واشنطن تدعم تونس للخروج من أزمتها

تونس - قال السفير الأميركي المنتهية مهامه في تونس دونالد بلوم الخميس إن بلاده ليس لها فيتو على المفاوضات التي تجريها الحكومة التونسية مع صندوق النقد الدولي، ولا تريد العود إلى ما قبل الخامس والعشرين من يوليو، ما يعكس دعما أميركيا لتونس للخروج من أزمتها الراهنة.
ونفى بلوم في حوار مع صحيفة "الصباح" المحلية وجود قطيعة أو حدوث فراغ بين تونس والولايات المتحدة، وذلك في وقت تشهد فيه تونس مسارا سياسيا انتقاليا دشنه الرئيس قيس سعيّد في الخامس والعشرين من يوليو الماضي، ورفضته بعض القوى السياسية في مقدمتها حركة النهضة الإسلامية.
وقال الدبلوماسي الأميركي "ليس لدينا أي فيتو على تونس لدى صندوق النقد الدولي.. أعتقد أن مسار المحادثات انطلق بين الفريق الحكومي والصندوق، وهو لا يزال في مراحله الأولى ولم يبلغ بعدُ الاتفاقات النهائية، ومن جانبنا نأمل فعلا في أن يتمكن الفريق الحكومي من تقديم برنامجه للصندوق، ونأمل أيضا أن تتقدم تونس في هذا المسار".
وأكد أن واشنطن لم تطلب العودة إلى ما قبل الخامس والعشرين من يوليو، مبينا أن الأمر لا يتعلق بالعودة إلى الوراء، وإنما بضرورة إيجاد طريق للتقدم والتطلع إلى الأمام، معتبرا أن ذلك ما يريده التونسيون.
وأوضح أن "أيّا كان مسار الإصلاح السياسي، فإنه تتعين العودة إلى التقاليد السياسية التونسية وضمان مشاركة أوسع تمثيل ممكن لكل الفعاليات والأطراف، من أحزاب أو منظمات وطنية واتحاد الشغل أو المجتمع المدني لتحديد الإصلاحات"، مؤكدا أن "التونسيين يقررون ما يريدون وأنه من المهم الاستماع لكل الأصوات".
واعتبر بلوم أن أسس العلاقة بين تونس والولايات المتحدة قوية جدا، خاصة منذ 2011، مذكرا بأن العلاقات بين البلدين ازدادت متانة بعد استقلال تونس، وبأن بلاده مازالت تنظر بكثير من الإعجاب إلى نضالات الشعب التونسي من أجل الحرية والديمقراطية والانفتاح.
وأشار إلى أن ما يؤكد متانة العلاقة أن المساعدات الأميركية لتونس تجاوزت بليوني دولار، قال إن من بينها مساعدات مباشرة أو قروض أو هبات أو ضمانات على القروض وغير ذلك من الدعم. وأضاف "هذا الإعجاب وهذا الدعم لا يزالان قائمين، والولايات المتحدة ترغب في أن ترى تونس تنجح في هذه التجربة الديمقراطية".