واشنطن تحذر من تضاؤل فرص خطة مؤقتة لهدنة غزة

واشنطن - أكدت وزارة الخارجية الأميركية وجود "خطة مؤقتة مطروحة لتمديد وقف إطلاق النار" في غزة، لكنها حذرت من أن الفرصة "تتضاءل بسرعة"، وذلك بالتزامن مع إعلان إسرائيل استئناف العمليات البرية في وسط وجنوب القطاع.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن الخطة "ستشمل أيضا إطلاق سراح خمسة رهائن أحياء، من بينهم الأميركي إيدان ألكسندر. كما ستتضمن إطلاق سراح عدد كبير من الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية".
وأضاف "الفرصة لا تزال قائمة، ولكنها تتضاءل بسرعة". مما يشير إلى صعوبة التوصل إلى اتفاق بين الأطراف المتنازعة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء استئناف قواته عملياتها البرية في غزة بعد أن قالت مصادر طبية محلية إن 48 فلسطينيا على الأقل قتلوا في ثاني يوم من ضربات جوية إسرائيلية على القطاع.
وجاء استئناف العمليات البرية بعد أن أفاد الدفاع المدني في غزة مساء الأربعاء عن مقتل أكثر من 470 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء في أحد أعلى معدلات سقوط القتلى في يوم واحد منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
وأنهى هذا القصف نحو شهرين من الهدوء النسبي منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تسيطر على غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الخطة "مقنعة" وإن واشنطن تقف إلى جانب إسرائيل
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته وسعت سيطرتها على وسط محور نتساريم، بهدف "خلق منطقة عازلة بين شمال القطاع وجنوبه".
وقال المتحدث باسم الجيش إن العملية تهدف إلى "توسيع منطقة التأمين" وسط القطاع، مشيرا إلى أن الهجوم تركز في وسط وجنوب غزة.
وذكرت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في بيان أن التوغل البري في محور نتساريم يعد "خرقا جديدا وخطيرا" لاتفاق وقف إطلاق النار المُبرم قبل شهرين.
وأكدت الحركة "تمسكنا باتفاق وقف إطلاق النار الموقع، وندعو الوسطاء الضامنين إلى تحمل مسؤولياتهم في لجم هذه الخروقات والانتهاكات غير المسؤولة".
وقالت الأمم المتحدة إن موظفا أجنبيا قتل وأصيب خمسة في ضربة جوية إسرائيلية على موقع يضم مقرا للأمم المتحدة في وسط مدينة غزة.
لكن إسرائيل نفت ذلك وقالت إنها ضربت موقعا لحماس رصدت فيه استعدادات لإطلاق النار صوبها.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة المدير التنفيذي لخدمات المشاريع جورجي موريرا دا سيلفا "إسرائيل كانت تعلم أن هذه البناية للأمم المتحدة وأن أشخاصا يعيشون ويقيمون ويعملون فيها.. إنه مجمع. إنه مكان معروف جدا".
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إجراء تحقيق شامل، وندد بجميع الهجمات على موظفي الأمم المتحدة. وقال في بيان إن هذه الغارة رفعت عدد قتلى موظفي الأمم المتحدة في غزة إلى 280 على الأقل منذ اندلاع الحرب.
وفي صوفيا، أعلنت وزارة الخارجية البلغارية، نقلا عن معلومات أولية، وفاة مواطن يعمل بالأمم المتحدة الأربعاء في غزة.
وقدم سفير إسرائيل لدى صوفيا يوسف ليفي سفاري تعازيه في وفاة المواطن البلغاري في منشور على مواقع التواصل، مضيفا أن التحقيقات الأولية لا تظهر "أي صلة" لعمليات الجيش الإسرائيلي بوفاته.
ووصفت إسرائيل، التي توعدت بالقضاء تماما على حماس، أحدث الهجمات بأنها "مجرد بداية".
وفي أحدث أعمال العنف، قال عاملون بقطاع الصحة إن غارة جوية إسرائيلية قتلت أربعة أشخاص وأصابت 10 آخرين في منزل في بيت حانون شمال قطاع غزة، حيث أصدر الجيش أوامر إخلاء للسكان في وقت سابق من اليوم الأربعاء.
وفي بيت لاهيا، قال مسعفون إن ضربة جوية إسرائيلية قتلت 24 شخصا في خيمة أثناء إقامة عزاء.
وتتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار الذي أتاح متنفسا لسكان القطاع المدمر البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة بعد حرب استمرت 17 شهرا حولت القطاع إلى أنقاض وأجبرت معظم سكانه على النزوح عدة مرات.
وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن الحملة الإسرائيلية اللاحقة على قطاع غزة أسفرت عن مقتل ما يزيد عن 49 ألفا وتسببت في أزمة إنسانية مع نقص الغذاء والوقود والمياه.
وتتهم إسرائيل حركة حماس باستخدام المدنيين دروعا بشرية بينما تنفي الحركة ذلك وتتهم بدورها إسرائيل بتنفيذ قصف عشوائي بلا تمييز.
والحرب هي الحلقة الأكثر تدميرا ودموية منذ عقود في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وهاجم مسلحون بقيادة حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023. وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن ذلك الهجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 واحتجاز نحو 250 رهينة.
وأثار قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استئناف القصف احتجاجات في إسرائيل إذ لا يزال 59 رهينة متبقين لدى حماس، يعتقد أن منهم 24 لا يزالون على قيد الحياة.
واتهم ائتلاف معارض، يضم أسر رهائن ومحتجين يرفضون إجراءات نتنياهو بحق القضاء والأجهزة الأمنية، رئيس الوزراء باستغلال الحرب لتحقيق أغراض سياسية.
وقال مسعفون فلسطينيون إن قصف الدبابات الإسرائيلية على طريق صلاح الدين الرئيسي الممتد من الشمال إلى الجنوب قتل فلسطينيا وأصاب آخرين.
وأوضح مسعفون وشهود أن العمليات الإسرائيلية منعت المارة والمركبات من استخدام الطريق.
وقال المتحدث باسم حماس عبداللطيف القانوع لرويترز إن "إغلاق الاحتلال لطريق صلاح الدين انقلاب تام على الاتفاق وإمعان في حصار غزة وتشديد الخناق على أهلها".
وأكد أن "أي مقترح يستند للدخول لمفاوضات المرحلة الثانية ووقف دائم للحرب مرحب به ومحل نقاش".
وتابع "حريصون على وقف نزيف الدم ومنفتحون على أي جهود تفضي لوقف دائم للحرب والانسحاب من غزة".
وفي وقت سابق الأربعاء، ألقى الجيش الإسرائيلي منشورات على مناطق في شمال وجنوب قطاع غزة تأمر السكان بإخلاء منازلهم.
ونشر يسرائيل كاتس وزير الدفاع الإسرائيلي بيانا في مقطع فيديو قال فيه إن الضربات الجوية هي "خطوة أولى فحسب" وإن عدم الإفراج عن الرهائن سيعني أن "إسرائيل ستتصرف بقوة لم تروها من قبل".
ونددت دول غربية منها فرنسا وألمانيا وأيضا الوسيطتان في مفاوضات وقف إطلاق النار قطر ومصر بتجدد أعمال العنف.
ودعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى استئناف وقف إطلاق النار وتدفق المساعدات إلى القطاع.
وقال خلال زيارة لباريس لعقد محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "استئناف إسرائيل هجماتها على غزة خطوة بالغة الخطورة تفاقم من الوضع الإنساني المتردي بالفعل".