واشنطن تحاول إنقاذ الاتفاق مع طالبان

الولايات المتحدة تحاول الدفع قدما بالاتفاق التاريخي الذي وقعته مع طالبان في الدوحة وسط أزمة سياسية تعيشها أفغانستان وعودة قوية للعنف.
الثلاثاء 2020/03/24
محاولة تجنب العنف

كابول - اعتبرت أوساط دبلوماسية وسياسية أن جهود الولايات المتحدة لرأب الصدع بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان تدور في حلقة مفرغة إذ لا توجد مؤشرات تشي بتراضي المتنازعين في بلد مزقته الحرب منذ نحو أربعة عقود.

وفي محاولة جديدة، أدى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو زيارة مفاجئة إلى العاصمة الأفغانية كابول الاثنين في ما بدا أنه إشارة من واشنطن لتسريع وتيرة سحب القوات الأميركية من البلد الآسيوي؛ وذلك من خلال حض الطرفين المتنازعين، وهما الحكومة وحركة طالبان، على خفض العنف لإنقاذ اتفاق الدوحة، الذي وقعته واشنطن وطالبان.

وجاءت زيارة بومبيو في وقت أجرت فيه الحكومة الأفغانية وطالبان أول جلسة محادثات عبر الفيديو الأحد الماضي، بعد بداية تفشي وباء كورونا في البلاد.

ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة التقطت هذه الإشارات لتعاود حشد جهودها من أجل الدفع بالمحادثات قدما وتجنب سيناريو سقوط أفغانستان مجددا في العنف الذي عاد إلى الواجهة الأيام الماضية وبقوة.

وتعيش أفغانستان أزمة سياسية منذ انتخابات العام الماضي التي سببت فوضى نظرا إلى مزاعم الغش الواسعة، وقادت إلى إعلان مرشحين فوزهما بالرئاسة وتنظيمهما مراسم تنصيب منفصلة.

وتحاول الولايات المتحدة الدفع قدما بالاتفاق التاريخي، الذي وقعته مع طالبان في الدوحة نهاية شهر فبراير الماضي وسط أزمة سياسية تعيشها أفغانستان وعودة قوية للعنف.

وعقد بومبيو اجتماعين منفصلين مع الرئيس أشرف غني الفائز الرسمي في الانتخابات وخصمه عبدالله عبدالله الذي أعلن أيضا انتصاره.

وحظيت زيارة بومبيو بمتابعة شديدة لاستقراء أي مؤشرات على إمكانية حل الأزمة السياسية المستمرة منذ أسابيع.

وبحسب بيان صادر عن الرئاسة الأفغانية، فإن الجانبين بحثا مسألة مواصلة عملية السلام مع حركة طالبان، والخطوات التي يمكن اتخاذها في هذا الخصوص خلال المرحلة المقبلة.

ووفق تقرير مشترك لصحافيين مرافقين للوفد الأميركي، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية “حاولنا… خلال الأسابيع الأخيرة إيجاد صيغة لتشجيعهما على الوصول إلى اتفاق”.

وأضاف أن بومبيو جاء من أجل “المساعدة والتشجيع وتوضيح توقعاتنا وتقييمنا (للوضع) في حال لم يفعلا الصواب”.

وقال مصدر دبلوماسي في كابول “سنرى إن كان هذا يعني أنهم مستعدون لتسوية نهائية”، في إشارة واضحة إلى الرجلين غني وعبدالله.

Thumbnail

ووفق تقرير لصحافي يرافق وزير الخارجية الأميركي، كان المبعوث الأميركي الخاص والمفاوض الرئيسي مع طالبان في المحادثات الأخيرة زلماي خليل زاد في استقبال بومبيو في أفغانستان بُعيد وصوله إلى مطار كابول.

وتأتي الزيارة غداة أول جلسة محادثات بين الحكومة الأفغانية وطالبان حول تبادل الأسرى والسجناء، وهي خطوة رئيسية في مسعى أوسع لإحلال السلام إثر اتفاق وقعته واشنطن مع المتمردين.

ووضع الاتفاق إطارا لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بعد تدخلها في اجتياحها للبلاد خلال عام 2001 في أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة.

وغرد المبعوث الأميركي وكبير المفاوضين مع حركة طالبان زلماي خليل زاد الأحد الماضي قائلا “من الملح” التوصل سريعا إلى خطة لتبادل الأسرى والسجناء كما ينص الاتفاق بين الأميركيين وحركة طالبان، مع ما يحمله انتشار فايروس كورونا المستجد من تعقيدات.

وينص الاتفاق على الإفراج عن 5 آلاف مقاتل من حركة طالبان موقوفين لدى كابول ونحو ألف عنصر من القوات الأفغانية يعتقلهم المتمردون.

وكان يفترض أن يتم التبادل في العاشر من مارس الجاري قبل مباشرة مفاوضات سلام بين الحكومة وطالبان. ولم تشارك الحكومة الأفغانية في مفاوضات الدوحة التي أفضت إلى الاتفاق بين الأميركيين وحركة طالبان.

وبعدما رفضت كابول بداية الإفراج عن سجناء طالبان، أعلن غني أن السلطات ستطلق سراح 1500 متمرد “كبادرة حسن نية” مع خطط للإفراج عن 3500 سجين بعد انطلاق المحادثات. لكن طالبان رفضت ذلك العرض.

وينص اتفاق الدوحة أيضا على انسحاب تدريجي للقوات الأميركية والأجنبية من أفغانستان خلال فترة 14 شهراً.

وانطلقت المرحلة الأولى من عملية الانسحاب أصلاً رغم أن بدء تفشي وباء فايروس كورونا المستجد قد عرقل تحركات القوات.

وفي مقابل ذلك، تعهدت طالبان بمحاربة المجموعات الجهادية مثل القاعدة ووافقت على التفاوض مع كابول للمرة الأولى. لكن الحركة نفذت عدة هجمات منذ توقيع اتفاق الدوحة.

ووسط المأزق السياسي، وتواصل القتال، إلى جانب انشغال العالم بمكافحة تفشي كورونا، برزت مخاوف من تراجع احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام أفغاني داخلي.

5