واشنطن تخفض تمثيلها الدبلوماسي لدى الفلسطينيين

القدس – خفضت الولايات المتحدة مستوى تمثيلها الدبلوماسي لدى الفلسطينيين الاثنين، في آخر فصل من سلسلة إجراءات اتخذها البيت الأبيض منذ وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة، يعتبرها الفلسطينيون أنها تهدف إلى تصفية قضيتهم.
ويقضي هذا الإجراء الذي أعلن عنه في أكتوبر بإغلاق القنصلية الأميركية في القدس التي كانت تقوم مقام الممثلية الدبلوماسية لدى الفلسطينيين منذ توقيع اتفاق أوسلو في تسعينات القرن الماضي. وقد تم دمجها مع سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل التي ستضم “وحدة للشؤون الفلسطينية”.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في 18 أكتوبر إن هذه الخطوة لن تشكل تغييرا في السياسة وتهدف إلى تحسين “فاعلية” العمل.
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية في بيان الاثنين، أن “الإدارة ما زالت ملتزمة تمام الالتزام بالجهود الرامية إلى تحقيق سلام دائم وشامل يوفر مستقبلا أكثر إشراقا لإسرائيل والفلسطينيين”.
لكن هذا التغيير يعني أن العلاقات بين واشنطن والفلسطينيين أصبحت تحت سلطة سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل ديفيد فريدمان الذي يعبر عن دعمه لبناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة. ويعتبر الفلسطينيون فريدمان والإدارة الأميركية الحالية منحازين بشكل واضح لإسرائيل.
وجمد القادة الفلسطينيون الاتصالات مع البيت الأبيض بعد قرار ترامب في 2017 بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وانتقدوا إغلاق القنصلية.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات تعليقا على القرار الأميركي، إن إغلاق القنصلية “يدق آخر مسمار في نعش دور الإدارة الأميركية في صنع السلام”.
ولم تؤكد وزارة الخارجية الأميركية معلومات تفيد بأن مقر القنصل العام في القدس سيصبح منزل السفير الأميركي في إطار إجراءات نقل السفارة التي جرت في مايو، إلى المدينة المقدسة المتنازع عليها.والمبنى الواقع بالقرب من البلدة القديمة للقدس هو مقر القنصل العام منذ 1912، بينما يعود الوجود الدبلوماسي الأميركي الدائم في المدينة إلى 1857.
وخفض ترامب الذي يتوقع أن ينشر في الأشهر الأخيرة خطته للسلام في الشرق الأوسط والمنتظرة منذ فترة طويلة، أكثر من 500 مليون دولار من المساعدات المخصصة للفلسطينيين بهدف إجبار القادة الفلسطينيين على التفاوض.
وتوقفت إدارة ترامب أيضا عن تقديم دعم مالي إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وأوقفت مساعدات بقيمة 35 مليون دولار للأجهزة الأمنية الفلسطينية.
ويرى الفلسطينيون والعرب في ذلك محاولة “للابتزاز” والدفع إلى قبول خطة يعتقدون أنها تدمر إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
واعتبر رؤساء 17 برلمانا في ختام أعمال الدورة الـ29 للاتحاد البرلماني العربي الذي عقد على مدى يومين في العاصمة الأردنية عمّان، أن الولايات المتحدة دولة “منحازة” ولم تعد “وسيطا نزيها” في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وشددوا في بيان ختامي نشر مقتطفات منه تلفزيون “المملكة” الرسمي، على أن “إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وإعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، لن يتأتيا إلا عبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، والمضي قدما في عملية سياسية أساسها التسوية العادلة لقضايا الوضع النهائي”.
وشددوا على ضرورة “دعم صمود الأشقاء الفلسطينيين في نضالهم التاريخي، والدفاع عن حقوقهم”. ونقلت سفارة الولايات المتحدة بإسرائيل في مايو 2018 من تل أبيب إلى القدس التي احتلت إسرائيل في 1967 شطرها الشرقي وضمته إليها. وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها “عاصمة موحدة وأبدية” لها، بينما يتطلع الفلسطينيون إلى أن تكون القدس الشرقية عاصمة دولتهم العتيدة.