واشنطن تحذر من انهيار محتمل للسلطة الانتقالية السورية

واشنطن - قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الثلاثاء إن السلطة الانتقالية السورية ربما تكون على بُعد أسابيع من انهيار محتمل وحرب أهلية شاملة، مدافعا عن قرار الرئيس دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا والتواصل مع حكومة دمشق.
وقال روبيو للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ “بصراحة، في ظل التحديات التي تواجهها، فإن السلطة الانتقالية ربما تكون على بُعد أسابيع، وليس شهورا، من انهيار محتمل وحرب أهلية شاملة ذات أبعاد كارثية، في مقدمتها تقسيم البلاد.”
وشهدت البلاد موجة من العنف الطائفي، آخرها الاشتباكات في الجنوب بين مسلحين سنة ودروز والتي هددت بإشعال فتيل صراع طائفي شامل، بعد أحداث أكثر حدة في مطلع مارس الماضي، قُتل فيها أكثر من 1600 شخص، معظمهم من المدنيين العلويين، في هجمات شنّها مقاتلون موالون للحكومة في محافظتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين. وجاءت أعمال العنف عقب إعلان الحكومة عن تعرّض قوّاتها لكمين نصبته لها ميليشيات موالية للنظام السابق.
وتزامنت تصريحات روبيو مع نظيره الروسي سيرجي لافروف الثلاثاء الذي قال إن موسكو تشعر بقلق عميق إزاء ما وصفه بتطهير عرقي تقوم به “جماعات متشددة” في سوريا.
وجاء هذا التعليق في الوقت الذي ذكرت فيه مصادر سورية وقنوات تواصل اجتماعي روسية أن هجوما استهدف في ما يبدو إحدى القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سوريا.
ووفقا لنص تصريحاته المنشورة على موقع وزارة الخارجية الروسية، قال لافروف “الجماعات المتشددة تقوم بتطهير عرقي حقيقي، وعمليات قتل جماعي للناس على أساس جنسيتهم ودينهم.” وتحتفظ روسيا بقاعدتين عسكريتين في سوريا. وكانت موسكو داعما رئيسيا لحكومة الرئيس السابق بشار الأسد الموجود الآن في روسيا حيث حصل على حق اللجوء.
وتحاول روسيا الحفاظ على علاقاتها مع السلطات السورية الجديدة، التي قالت إنها قد تسمح لموسكو بالاحتفاظ باستخدام قاعدة حميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية. وقال مصدران سوريان مطلعان إن قاعدة حميميم الجوية تعرضت لهجوم في وقت سابق من يوم الثلاثاء.
ونشرت قناة (ميليتاري إنفورمر) “المخبر العسكري” على تيليغرام، وهي موالية لموسكو وتركز على الشؤون العسكرية، ما وصفته بأنه لقطات مصورة لاشتباك بالأسلحة النارية بين قوات روسية ومسلحين سوريين في القاعدة.
وذكر المصدران السوريان أن دافع الهجوم على القاعدة الجوية لم يتضح بعد. وتؤوي القاعدة لاجئين علويين منذ هجمات مارس. وقال أحدهما، وهو مسؤول أمني سوري مقيم في مدينة اللاذقية الساحلية، إن التحقيق جار في هذه الواقعة.