واشنطن تحرك أصولها العسكرية في الشرق الأوسط بعيدا عن الخطر الإيراني

واشنطن - تتصاعد حدة التوترات في الشرق الأوسط بشكل غير مسبوق، فمع استمرار الهجمات الجوية المكثفة بين إسرائيل وإيران، تعمل الولايات المتحدة على إعادة تموضع قواتها العسكرية تحسبًا لأي تصعيد محتمل، بينما تلوح بشن ضربة عسكرية ضد طهران التي تهدد بالرد بقوة على أي تدخل أميركي.
وكشف مسؤولان أميركيان لرويترز الأربعاء أن الجيش الأميركي نقل بعض الطائرات والسفن من قواعد في الشرق الأوسط قد تكون عرضة لأي هجوم إيراني محتمل.
وأضاف المسؤولان، اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتيهما، أن هذه الخطوة جزء من مخطط لحماية القوات الأميركية. ورفض المسؤولان الإفصاح عن عدد الطائرات والسفن التي تم تحريكها ووجهتها.
وقال أحد المسؤولين إنه تم نقل سفن للبحرية الأميركية من ميناء في البحرين حيث يوجد الأسطول الخامس للجيش الأميركي، بينما نُقلت طائرات لم تكن في ملاجئ محصنة من قاعدة العديد الجوية في قطر. وأضاف "هذه ليست ممارسة غير مألوفة. حماية القوات هي الأولوية".
ووضعت السفارة الأميركية في قطر اليوم الخميس قيودا على دخول موظفيها لقاعدة العديد الجوية داعية الرعايا الأميركيين إلى توخي الحذر الشديد في ظل الأعمال القتالية بمنطقة الشرق الأوسط.
وتُعد القاعدة أكبر منشأة عسكرية أميركية من نوعها في الشرق الأوسط.
وكانت رويترز أول من أورد هذا الأسبوع نبأ نقل عدد كبير من طائرات التزويد بالوقود إلى أوروبا وأصول عسكرية أخرى إلى الشرق الأوسط، بما في ذلك نشر المزيد من الطائرات المقاتلة. كما تتجه حاملة طائرات من منطقة المحيطين الهندي والهادي إلى الشرق الأوسط.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يبقي فيه الرئيس دونالد ترامب العالم في حيرة من أمره حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى إسرائيل في قصف المواقع النووية والصاروخية الإيرانية، بينما ينزح سكان طهران من منازلهم في اليوم السابع من بدء الهجوم الجوي.
وأفادت بلومبرغ نيوز اليوم الخميس، نقلا عن مصادر مطلعة، بأن مسؤولين أميركيين كبارا يستعدون لاحتمال توجيه ضربة لإيران خلال الأيام المقبلة.
وأشار التقرير، نقلا عن المصادر، إلى أن الوضع لا يزال يتطور وقد يتغير.
وذكرت بعض المصادر، وفقا لبلومبرغ، أنه توجد خطط محتملة لشن ضربة خلال مطلع الأسبوع المقبل.
وتشن إسرائيل حملة قصف جوي منذ الجمعة الماضي بعد أن قالت إنها خلصت إلى أن إيران على وشك تطوير سلاح نووي. وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية.
وهدد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي الأربعاء الولايات المتحدة بالرد إذا انخرطت في الحرب إلى جانب إسرائيل.
وقال تخت روانجي في مقابلة مع شبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية "إذا تدخل الأميركيون... لن تكون أيدينا مغلولة"، مضيفا أن بلاده لن تكون مقيدة في ردها على التدخل الأميركي.
وأكد نائب وزير الخارجية "سنفعل كل ما هو ضروري لحماية شعبنا ومصالحنا".
وبدوره، قال السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة في جنيف الأربعاء إن إيران أبلغت واشنطن بأنها سترد بحزم على الولايات المتحدة إذا شاركت بشكل مباشر في الحملة العسكرية الإسرائيلية.
وتقول إسرائيل أن عملياتها تهدف إلى منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران التي تؤكد أن برنامجها النووي لأغراض سلمية.
ومنذ اندلاع القتال بين إسرائيل وإيران قبل نحو أسبوع، أطلقت إيران أكثر من 400 صاروخ ومئات المسيّرات نحو الأراضي الإسرائيلية، ما أدى إلى مقتل 24 شخصًا وجرح أكثر من 800، وفقًا لبيانات رسمية إسرائيلية. في المقابل، قُتل ما لا يقل عن 224 شخصًا في إيران جراء الضربات الإسرائيلية.
ورغم أن ترامب قال إنه لم يعطِ نتنياهو ضوءا أخضر لمشاركة القوات الأميركية في العمليات، إلا أن مسؤولين في واشنطن يعتبرون أن الوضع يتجه نحو التصعيد، وأن الوقت المتبقي أمام الدبلوماسية ينفد بسرعة.