للقواعد العسكرية الأميركية في محافظة الحسكة السورية خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط.
وذكرت المصادر أنّ المركبات جاءت من العراق في عدة قوافل، وهي مؤلفة من مركبات عسكرية وأخرى محملة بإمدادات عسكرية.
وأضافت نفس المصادر أنّ الإمدادات العسكرية الأميركية دخلت من العراق من معبر الوليد في السادس والثامن من يناير الجاري.
وتأتي هذه التعزيزات رغم تراجع التهديدات التركية بشن هجوم بري واسع في شمال سوريا كرد على عملية تفجيرية أوقعت عددا من القتلى في إسطنبول قبل شهرين، لكن الجانب التركي لم يتخل على ما يبدو عن جهوده للتخلص من الخطر الكردي في خاصرته الجنوبية.
ويريد الأتراك التنسيق مع النظام السوري لاقتسام عبء التخلص من المسلحين الأكراد، بعد أن فشلت عمليات عسكرية سابقة في تحقيق ذلك الهدف، ودمشق بدورها تحتاج إلى استعادة السيطرة على حقول النفط الواقعة تحت نفوذ المسلحين الأكراد في خضم أزمة محروقات تعاني منها مناطق النظام.
وسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لعقد لقاء قمة في أقرب وقت مع نظيره السوري بشار الأسد بعد أكثر من عشر سنوات من العداء والقطيعة، حيث يعتقد أن تصاعد الخطر الكردي دفع أردوغان إلى اختيار هذا النهج، رغم رفض المعارضة المسلحة السورية للمسار الحالي وخروج سوريين في عدد من المناطق رفضا له.
وتتخوف القوى الكردية من أن تكون ضحية متغيرات جيوسياسية في المنطقة، لكن تصاعد التنسيق العسكري مع القوات الأميركية مؤخرا، خاصة في ما يتعلق بمكافحة داعش، مثل رسالة قوية من واشنطن لروسيا وتركيا وكذلك النظام السوري بأنها لن تتخلى عن حلفائها الأكراد.
وفي أكتوبر 2019 إبان عملية عسكرية تركية، انسحبت القوات الأميركية من المنطقة لتعزز وجودها حول منابع النفط شمال شرقي سوريا.
وتنتشر القوات الأميركية شمال شرقي سوريا، وتحديدا بمحافظات الحسكة والرقة ودير الزور التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.