واشنطن تركز على الشراكة الدفاعية مع المنامة متجنبة القضايا الخلافية

المنامة - تبدي الولايات المتحدة تركيزا لافتا على تعزيز قدرات البحرين الدفاعية، في المقابل تتجنب إدارة جو بايدن إثارة أي قضايا خلافية مع المنامة، على عكس الإدارات الديمقراطية السابقة التي كانت لا تخفي تحفظاتها على الوضعين السياسي والحقوقي داخل المملكة.
وأكدت الولايات المتحدة على تسليم البحرين دفعة من مقاتلات “أف 16 بلوك 70″، التي لم تدخل بعد حيز الخدمة لدى القوات الجوية الأميركية في مارس المقبل، جاء ذلك بعد أيام من الكشف عن هذه الصفقة التي تعد الأكبر في تاريخ المملكة.
ويرى متابعون أن إدارة بايدن تعتبر البحرين حجر أساس في إستراتيجيتها الدفاعية الجديدة في المنطقة، لاسيما وأن المنامة تحتضن الأسطول الخامس الأميركي الذي يتولى تأمين إمدادات النفط من الخليج إلى الأسواق العالمية، ومراقبة إيران عن قرب، والإشراف على عمليات في الخليج العربي وخليج عمان والبحر الأحمر وأجزاء من المحيط الهندي.
ويشير المتابعون إلى أن إدارة بايدن تعمل على تبني سياسة قائمة على رفع مستوى التنسيق العملياتي بين حلفائها في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة المنخرطين في مسار اتفاقيات إبراهيم، في مواجهة التحديات الإقليمية وخصوصا في علاقة بالتهديدات الإيرانية، وبالتالي فإن رفع جاهزية القوات البحرينية أمر مهم بالنسبة إليها.
المنامة ستحصل على المقاتلة "أف 16 بلوك 70" في مارس، حتى قبل دخولها حيز الخدمة في القوات الأميركية
وكانت الصحافة البحرينية كشفت عن زيارة سرية قام بها مؤخرا رئيس هيئة الأركان العامة في جيش الدفاع الإسرائيلي، الجنرال هرتسي هليفي، إلى البحرين.
ونشرت وسائل إعلام بحرينية صورا لاجتماع عقد بين رئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وقائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال مايكل كوريلا، بحضور هليفي.
وهذه الرحلة الأولى التي يقوم بها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إلى الخارج منذ تعيينه في الشهر الماضي. وقد زار سلفه أفيف كوخافي البحرين مرة واحدة على الأقل، كما فعل وزير الدفاع السابق بيني غانتس في فبراير 2022.
ويعكس هذا الاجتماع تنامي التنسيق الدفاعي القائم بين المنامة وواشنطن وتل أبيب، والذي تعمل إدارة بايدن على تعميقه.
وأكد السفير الأميركي في البحرين ستيفن بوندي الأحد أن المنامة ستحصل على مقاتلات “أف 16 بلوك 70” المتطورة قبل القوات الجوية لبلاده، مؤكداً عمق الشراكة العسكرية بين البلدين.
وأوضح بوندي في تصريحات لصحيفة “البلاد” المحلية أن الشراكة العسكرية بين البلدين وثيقة وتتمثل في وجود أكثر من 8 آلاف عسكري أميركي في البحرين.
وقال بوندي إن المنامة ستحصل على الطائرة المقاتلة “أف 16 بلوك 70” في أوائل شهر مارس المقبل، حتى قبل حصول القوات الجوية الأميركية عليها، وسيتم تدريب الطيارين البحرينيين على قيادة هذِه الطائرة في الولايات المتحدة ثم في البحرين.
وأضاف أن بلاده “تعي تماماً بأن إيران تتدخل في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين”، مضيفاً “نبذل جهوداً حثيثة للتأكد من عدم وقوع أي أذى من قبل إيران على حلفائنا في المنطقة”.
وأشار أيضا إلى أن “الولايات المتحدة ستسلم البحرين مروحيات هجومية، كما ستشارك بعض المعدات في مجال الصواريخ والدفاع الجوي”.
وأضاف “سلمنا البحرين عدة سفن، وهي الآن ضمن القوات البحرية بهدف توسيع نطاق تعاوننا العسكري”.
واعتبر أن “هذه الصفقة تعكس مستوى التعاون الرفيع بين البلدين”، مشدداً على “التزام الولايات المتحدة بإتمام صفقة بيع هذه الطائرات التي تعد أكثر جيل متطور ومتوفر من الطائرات”.
ويرى مراقبون أن واشنطن تبدي اهتماما كبيرا بتعزيز الشراكة الدفاعية مع البحرين، وهي حريصة على عدم اثارة أي قضايا خلافية مع المنامة، من أجل عدم التشويش على نسق العلاقات الجاري بين الجانبين.
وبدا واضحا أن بوندي، الذي عين سفيرا في البحرين في العام الماضي، يركز بالأساس على سبل تعزيز العلاقات الثنائية، متجنبا إثارة أي حساسيات سواء في تصريحاته أو تحركاته في الداخل البحريني، على عكس سفراء سابقين، كانوا لا يخفون بعض تحفظاتهم لاسيما حيال الوضع الحقوقي في المملكة، ولا يتوانون عن عقد لقاءات مع قوى حقوقية وسياسية معارضة.
ويشير المراقبون إلى أن توجه الإدارة الأميركية في البحرين يعود في جانب منه إلى نجاح القيادة البحرينية في تعزيز الاستقرار داخل المملكة، والإصلاحات النسبية التي قامت بها في مجال حقوق الإنسان، وبالتالي فإن الوضع لا يستدعي إثارة أي حساسيات، في المقابل فإن الوضع الإقليمي يستدعي تركيزا أكبر من الولايات المتحدة.
وفي مطلع الشهر الجاري كشف القائد العام لقوة دفاع البحرين، المشير الركن خليفة بن أحمد آل خليفة، عن انضمام أحدث الطائرات المقاتلة في العالم إلى سلاح الجو البحريني قريباً.
وبحسب ما أوردته صحيفة “الوطن” المحلية الأحد قال آل خليفة إن قوة الدفاع البحرينية ستدشن الطائرات “أف 16 بلوك 70” المطورة، التي تُعد من أحدث الطائرات المقاتلة عالمياً، وطائرات الكوبرا الحديثة.
وأشار إلى أن صفقة “أف 16” المطورة تُعد الكبرى في تاريخ قوة دفاع البحرين، وتمثل إضافة مهمة لسلاح الجو الملكي البحريني؛ لكونها الأحدث والأكثر تطوراً في الطائرات المقاتلة.
وأبرمت البحرين مع الولايات المتحدة في عام 2020 صفقة لشراء 16 طائرة من طراز “أف 16 بلوك 70” بقيمة 1.12 مليار دولار، والتي تتميز بأحدث التطورات التكنولوجية واستقلالية تسمح لها بالحصول على قدرة قتالية ودعم فني خلال العمليات.