واشنطن تراهن على الشراكة مع الجزائر لدعم الاستقرار في ليبيا

تبون يؤكد إرادة الجزائر في ترقية العلاقات مع واشنطن إلى شراكة اقتصادية ناجعة.
الخميس 2021/07/01
رغبة في توسعة التعاون مع الجزائر

الجزائر – شدّد الرئيس الأميركي جون بايدن على تقديره للشراكة والجهود الثنائية بين الجزائر والولايات المتحدة، لدعم الاستقرار في المنطقة خاصة في ليبيا ومنطقة الساحل.    

وأعرب بايدن في رسالة إلى نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون عن أمانيه في توسعة التعاون وتعميقه مع الجزائر اقتصاديا وثقافيا، مشيدا بـ"قوة رمزية عيدي البلدين بتاريخيهما المتقاربين".

وذكر التلفزيون الجزائري أن رسالة بايدن جاءت بمناسبة احتفال الجزائر بالذكرى الـ59 لعيدي الاستقلال والشباب.

وهذه الرسالة الأولى من الرئيس الأميركي لنظيره الجزائري، منذ توليه مهامه في يناير الماضي خلفا للرئيس السابق دونالد ترامب.

وبادل تبون التهنئة الأميركية برسالة تهنئة بعث بها للرئيس بايدن بمناسبة الذكرى الـ245 لاستقلال بلاده، أشار فيها إلى التقدم الكبير المحقق في توطيد العلاقات في العديد من المجالات، وأكد إرادة الجزائر التامة في ترقية العلاقات بين البلدين إلى شراكة اقتصادية ناجعة.

ويراهن الرئيس الجزائري على تطوير المجال الاقتصادي في الفترة القادمة، حيث عيّن أيمن بن عبدالرحمن الذي أمضى ثلاثين سنة في القطاع المالي على رأس الحكومة الجزائرية، في خطوة قالت عنها وسائل إعلام محلية إنها إعلان عن مرحلة جديدة من "التطبيع" المرتكز على الإصلاح الاقتصادي.

ويبدو أن مستجدات الوضع في المنطقة واحتفاظ الجماعات الجهادية بهامش التحرك في الساحل الأفريقي، وإعلان فرنسا عن إنهاء عملية برخان العسكرية وإلقاء الحمل على تحالف غربي تقوده الولايات المتحدة، قد أحيا كل ذلك طموحات واشنطن لإعادة تفعيل علاقاتها العسكرية والأمنية مع الجزائر، خاصة أن للأخيرة رصيدا هاما في مجال الحرب على الإرهاب.

والولايات المتحدة غير متحمسة كثيرا لقيادة عملية عسكرية في الساحل، خاصة وأن استراتيجيتها الجديدة في مكافحة الإرهاب تسعى لتقليص حجم تواجدها في المناطق الساخنة والاكتفاء بتوفير التدريب والدعم اللوجستي للجيوش المحلية.

أما في ليبيا فقد سعت الجزائر في الآونة الأخيرة إلى لعب دور أكبر في البلاد والقطع مع حيادها الظاهري الذي أبدته على مدار السنوات الماضية، رغم وجود اتهامات بانحيازها إلى معسكر الإسلام السياسي، خاصة بعد أن استقبلت الأمير السابق للجماعة الليبية المقاتلة عبدالحكيم بلحاج.

وتميزت علاقة الجزائر بقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر بالفتور حينا وبالتوتر حينا آخر، رغم اللقاءات المحدودة التي جمعته بكبار المسؤولين الجزائريين، لاسيما بعد ما نسب إليه من تهديدات باجتياح المنطقة الحدودية، وامتعاضه في أكثر من مرة مما أسماه بـ"انحياز الجزائر لصالح خصومه في الصراع القائم بليبيا".

وعبّرت الجزائر الثلاثاء عن انزعاجها من تحركات الجيش الليبي خلال الأسبوعين الماضيين على حدودها، بعد تقارب بينها وبين حكومة عبدالحميد الدبيبة، واعتبره مراقبون رسالة واضحة مفادها عدم قبول حفتر بأيّ ترتيبات قد تقود البلاد لتكون جزءا من تحالف إقليمي خادم للإسلاميين تقوده تركيا والجزائر.

وأواخر مايو الماضي، زار الدبيبة الجزائر وعقد مع تبون اتفاقات على العمل سويا لمعالجة الملفات المتعلقة بالهجرة غير النظامية، وبحثا سبل التعاون لتأمين الحدود المشتركة بينهما.

ودعا الدبيبة الجزائر إلى دعم وقيادة المصالحة في بلاده التي تواجه تحديات كبيرة، خاصة في ما يتعلق بالميليشيات، وهو ما يشير إلى دور جزائري سيكون فاعلا في تثبيت المسار السياسي الليبي.

وبعد سنوات على الحرب بين الجيش الوطني الليبي وميليشيات حكومة الوفاق السابقة المدعومة من تركيا، أفضت هدنة رسمية في أكتوبر إلى تشكيل حكومة مؤقتة أوكلت لها مهمة توحيد مؤسسات ليبيا المنقسمة، وإطلاق جهود إعادة الإعمار والتحضير لانتخابات في ديسمبر المقبل.

ويعد ملف المرتزقة الذين يبلغ عددهم نحو 20 ألفا إحدى أهم المعضلات التي ألقت بظلالها على عمل السلطة الجديدة منذ توليها السلطة، ويعتبر تنفيذه أمرا معقدا للغاية، نظرا لتداخل عدّة أطراف داخلية وخارجية في هذا الملف، الذي وصفه الدبيبة بـ"الخنجر في ظهر ليبيا".

وتدعم واشنطن جميع الأطراف الداخلية والخارجية في تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل كامل، وهذا يشمل سحب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة.