واشنطن تدعو الحكومة اللبنانية إلى منع هجمات حزب الله ضد إسرائيل

وزارة الخارجية الأميركية تؤكد أن العنف يهدد استقرار لبنان وسيادته.
السبت 2021/08/07
إسرائيل لن تصعد أكثر

واشنطن - حضّت الولايات المتحدة مساء الجمعة الحكومة اللبنانية على منع مقاتلي حزب الله من إطلاق صواريخ نحو إسرائيل، مع تصاعد التوتر على الحدود بين لبنان والدولة العبرية.

أدانت الخارجية الأميركية في بيان إطلاق حزب الله صواريخ باتجاه إسرائيل، ووصفت ما يجري بأنه عنف يعرض الإسرائيليين واللبنانيين للخطر، ويهدد استقرار لبنان وسيادته.

ودعت الحكومة اللبنانية إلى منع مثل هذه الهجمات وفرض سيطرتها على المنطقة، كما حثت الخارجية الأميركية الحكومة اللبنانية على تسهيل تحرك قوات اليونيفيل وتشجيع الجهود الرامية إلى التهدئة.

وقال نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الأميركية، إن واشنطن على تواصل مع المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين ومع الجيش اللبناني.

ويملك حزب الله المدعوم من إيران نفوذا قويا في لبنان، الذي يعاني من انهيار اقتصادي غير مسبوق وعجز منذ نحو عام عن تشكيل حكومة جديدة، بعد استقالة حكومة حسان دياب التي تكتفي حاليا بتصريف الأعمال.

وكان سلاح الجوّ الإسرائيلي أعلن الخميس شن أولى ضرباته الجوية على لبنان منذ سنوات، مؤكدا استهداف مواقع أطلقت منها صواريخ باتجاه مناطقه الشمالية.

وأطلق حزب الله الجمعة العشرات من الصواريخ من الجنوب باتجاه مواقع إسرائيلية "ردا على الغارات الجوية"، لكن الجيش الإسرائيلي أعلن اعتراض معظمها، مؤكدا عدم رغبته بالتصعيد على الحدود.

ونصح وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الجمعة حزب الله والجيش وحكومة لبنان ألا يختبروا تل أبيب. وقال في تصريح لوسائل إعلام إسرائيلية، إن الوضع في لبنان مريع و"يمكننا جعله أسوأ".

وشدد غانتس على أن إسرائيل ستقابل التهدئة بالتهدئة، لافتا إلى أن لا مصلحة لتل أبيب في لبنان، إلا أنه شدد قائلا "لن نسمح لحزب الله بالعبث معنا وهم يعلمون ذلك".

من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي الجمعة أن تل أبيب لا ترغب في التصعيد على الحدود مع لبنان، ولكنها "مستعدة" لذلك.

وقال المتحدث باسم الجيش أمنون شيفلر للصحافيين "لا نرغب في التصعيد إلى حرب شاملة، لكننا بالطبع مستعدون لذلك"، مضيفا "سنعمل ما هو مطلوب".

وأوضح شيفلر أن 19 صاروخا أطلقت على إسرائيل من لبنان، ولم يعلن عن وقوع إصابات. ومن هذه المقذوفات سقطت 3 في لبنان، وعبرت 16 قذيفة الحدود، اعترض نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي 10 منها.

وتكرّر قيادة حزب الله، الذي يمتلك ترسانة أسلحة ضخمة تتضمن صواريخ دقيقة، تأكيدها على ضرورة "تثبيت قواعد الاشتباك" التي أرستها آخر حرب مع إسرائيل في يوليو 2006.

وكانت الولايات المتحدة الداعم الدولي الرئيسي لإسرائيل أعلنت في وقت سابق أن للدولة العبرية الحق في الدفاع عن نفسها.

وبعد وقت قصير من القصف باتجاه إسرائيل، أوقف عدد من المواطنين الراجمات التي أطلقت منها الصواريخ، وفق ما أفاد مصدر عسكري وحزب الله.

وفي شريط فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر مواطنون من سكان قرية شويا ذات الغالبية الدرزية في منطقة حاصبيا وهم يحيطون بشاحنة أقلت عددا من الراجمات بعد إتمام مهمتها. واتهم عدد منهم حزب الله بإطلاق النار من مناطق سكنية. إلا أن حزب الله أكد في بيان أنه جرى إطلاق الصواريخ من "مناطق حرجية بعيدة تماما عن المناطق السكنية حفاظا على أمن المواطنين".

وأعلن الجيش اللبناني أنه أوقف "أربعة أشخاص قاموا بإطلاق الصواريخ وضبط الراجمة".

والخميس، شنّت القوات الإسرائيلية للمرة الأولى منذ سنوات غارات جوية على جنوب لبنان ردّا على إطلاق ثلاثة صواريخ باتجاهها، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها.

وكانت إسرائيل شنت آخر غاراتها المعلنة على لبنان في العام 2014 في أعقاب تبادل لإطلاق النار شهدته المنطقة الحدودية. واستهدفت تلك الضربات الحدود مع سوريا. إلا أن إسرائيل لم تستهدف بغارات جوية منذ 2006 معاقل لحزب الله في الجنوب اللبناني.

ويعود آخر توتر عسكري بين الطرفين إلى العام 2019 حين استهدف حزب الله آلية عسكرية إسرائيلية في هجوم، قال إنه رد على هجومين إسرائيليين ضدّه في سوريا ولبنان.

وكان حزب الله توعد في حينه بالرد على مقتل اثنين من عناصره في أغسطس 2019 في غارة إسرائيلية قرب دمشق، وعلى شن إسرائيل -كما اتهمها- هجوما بطائرتين مسيرتين في الضاحية الجنوبية، معقله في بيروت.

وإذا كان الطرفان تجنّبا منذ حرب 2006 فتح أي جبهة جديدة في لبنان، رغم خروقات تسجّل بين الحين والآخر على طرفي الحدود، إلا أنّ إسرائيل استهدفت حزب الله بالمئات من الضربات في سوريا المجاورة، حيث يقاتل عناصره بشكل علني منذ العام 2013 دعما لقوات النظام.

ويأتي التوتر في وقت يشهد لبنان منذ عامين انهيارا اقتصاديا متصاعدا أدى إلى تدهور كافة قطاعاته، وفي الأسبوع الذي أحيا فيه اللبنانيون ذكرى مرور عام على انفجار مرفأ بيروت المروع في الرابع من أغسطس 2020.