واشنطن ترتب الأوضاع شمال سوريا مع فرنسا

وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبحث الإرهاب والوجود الفرنسي العسكري في سوريا.
الاثنين 2018/10/01
ماتيس يدعو فرنسا إلى مواصلة عملياتها العسكرية ضد الإرهاب في سوريا

واشنطن - يتوجه وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إلى باريس الثلاثاء لبحث ملف مكافحة الإرهاب مع الرئيس إيمانويل ماكرون ووزيرة الجيوش فرانسواز بارلي، والوجود العسكري الفرنسي في سوريا خصوصا.

وخلال هذه الزيارة التي تستغرق يوما واحدا، وهي الأولى لماتيس إلى فرنسا منذ توليه منصبه مطلع عام 2017، سيتقدم بالشكر من "فرنسا وتهنئتها على حملات مكافحة الإرهاب التي تسير بشكل جيد في غرب افريقيا والمشرق"، وفقا للمتحدث باسم البنتاغون اريك باهون الاحد.

وفي حين يطلب النظام السوري من القوات العسكرية الأميركية والتركية والفرنسية مغادرة سوريا "على الفور"، تأمل واشنطن أن تبقي باريس قوة خاصة في شمال البلاد حيث تسيطر "قوات سورية الديمقراطية" حليفة التحالف الدولي المناهض للجهاديين.

وأضاف المتحدث "سنبقى في سوريا طالما كان ذلك ضروريا" حتى لا يعود الجهاديون مجددا.

وتابع إن "التحالف سيبقى في سوريا وهو الذي سيقرر ما إذا كانت فرنسا او المانيا أو أي دولة اخرى ستبقى هناك. وفرنسا إحدى دول التحالف القليلة التي تساعدنا في سوريا، لذا نأمل في بقائها هناك".

تشارك فرنسا في المعارك ضد داعش في العراق وسوريا داخل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة مع مقاتلات ومدفعية وقوات خاصة تقدم المشورة للمقاتلين الأكراد.

وليست هناك أي أرقام محددة عن القوات الخاصة، التي نادرا ما تعترف السلطات الفرنسية بوجودها على الأرض.

لكن في نيسان الماضي، كشف ماتيس أن "الفرنسيين أرسلوا إلى سوريا قوات خاصة لتعزيز صفوف التحالف خلال الأسبوعين الماضيين".

وقد طالب وزير الخارجية السوري وليد المعلم السبت أمام الأمم المتحدة برحيل الفرنسيين، والأميركيين والأتراك من سوريا منددا بـ "التحالف الدولي غير الشرعي بقيادة الولايات المتحدة" المنتشر في سوريا "تحت ذريعة محاربة الإرهاب" خصوصا بعد أن طالت هجمات التحالف مدنيين وتسبب في مقتل الآلاف.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد الاحد أن أكثر من 18 ألف شخص نصفهم تقريباً من المدنيين، قتلوا في غارات جوية روسية في سوريا منذ بدأت موسكو تدخلها العسكري قبل ثلاث سنوات.

وبدأت روسيا، الحليفة القوية لنظام الرئيس بشار الأسد، شن غارات جوية في سوريا في 30 سبتمبر 2015، بعد أكثر من أربع سنوات على اندلاع النزاع المدمر.

ومذاك، قتل 18096 شخصا، بحسب المرصد الذي قال أن هذا العدد يشمل 7988 مدنياً أو نحو نصف إجمالي القتلى.

كما قتل في هذه الضربات 5233 من مسلح تنظيم داعش، بينما باقي القتلى هم من فصائل أخرى من الإسلاميين والجهاديين، بحسب المرصد.

وانتقدت جماعات حقوق الإنسان والحكومات الغربية الغارات الجوية الروسية واعتبرت أن القصف كان عشوائيا واستهدف البنى التحتية المدنية وبينها المستشفيات.

وذكرت منظمة "الخوذ البيضاء"، الدفاع المدني السوري في مناطق المعارضة، في تقرير الأحد أنها قامت بعمليات انقاذ في عشرات عمليات القصف على مبان منذ 2015.

واشارت الى غارات روسية على 19 مدرسة و12 سوقا عاما و20 منشأة طبية خلال السنوات الثلاث الماضية، إضافة إلى 21 من مراكز الانقاذ التابعة لها.

والأسبوع الماضي، قال المرصد أن الغارات الجوية التي شنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة أدت إلى مقتل أكثر من 3300 مدنيا منذ بدء عملياته ضد أهداف تنظيم الدولة الإسلامية.