واشنطن تدعو إلى مضاعفة جهود الانتقال الديمقراطي في السودان

واشنطن - دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مساء الأحد الأطراف السودانية إلى إجراء المزيد من المحادثات ومضاعفة الجهود لإكمال المهام الانتقالية الرئيسية نحو الوصول إلى الديمقراطية في السودان بقيادة مدنية، فيما أعلن نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" استعداد المجلس للعمل مع حكومة عبدالله حمدوك، وذلك بعد توقيع اتفاق سياسي جديد يقضي بعودة الأخير إلى منصبه.
وباشر حمدوك مهامه من مكتبه في الخرطوم، بعد ساعات على توقيعه اتفاقا سياسيا مع قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، ودعا السودانيين إلى التوافق وحقن الدماء.
ونقل تلفزيون الجزيرة عن حمدوك قوله إن الاتفاق الذي أبرمه مع الجيش في وقت سابق الأحد يمنحه كامل الحرية في اختيار حكومة كفاءات وطنية، مضيفا أن "هناك توافقا على إجراء الانتخابات قبل يوليو 2023".
والأحد وقع قائد الجيش السوداني اتفاقا سياسيا مع حمدوك بهدف إنهاء الأزمة التي تمر بها البلاد منذ نحو شهر، وذلك عقب ضغوط دولية مكثفة ومظاهرات متواصلة تطالب بالحكم المدني.
وجاء الاتفاق بعد مرور نحو شهر على عزل حمدوك واعتقاله والعديد من أعضاء حكومته، في تحرك اعتبره الجيش تصحيحا لمسار الثورة.
وتضمن الاتفاق السياسي أيضا الاتفاق على إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وتعهُّد الطرفين بالعمل سويا على استكمال المسار الديمقراطي، على أن تكون الوثيقة الدستورية لعام 2019 هي المرجعية الرئيسية خلال المرحلة المقبلة.
وأشاد وزير الخارجية الأميركي بالاتفاق السوداني، وكتب على تويتر "أنا متحمس بشأن التقارير التي تفيد بأن المحادثات في الخرطوم سوف تؤدي إلى إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين، وإعادة رئيس الوزراء حمدوك إلى منصبه ورفع حالة الطوارئ واستئناف التنسيق".
وأضاف "كما أكرر دعوتنا للقوات الأمنية إلى الامتناع عن استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين".
وشهدت المظاهرات المناهضة للانقلاب وللاتفاق الذي عاد بموجبه الأحد حمدوك إلى منصبه مقتل فتى في السادسة عشرة من عمره، بحسب لجنة الأطباء المركزية المؤيدة للحكم المدني.
وقالت اللجنة على صفحتها في فيسبوك إن "يوسف عبدالحميد (16 سنة) فارق الحياة بعد إصابته برصاص حي في الرأس، من قبل ميليشيات الانقلابيين متعددة الأسماء والمهام والأشكال".
وأضافت أنه "بذلك يرتفع عدد القتلى منذ انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر إلى 41 قتيلا، ويكون يوسف عبدالحميد الشهيد الأول في مقاومة الاتفاق الانقلابي المداهن المعلن اليوم (الأحد)".
وأعلن "حميدتي" فجر الاثنين في تدوينة عبر فيسبوك استعداد المجلس للعمل مع حكومة حمدوك لتحقيق تطلعات الشعب السوداني.
واعتبر حمديتي أن توقيع الاتفاق السياسي جاء معبرا عن مبادئ وأهداف ثورة ديسمبر 2018، التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير.
ودعا حمديتي الشركاء الدوليين والإقليميين إلى مواصلة دعم السودان وصولا إلى التحول الديمقراطي المنشود وقيام الانتخابات في نهاية الفترة الانتقالية.
ودعا البرهان خلال لقائه بوزير خارجية الكونغو الديمقراطية كريستوف أبالا، الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للاتحاد الأفريقي مساء الأحد، إلى إنهاء الاتحاد تجميد عضوية الخرطوم في المنظمة القارية.
وفي السابع والعشرين من أكتوبر الماضي قرر الاتحاد تجميد مشاركة السودان في أنشطته، بعد يومين على "استيلاء الجيش السوداني على السلطة وحل الحكومة الانتقالية"، وفق بيان.
وشدد البرهان، وفق البيان، على "أهمية عودة السودان إلى الأسرة الأفريقية وإزالة الفهم المغلوط عن الخطوات الأخيرة التي وضعت الثورة في مسارها الصحيح".
ويقصد بهذه الخطوات إعلانه في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعفاء الولاة، عقب اعتقال قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين، وهو ما أثار احتجاجات مستمرة ترفض هذه الإجراءات باعتبارها "انقلابا عسكريا"، وتطالب بحكم مدني كامل.
ودعا البرهان إلى "تضافر الجهوية الإقليمية الدولية لاستكمال عملية السلام لإنجاح الفترة الانتقالية والتحول الديمقراطي".