واشنطن تتهم وطهران تنفي ضلوعها في محاولة اغتيال ترامب

اتهام فرهاد شاكري، بتجنيد مجرمين لمصلحة الحرس الثوري الإيراني، لتصفية مسؤولين أميركيين بمن فيهم الرئيس المنتخب.
السبت 2024/11/09
محادثات تكشف عن مراقبة ترامب لاغتياله

واشنطن - أعلنت السلطات القضائية الأميركية الجمعة توجيه اتهامات إلى "عميل للنظام الإيراني" في إطار مخطط إيراني مفترض لاغتيال الرئيس السابق الذي أعيد انتخابه دونالد ترامب وصحافية إيرانية-أميركية معارضة بارزة. ونفت الجمهورية الإسلامية الأمر جملة وتفصيلا.

ويشتبه بأن قوات الحرس الثوري الإيراني تقف وراء مخطط اغتيال ترامب الذي تم إحباطه، وذلك انتقاما لمقتل اللواء قاسم سليماني في 2020 في العراق في غارة شنتها طائرة بدون طيار أميركية بأمر من ترامب خلال ولايته الأولى، وفقا لوزارة العدل الأميركية.

وأضافت الوزارة في بيان أن الحرس الثوري "كلف" فرهاد شاكري (51 عاما)، وهو مواطن أفغاني يعتقد بأنه في إيران، تقديم خطة لقتل ترامب.

وقال وزير العدل ميريك غارلاند في بيان "قليلة هي الجهات في العالم التي تشكل تهديدا خطيرا كهذا على الأمن القومي للولايات المتحدة مثل إيران".

وأضاف "هذا العميل للنظام الإيراني كلّفه النظام بأن يقود شبكة من المتواطئين الإجراميين، لتنفيذ خطط إيران لاغتيال أهدافها، بمن فيهم الرئيس المنتخب دونالد ترامب".

ووُجّهت اتهامات منفصلة لشاكري وشخصين آخرين هما الأميركيان من نيويورك كارلايل ريفيرا (49 عاما) وجوناثان لودهولت (36 عاما) بالتخطيط لقتل معارضة أميركية من أصل إيراني في نيويورك.

وريفيرا ولودهولت موقوفان في الولايات المتحدة ومثلا أمام المحكمة في نيويورك الخميس.

وقال مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) كريستوفر راي إن "التهم التي أُعلن عنها اليوم تكشف مساعي إيران الوقحة المتواصلة لاستهداف مواطنين أميركيين بينهم الرئيس المنتخب دونالد ترامب وشخصيات قيادية أخرى حكومية إضافة إلى معارضين ينتقدون النظام في طهران".

تعرض ترامب الذي هزم نائبة الرئيس كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الثلاثاء، لمحاولتي اغتيال أخريين هذا العام أصيب في إحداهما بأذنه عندما أطلق مهاجم النار عليه أثناء تجمّع انتخابي.

واعتبرت الخارجية الإيرانية السبت أن الاتهامات لإيران بالوقوف وراء مخطط يستهدف ترامب "لا أساس لها إطلاقا".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في بيان إن "الادعاء بدور إيراني في محاولة اغتيال مسؤولين أميركيين سابقين أو حاليين، لا أساس له من الصحة ومرفوض تماما".

ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية تكرار هذا الادعاء في الوقت الحالي بأنه "مؤامرة مقززة من قبل الأوساط الصهيونية والمناهضة لإيران" لتعقيد القضايا بين الولايات المتحدة وإيران.

وأشار إلى اتهامات مماثلة في الماضي والتي رفضتها طهران بشكل كامل و"ثبت كذبها"، على حد قوله.

وأكد بقائي في الوقت نفسه أن إيران "ستستخدم كافة الوسائل المشروعة والقانونية على المستوى الداخلي والدولي لتحقيق حقوق الشعب الإيراني".

وصفت وزارة العدل الأميركية شاكري بأنه "عميل لقوات الحرس الثوري الإيراني يقيم في طهران".

وأشارت إلى أنه هاجر إلى الولايات المتحدة عندما كان طفلا وتم ترحيله حوالى العام 2008 بعدما قضى 14 عاما في السجن بتهمة السرقة.

وقالت وزارة العدل "في الشهور الأخيرة، استخدم شاكري شبكة من المجرمين الذين التقاهم في السجن في الولايات المتحدة لتزويد قوات الحرس الثوري الإيراني بعملاء لتنفيذ عمليات مراقبة واغتيالات لأهداف قوات الحرس الثوري الإيراني".

وأوضحت بأنه بناء على توجيهات شاكري، قضى ريفيرا ولودهولت شهورا يراقبان مواطنة أميركية من أصل إيراني تعد من أبرز معارضي الحكومة الإيرانية وسبق أن استُهدفت بمخططات للخطف والقتل.

لم تكشف وثائق المحكمة عن اسمها، لكن يُعتقد أنها الصحافية المعارضة مسيح علي نجاد.

ووجّه مدعون أميركيون اتهامات أواخر أكتوبر لجنرال في الحرس الثوري على خلفية مخطط آخر لاغتيال علي نجاد المقيمة في نيويورك.

ويُشتبه بأن شاكري كشف عن خطة اغتيال ترامب أثناء محادثات هاتفية مع عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) في الشهور الأخيرة، وفق الشكوى الجنائية ضدّه.

وذكرت الشكوى أنه أجرى محادثات مع عناصر "إف بي آي" لأنه كان يأمل في أن يتم خفض مدة عقوبة شخص مسجون في الولايات المتحدة.

وقال لـ"إف بي آي" إن مسؤولا في الحرس الثوري عرض عليه في سبتمبر فكرة التخطيط لاغتيال ترامب.

وأفاد بأنه قال للمسؤول إن من شأن خطة كهذه أن تكلّف مبالغ مالية "هائلة"، فرد عليه "المال ليس مشكلة".

وفي السابع من أكتوبر، قال شاكري إنه طُلب منه وضع خطة لقتل ترامب في غضون سبعة أيام.

وبحسب إفادته، فإن المسؤول في الحرس الثوري قال إنه إن لم يتمكن شاكري من وضع خطة ضمن هذه المهلة الزمنية، فسيسعى الحرس الثوري لقتل ترامب بعد الانتخابات إذ كان يتوقع أن يخسر وبالتالي سيكون اغتياله أسهل بعد الاقتراع.

واتّهمت الولايات المتحدة إيران مرارا بالسعي لاغتيال مسؤولين أميركيين ردا على قتل سليماني، وهي اتهامات رفضتها طهران.

ودفع باكستاني يشتبه بأنه على ارتباط بإيران ببراءته في نيويورك في وقت سابق هذا العام من التهم الموجهة إليه بالسعي لتجنيد شخص يقوم بقتل سياسي أو مسؤول أميركي.

كما أعلنت الخارجية الأميركية عن مكافأة قدرها 20 مليون دولار لقاء أي معلومات تقود إلى توقيف إيراني يشتبه بأنه خطط لاغتيال المسؤول السابق في البيت الأبيض جون بولتون.