واشنطن تراهن على دور لمسقط في حل أزمة الرهائن مع دمشق

مسقط - تجد الإدارة الأميركية في سلطنة عمان وسيطا موثوقا به للتفاوض مع دمشق بشأن الرهائن الأميركيين، لاسيما بعد أن فشلت جهود الوسيط اللبناني المدير العام للأمن اللواء عباس إبراهيم في تحقيق اختراق في هذا الملف.
وكشفت تقارير غربية أن الولايات المتحدة طلبت من مسقط التدخل لدى دمشق في ما يتعلق بملف الرهائن، خصوصا وأن السلطنة حافظت على علاقة جيدة مع النظام السوري خلال السنوات الماضية، كما تسجل لمسقط نجاحات مهمة في الإفراج عن عدد من الرهائن الغربيين المحتجزين لدى طهران.
ونقلت صحيفة “أثير” العمانية، عن تقرير لموقع “إنتلجنس أونلاين” الفرنسي، أن “الولايات المتحدة وسلطنة عمان تكثفان تعاونهما الثنائي في مختلف المجالات، وتأمل واشنطن أن تتمكن عمان من المساعدة في إطلاق سراح الرهائن الأميركيين بسوريا”.
جاء ذلك بعد أيام قليلة على إيفاد سلطان عمان هيثم بن طارق وزير الخارجية بدر بن حمد البوسعيدي إلى بغداد، حاملا معه رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال التقرير الصادر عن الموقع الفرنسي المتخصص في الشأن الاستخباري، إن الولايات المتحدة طلبت من سلطنة عُمان التوسط في محادثات الرهائن الأميركيين المحتجزين بسوريا، مشيرا إلى أن “ذلك جاء بعد أن تراجعت ثقة الولايات المتحدة بمسؤول لبناني كان يتولى الدور الرئيسي في الوساطة بين سوريا وواشنطن بشأن هذه القضية”، في إشارة إلى اللواء إبراهيم.
جلسة الحوار الإستراتيجي بين واشنطن ومسقط، التي عُقدت في 8 نوفمبر، بحثت مسألة الرهائن الأميركيين في سوريا
وذكر التقرير أن جلسة الحوار الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وسلطنة عمان، والتي عُقدت بواشنطن في الثامن من نوفمبر الجاري، تناولت مسألة الرهائن الأميركيين المحتجزين في سوريا.
وأشار التقرير إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعرب “بشكل صريح” لنظيره العماني خلال الجلسة عن رغبته في أن تعمل مسقط كوسيط في المحادثات مع الحكومة السورية بشأن الرهائن الأميركيين، وأن تُسرّع من جهودها في الوساطة.
واحتلت قضية أوستن تايس، الصحافي الأميركي الذي قُبض عليه في سوريا في أغسطس من العام 2012، عند نقطة تفتيش تقع في إحدى المناطق المتنازع عليها وقتها غربي دمشق، مكانة بارزة لدى الرأي العام الأميركي.
وكشفت شبكة “سي.أن.أن” الأميركية، عن مصادر وصفتها بالرفيعة في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، في وقت سابق من العام الجاري أن واشنطن أجرت اتصالات مباشرة مع النظام السوري، بشأن تايس.
وذكرت المصادر أن دمشق لم تتفاعل بشكل إيجابي مع قضية الصحافي المختفي، حيث تصر دمشق على أنها لا تملك أي معلومات عنه.
وناشد الرئيس الأميركي في أغسطس الماضي المسؤولين في النظام السوري الإفراج عن تايس، الذي سبق وأن اشتغل أيضا في البحرية الأميركية.
توجه الولايات المتحدة إلى عمان قد يساعد في فك لغز اختفاء الصحافي الأميركي أوستن تايس في سوريا
وقال بايدن في بيان تزامن مع الذكرى العاشرة على اختطاف الصحافي الأميركي “مر عقد منذ اختطاف الأميركي أوستن تايس في دمشق بسوريا. أوستن خدم في قوات مشاة البحرية، هو ابن وشقيق وصحافي استقصائي، وضع الحقيقة أولوية أهم من نفسه وسافر إلى سوريا ليظهر للعالم الثمن الحقيقي للحرب، نعلم على وجه اليقين أنه كان محتجزا من قبل الحكومة السورية”.
وأضاف بايدن “طلبنا مرارا من الحكومة السورية أن تعمل معنا كي نتمكن من إعادة أوستن إلى الوطن، وفي الذكرى العاشرة لاختطافه، أدعو سوريا إلى إنهاء هذا ومساعدتنا في إرجاعه، لا أهمية تعلو إدارتي من العثور على المواطنين الأميركيين المحتجزين كرهائن خارج البلاد وإعادتهم”.
ويرى مراقبون أن توجه الولايات المتحدة إلى عمان قد يساعد في فك لغز اختفاء الصحافي الأميركي في سوريا، لاسيما وأن دمشق تكن تقديرا كبيرا للسلطنة لموقفها من الأزمة، وهي تحرص على الحفاظ على دعمها.
وخلال زيارته إلى دمشق في السادس عشر من نوفمبر الجاري أكد البوسعيدي خلال لقائه الأسد، أن بلاده “تولي أهمية خاصة لتطوير التعاون العُماني – السوري على المستويين الحكومي والشعبي في كل القطاعات، بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين ويعود بالنفع عليهما”.
وتعد هذه الزيارة هي الثانية لوزير الخارجية العماني إلى دمشق، إذ زار البوسعيدي العاصمة السورية في يناير الماضي، حيث التقى الأسد وعددا من المسؤولين السوريين. كما زار وزير الخارجية السوري فيصل المقداد عمان في مارس الماضي، وقبلها زار سلفه الراحل وليد المعلم مسقط مرتين منذ عام 2011.