واشنطن تحوّل سوريا إلى منصة لردع إيران

دمشق – كشف اعتراض مقاتلتين أميركيتين لطائرة ركاب إيرانية فوق أجواء سوريا، تركيز قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن على سوريا كمنصة استراتيجية لمراقبة وفرض المزيد من الضغوط على طهران وميليشياتها في منطقة الشرق الأوسط.
وأعلنت القيادة العسكرية الأميركية الوسطى، الجمعة، أن “طائرة أف-15 تابعة لسلاح الجوي الأميركي، رافقت طائرة ركاب إيرانية من مسافة كيلومتر واحد فوق الأراضي السورية، وفق ما تقتضيه المعايير الدولية”.
وقالت القيادة العسكرية الأميركية المركزية، في بيان أن “المقاتلة بعد أن حدّدت هوية الطائرة بأنها طائرة ركاب، ابتعدت إلى مسافة آمنة، وذلك وفق المعايير الدولية”.
وتقول مصادر أميركية إن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ركز في الأشهر الأخيرة على ضرب ميليشيات إيران ومنها حزب الله على الأراضي السورية وكل ذلك أثبتته الغارات المتتالية على مواقع إيرانية في سوريا، كان آخرها تلك التي نفذتها إسرائيل بدفع أميركي وراح ضحيتها خمسة مقاتلين إيرانيين ومقاتل آخر يدعى كامل محسن تابع لحزب الله في قصف جنوب دمشق.
وقال القائد العام للقيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي، قبل هذه الحادثة بأسبوع إن “واشنطن وضعت خطوطًا حمراء لردع النظام الإيراني وأسست مسرحًا كاملاً لردع طهران بشكل مباشر وغير مباشر خاصة في سوريا”.
ورفضت إيران الجمعة، تفسيرات الولايات المتحدة بأن مقاتلة أميركية كانت تجري “تدقيقا بصريا” عندما “تحرشت” بطائرة ركاب إيرانية، وقالت طهران إن طائرتها اضطرت لتغيير الارتفاع الذي كانت تحلق عليه بسرعة لتجنب الصدام، مما تسبب في حدوث إصابات وأثار الذعر بين الركاب. وأظهرت لقطات فيديو بثها التلفزيون الحكومي من داخل الطائرة راكبا مستلقيا على الأرض بلا حراك وآخر مصابا بجروح في الأنف والجبين، يعرض أمام الكاميرا كمامته المخضبة بالدماء.
وأٌصيب بعض الركاب، الذين شوهد بعضهم وهم يصرخون ويصيحون، في الحادث الذي وقع في سماء سوريا الخميس بحسب وسائل الإعلام الإيرانية، لكن الجيش الأميركي قال إن الطائرة وهي من طراز أف-15 كانت على بعد مسافة آمنة.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن لعيا جنيدي نائبة الرئيس للشؤون القانونية قولها إن “التفسيرات المقدمة حتى الآن لا تقدم مبررا وغير مقنعة”. وأضافت أن “التحرش بطائرة ركاب فوق أراضي دولة ثالثة هو انتهاك واضح لأمن الطيران وحرية الطائرات المدنية”.
وكانت الطائرة الإيرانية التابعة لشركة ماهان إير متوجهة من طهران إلى بيروت عندما قام الطيار بمناورة للسلامة. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إنه سيتم التحقيق في الواقعة.
واتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الولايات المتحدة الجمعة بالمخاطرة بوقوع كارثة.
من جهتها، نقلت وكالة أنباء النظام السوري “سانا”، عن مصادر (لم تسمها) بالطيران المدني (تابع للنظام)، أن الطائرتين الحربيتين اللتين اعترضتا طائرة الركاب الإيرانية، يعتقد أنهما تابعتان لقوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة.
والخميس، قالت وكالة “فارس” للأنباء الإيرانية (شبه رسمية)، إن مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، اعترضت طائرة ركاب إيرانية تابعة لشركة “ماهان”، متوجهة إلى بيروت، فوق الأجواء السورية.
يأتي ذلك، قبل أن تنقل وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”، عن قائد طائرة “ماهان”، قوله إن “المقاتلتين اللتين اعترضتا الطائرة في الأجواء السورية كانتا أميركيتين”.
وذكرت الوكالة أن قائد طائرة “ماهان”، قال إنه “خلال مكالمته مع طياري المقاتلتين، لإعلان الإنذار من أجل التزام مسافة الأمان اللازمة، أعلنوا أنهم أميركيون”.
ويقول مراقبون إن جهود واشنطن وحلفائها ستزيد التركيز على كل تحركات إيران موظفة كل أوراقها في المنطقة ومنها إسرائيل التي أجّلت كل قضاياها ومنها الضم وكثفت في المقابل، ضرب الميليشيات التابعة لإيران في وسوريا.
وفي تطور جديد، يتعلق بحزب الله الموالي لإيران، أكد الجيش الإسرائيلي الجمعة أن “دوي انفجارات سمعت بالقرب من السياج الحدودي مع سوريا”.
وأضاف الجيش في بيان أن “الانفجارات وقعت في الشق السوري، والشظايا (لم يحدد طبيعتها) ألحقت أضرارا بمبنى، وسيارة مدنية داخل الأراضي الإسرائيلية”.
وأشار الجيش إلى أن تفاصيل الحادث “قيد الفحص”، فيما لم يصدر تعليق فوري من جانب النظام السوري. ويرجح الخبراء أن يكون سبب الانفجارات رد من حزب الله الذي توعد بالرد على الغارة الإسرائيلية التي قتلت أحد قيادييه كامل محسن الثلاثاء جنوب العاصمة دمشق.