واشنطن تتشبث بوقف إطلاق النار في ليبيا

سفير الولايات المتحدة لدى ليبيا يؤكد حرص واشنطن على إنجاح الحوار السياسي وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وإنهاء حالة الانقسام.
الثلاثاء 2020/12/29
وقف إطلاق النار أولوية في ليبيا

طرابلس - أكد سفير الولايات المتحدة لدى ليبيا ريتشارد نورلاند حرص واشنطن على إنجاح مسار الحوار السياسي وتثبيت وقف إطلاق النار في ليبيا، بعد التصعيد التركي الأخير وتهديد أنقرة بصدّ الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في حال مهاجمته قواتها في ليبيا.

جاء تأكيد نورلاند خلال لقاء أجراه مساء الاثنين مع رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري عبر تطبيق "زوم".

وقال المكتب الإعلامي للمجلس الأعلى للدولة عبر صفحته على فيسبوك إن المشري ونورلاند ناقشا خلال اللقاء "التطورات الخاصة بالحوار السياسي وعددا من الملفات ذات الاهتمام المشترك".

وأضاف المكتب الإعلامي أن المشري ونورلاند أكدا "خلال اللقاء حرصهما على أن يؤدي مسار الحوار في النهاية إلى حالة استقرار دائمة، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وإنهاء حالة الانقسام".

وأوضح أن السفير الأميركي أكد من جهته "أن وجهات النظر متقاربة في معظم الملفات التي تم التطرق إليها، وعلى حرص الولايات المتحدة على إنجاح مسار الحوار السياسي، وتثبيت وقف إطلاق النار في ليبيا".

ويأتي ذلك بعد دعوة فرنسا في وقت سابق، كل الأطراف الليبية إلى التركيز على العملية السياسية، والعمل على تنظيم انتخابات خلال عام.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "لا حل عسكريا في ليبيا. الأولوية لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 23  أكتوبر، والذي يلحظ خروج القوات الأجنبية والمرتزقة الأجانب، كما واستكمال العملية السياسية بإشراف الأمم المتحدة".

وتابع المتحدث الفرنسي "ندعو كل الأطراف الليبية إلى دعم هذه العملية، والامتناع عن استئناف الأعمال العدائية وتركيز الجهود على تشكيل حكومة جديدة وتنفيذ الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة في 24 ديسمبر 2021، وفق مقررات المنتدى السياسي الليبي تحت إشراف الأمم المتحدة".

وأتت تلك المواقف الدولية وسط تعثر الحوار الليبي، والتصعيد الكلامي بين قائد الجيش الوطني الليبي ووزير الدفاع التركي خلوصي أكار.  

وكان اجتماع اللجنة القانونية المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي، انتهى مساء الاثنين دون تقدم كبير، بشأن ترتيبات تنظيم انتخابات عامة في ليبيا نهاية العام المقبل.

وبحث الاجتماع الذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي بحضور ستيفاني ويليامز رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم بالإنابة، القواعد التشريعية اللازمة لإجراء الانتخابات العامة في 24 ديسمبر 2021.

وقالت البعثة في بيان إن الاجتماع جاء متابعة لأعمال ملتقى الحوار السياسي واستضاف رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح، الذي استعرض إجراءات بناء قدرات المفوضية كجزء من التحضيرات الفنية لإجراء الانتخابات، بناء على التشريعات الانتخابية التي ستُقر في الفترة المقبلة.

ويأتي التوافق الدولي على أهمية إجراء الانتخابات وتثبيت وقف إطلاق النار أيضا في ظل المتغيرات الإقليمية وتأثيرها في المشهد الليبي بعد تعاظم المخاوف من أجندات تركيا في ليبيا، لاسيما بعد زيارة وزير دفاعها خلوصي أكار إلى طرابلس الأسبوع الماضي.

وقال أكار الأحد في كلمة أمام القوات التركية في ليبيا، في معرض رده على تهديدات حفتر التي أطلقها ضد تغلغل الوجود التركي في ليبيا "الجيش الليبي وأنصاره سيكونون هدفا مشروعا لنا في حال وقوع أي هجوم على القوات التركية".

وكان قائد الجيش الليبي توعد الخميس الماضي بطرد الجيش التركي من البلاد وإنهاء وجوده بالقوة في حال لم يمتثل إلى القرارات الدولية.

وبالتزامن مع دعوة الأطراف الفاعلة إلى احترام وقف إطلاق النار، عاد انفتاح القاهرة على طرابلس، حيث زار وفد مصري ليبيا، وهي خطوة أولى من نوعها منذ عام 2014.

والاثنين، قال المتحدث باسم الخارجية الليبية محمد القبلاوي إن وزير الخارجية المصري سامح شكري بحث في اتصال هاتفي مع نظيره في حكومة الوفاق محمد الطاهر سيالة دعم الاستقرار في ليبيا.

وأضاف القبلاوي أن الوزير المصري أكد لنظيره الليبي التعاون بين الجانبين، وأثنى على استقبال الوفد المصري في طرابلس.

وأعلنت خارجية حكومة الوفاق أنها اتفقت مع الوفد المصري على برمجة اجتماعات ثنائية بين الخبراء، لتذليل العقبات وضمان الظروف المناسبة لاستئناف الرحلات الجوية بين البلدين.

وقالت الوزارة الليبية إن الوفد المصري وعد بإعادة فتح سفارة بلاده، والعودة إلى العمل من داخل طرابلس في أقرب وقت ممكن.