واشنطن تخنق حزب الله عبر استهداف حلفائه في لبنان

الولايات المتحدة ستعلن ضمن العقوبات عن أسماء أشخاص جدد يساندون حزب الله بغض النظر عن طائفتهم ودينهم.
الجمعة 2019/09/13
اتساع دائرة العقوبات

بيروت - تواصل الولايات المتحدة الأميركية  المضي قدما في سياسة الضغط على أذرع إيران في المنطقة وتضييق الخناق على دائرة الداعمين الماليين لمخططات طهران التوسعية.

ويعتبر حزب الله في لبنان من أهم الأذرع المسلحة التابعة لنظام ولاية الفقيه، حيث كرست واشنطن ضغوطا كبيرة على هذا الحزب المورط في الحرب الدائرة في سوريا من خلال سياسة فرض العقوبات.

وأعلن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شنكر الخميس أن واشنطن قد تفرض عقوبات على حلفاء حزب الله في لبنان، وذلك بعد نحو أسبوعين من فرضها عقوبات على مصرف "جمّال تراست بنك" اللبناني.

وقال شنكر في تصريحات صحافية إنه "في المستقبل سنعلن ضمن العقوبات عن أسماء أشخاص جدد يساندون حزب الله بغض النظر عن طائفتهم ودينهم".

ولحزب الله كتلة من 13 نائبا في البرلمان اللبناني وثلاثة وزراء في الحكومة، وهو حليف رئيس الجمهورية ميشال عون وحزبه "التيار الوطني الحر".

وهو كذلك حليف حركة أمل الشيعية التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وكانت أدرجت الولايات المتحدة حزب الله المدعوم من إيران في قائمة المنظّمات الإرهابية في العام 1997. ويقاتل الحزب في سوريا إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ومنذ تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة ازدادت العقوبات الأميركية المفروضة على حزب الله، وأظهرت الإدارة الأميركية سياسة حازمة تجاه الحزب.

واتسعت دائرة العقوبات الأميركية التي استهداف الحزب، حيث شملت مؤخرا الكيانات المالية الداعمة له، وفي 29 من الشهر الماضي أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على مصرف "جمّال تراست بنك" اللبناني بتهمة تقديم خدمات مالية لحزب الله.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إنها أدرجت مصرف "جمّال تراست بنك" في لائحة العقوبات، لاعتباره مؤسسة مالية أساسية لحزب الله.

وصرح سيغال ماندلكير مساعد وزير الخزانة الأميركي المسؤول عن مكافحة تمويل الإرهاب والاستخبارات المالية في بيان أن الوزارة "استهدفت جمال تراست بنك وفروعه بسبب تمكينه بوقاحة حزب الله من القيام بأنشطة مالية"، بما في ذلك استخدام حسابات لدفع الأموال لممثليه وعائلاتهم.

وقال شنكر إن الخطوة الأميركية "لا تستهدف طائفة معيّنة"، موضحا أن "حزب الله يستغل النظام المالي في لبنان والقانون يفرض علينا تحديد هذه المصارف".

Thumbnail

ودخلت العقوبات الأميركية في لبنان مرحلة جديدة من خلال إدراج “جمال ترست بنك” والمؤسسات التابعة له ضمن اللائحة السوداء بتهمة تسهيل الأنشطة المالية لحزب الله. كما فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على 4 أشخاص بسبب نقل أموال بين الحرس الثوري الإيراني وحركة حماس الفلسطينية عبر الحزب.

وسبق وحذرت واشنطن مرارا المصارف اللبنانية من مغبة التعاطي وتسهيل الخدمات المالية للحزب المدعوم من إيران.

ويعتبر خبراء أن خطوة وضع "جمال ترست بنك" ضمن قائمة الإرهاب التي يصدرها مكتب مراقبة الأصول الخارجية المعروف باسم "أوفاك"، رسالة واضحة للدولة اللبنانية بأن الإدارة الأميركية جادة في شل قدرات الحزب المالية، بغض النظر عن انعكاسات ذلك على الوضع المالي العام للبنان الذي يمر بفترة حرجة.

وسبق أن فرضت الولايات المتحدة كذلك عقوبات على ثلاثة من كبار مسؤولي حزب الله في لبنان، بينهم نائبان في قرار طال للمرة الأولى أعضاء في البرلمان اللبناني.