واشنطن تدرس خيارات لإقامة دولة فلسطينية مستقلة بعد الحرب

واشنطن تثير مع إسرائيل مسألة إنشاء منطقة عازلة في غزة، قبل جولة خامسة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الشرق الأوسط.
الخميس 2024/02/01
الاعتراف بدولة فلسطين مع ضمانات أمنية لإسرائيل

واشنطن - قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، إن الولايات المتحدة تسعى بنشاط لإقامة دولة فلسطينية مستقلة مع ضمانات أمنية لإسرائيل وتستكشف الخيارات مع الشركاء في المنطقة.

ورفض المتحدث، ماثيو ميلر، الإدلاء بتفاصيل حول الجهود الداخلية للوزارة بشأن هذه المسألة، لكنه قال في مؤتمر صحافي إن تلك المساعي من أهداف إدارة الرئيس جو بايدن.

وقال ميلر "نسعى بنشاط إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة مع ضمانات أمنية حقيقية لإسرائيل لأننا نعتقد أن هذا هو أفضل وسيلة لتحقيق السلام والأمن الدائمين لإسرائيل والفلسطينيين والمنطقة".

وتابع أن "هناك عدد من الطرق التي يمكنك اتباعها لتحقيق ذلك. هناك عدد من تسلسل الأحداث التي يمكنك تنفيذها لتحقيق هذا الهدف. نبحث مجموعة واسعة من الخيارات ونناقشها مع الشركاء في المنطقة وكذلك شركاء آخرين داخل الإدارة الأميركية".

وذكر موقع أكسيوس في وقت سابق، الأربعاء، أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، طلب من وزارة الخارجية إجراء مراجعة وتقديم خيارات سياسية بشأن الاعتراف المحتمل أميركيا ودوليا بالدولة الفلسطينية بعد الحرب في غزة.

كما أبلغ وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، مجموعة من النواب في بلاده بأن الحكومة وحلفاءها "سينظرون في مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك في الأمم المتحدة"، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، الثلاثاء.

وتربط واشنطن بين إنشاء دولة فلسطينية والجهود الرامية إلى إقناع السعودية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهي خطوة جرى تجميدها إلى حد كبير بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر.

لكن المحادثات استؤنفت خلال الأشهر القليلة الماضية. ويرى المسؤولون الأميركيون الآن أيضا أن صفقة الرهائن المحتملة التي من شأنها إطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين في غزة مقابل وقف دائم لإطلاق النار، لها دور مساهم في إحراز تقدم في جهود التطبيع بين السعودية وإسرائيل ومرتبطة بذلك.

وفي حديثه في دافوس في وقت سابق من هذا الشهر، قال بلينكن إن هناك "معادلة جديدة" في الشرق الأوسط بموجبها يكون جيران إسرائيل من الدول العربية على استعداد لدمجها في المنطقة مع الالتزام بالقدر نفسه بمسار لإقامة دولة فلسطينية.

ويختلف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع إدارة بايدن حول إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وقال هذا الأسبوع إنه لن يتنازل عن "السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على جميع الأراضي الواقعة غربي نهر الأردن".

من جهته قال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض إن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان التقى الأربعاء بالمسؤول الإسرائيلي الكبير رون ديرمر في واشنطن لبحث تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والجهود المبذولة لإطلاق سراح الأسرى.

وتعمل الولايات المتحدة مع إسرائيل ومصر وقطر للتوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الأسرى الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس منذ الهجوم المباغت الذي شنته الحركة انطلاقا من غزة إلى جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وتضغط واشنطن أيضا على حكومة نتنياهو لوضع خطة تنتهي بموجبها العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة.

ورفض كيربي الإدلاء بتفاصيل الاجتماع، مثلما إذا كان قد تم إحراز أي تقدم. وقال إن الولايات المتحدة تسعى إلى أقصى فترة ممكنة لتوقف القتال من أجل إخراج الأسرى.

يذكر أن ديرمر شخصية معروفة في واشنطن إذ سبق أن شغل منصب سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة.

من جهته قال ماثيو ميلر للصحافيين إن الولايات المتحدة أثارت مع إسرائيل مسألة إنشاء منطقة عازلة في غزة، مضيفاً أن واشنطن تعارض أي تقليص لمساحة أراضي غزة.

وعند سؤاله عن المداهمة على مستشفى في جنين وتدمير جامعة في غزة، ذكر ميلر أنه ليست لديه تحديثات حول تقييم المداهمة، لكنه قال إن الولايات المتحدة أثارت مسألة هدم مواقع وردت إسرائيل بأن عمليات الهدم نُفذت ذلك فقط في "مواقع تستخدم لإطلاق أنشطة إرهابية أو التدبير والتخطيط لها".

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أميركي قوله الأربعاء إن بلينكن سيعود إلى الشرق الأوسط "في الأيام المقبلة" فيما تتكثف المفاوضات حول اقتراح هدنة جديدة في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن بلينكن سيعود إلى المنطقة "في الأيام المقبلة" بدون تحديد وجهته أو مواعيد رحلته.

وستكون هذه المرة الخامسة التي يجري فيها بلينكن زيارة للمنطقة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس. وعمد بلينكن في كلّ من هذه الرحلات إلى زيارة إسرائيل وعدد من الدول العربية.