واشنطن ترفض وصف ما يحدث في غزة بإبادة جماعية

واشنطن - ذكر مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الاثنين أن إدارة الرئيس جو بايدن لا تعتبر قتل إسرائيل الفلسطينيين في غزة خلال حربها مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إبادة جماعية، وذلك تعليقا على دعوى رفعتها جنوب أفريقيا ضد الدولة العبرية في محكمة العدل الدولية، وسط توقعات بأن تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق أعضاء في الحكومة الإسرائيلية، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال سوليفان للصحافيين بالبيت الأبيض إن الولايات المتحدة تريد لحماس الهزيمة، مضيفا أن الفلسطينيين العالقين وسط الحرب يواجهون الجحيم وأن أي عملية عسكرية كبيرة تنفذها إسرائيل في رفح ستكون خطأ.
وقال سوليفان "لا نعتقد أن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية. لقد سجلنا رفضا قاطعا لهذا الافتراض".
وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قد أكد في أبريل الماضي أن الولايات المتحدة ليس لديها أي دليل على أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية خلال العمليات القتالية في قطاع غزة.
وعبر سوليفان عن قلقه إزاء التقارير التي تفيد بأن مستوطنين إسرائيليين يهاجمون قافلة مساعدات إنسانية في طريقها إلى معبر إيريز شمال قطاع غزة، وهو الحادث الثاني من نوعه خلال أقل من أسبوع.
وقال سوليفان "من المثير للغضب أن يكون هناك أشخاص يهاجمون هذه المركبات وينهبونها. إنه سلوك غير مقبول على الإطلاق".
واعترض محتجون إسرائيليون طريق شاحنات مساعدات كانت متجهة إلى غزة الاثنين، وألقوا طرود المواد الغذائية على الطريق في أحدث حلقة من سلسلة الحوادث التي تأتي في وقت تعهدت فيه إسرائيل بالسماح بدخول الإمدادات الإنسانية إلى القطاع المحاصر دون انقطاع.
وقال محامون يمثلون المحتجين في بيان إن أربعة محتجين، بينهم قاصر، اعتقلوا عند نقطة تفتيش ترقوميا غربي مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة.
وأظهرت مقاطع مصورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي محتجين وهم يلقون الإمدادات من الشاحنات على الأرض، مع انسكاب محتويات الصناديق الكرتونية المفتوحة على الطريق.
وجاء في بيان صادر عن مجموعة (أوردر 9) التي نظمت الاحتجاجات أن "المساعدات التي تحولها دولة إسرائيل تذهب مباشرة إلى أيدي (حركة)حماس".
واعتُقل الأسبوع الماضي أربعة أشخاص في جنوب إسرائيل بعد احتجاج مماثل نظمه إسرائيليون اعتراضا على إدخال الإمدادات الإنسانية إلى منطقة تسيطر عليها حماس، وفقا لمحامي المحتجين.
وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان "في ضوء وقائع الأفعال المخلة بالنظام التي حدثت اليوم، فتحت (أجهزة) إنفاذ القانون تحقيقا أفضى إلى اعتقال العديد من المشتبه بهم". وأضافت أن التحقيق يجري على قدم وساق.
وجاءت الاحتجاجات في وقت تواجه فيه إسرائيل ضغوطا دولية شديدة لزيادة تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، حيث حذرت منظمات دولية من أزمة إنسانية حادة تهدد سكانه الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية الأحد فتح معبر جديد إلى شمال غزة، كما اقترب افتتاح ميناء مؤقت بنته الولايات المتحدة.
ويواجه بايدن، الذي يسعى للفوز بولاية ثانية هذا العام، انتقادات شديدة من أنصاره محليا بسبب دعمه لإسرائيل. ويتهم بعض هؤلاء المنتقدين إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية. وقال مسؤولو صحة في غزة إن أكثر من 35 ألف فلسطيني قتلوا حتى الآن في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وقال سوليفان إن بايدن يسعى للتأثير على نهج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إزاء الحرب، لكنه أكد أن إسرائيل دولة ديمقراطية ذات سيادة وتتخذ في النهاية قراراتها بنفسها.
وفي تأكيد على تعليق أدلى به بايدن السبت، قال سوليفان إنه من الممكن أن يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة الآن إذا أطلقت حماس سراح الرهائن. وأضاف سوليفان أن العالم يجب أن يدعو الحركة للعودة إلى طاولة المفاوضات وقبول اتفاق.
وقال سوليفان إن الولايات المتحدة تعمل دون كلل من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. وذكر أنه لا يستطيع التنبؤ بإبرام مثل هذا الاتفاق أو موعده.
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية نقلا عن مسؤولين مصريين لم تكشف عن هويتهم، أن محادثات وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس ستستأنف خلال اجتماع متوقع بالعاصمة القطرية.
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين قولهم إن "الوسطاء العرب يأملون في تضييق الفجوات بين إسرائيل وحماس" (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى)، حيث يتوقعون الاجتماع مرة أخرى في الدوحة هذا الأسبوع.
يأتي ذلك بينما تتقدم القوات الإسرائيلية بمدينة رفح الجنوبية بهدف تدمير ما وصفه المسؤولون الإسرائيليون بآخر معقل كبير لحركة حماس بالقطاع، وفي الوقت ذاته تقاتل إسرائيل الجماعة المسلحة مرة أخرى في المناطق الشمالية.
والأسبوع الماضي، انتهت جولة جديدة من المفاوضات في العاصمة المصرية القاهرة، دون التوصل إلى اتفاق يقضي بإطلاق سراح الرهائن، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث قالت إسرائيل إن الاقتراح الذي قدمه وسطاء قطريون ومصريون يتضمن بنودا "غير مقبولة".
في المقابل، قالت حماس التي قبلت الاقتراح في وقت سابق من الأسبوع الماضي، إن "رفض (إسرائيل)... أعاد الأمور إلى المربع الأول". وكانت الحركة أعلنت قبولها مقترح وقف إطلاق النار في غزة الذي تقدمت به مصر وقطر.