واشنطن تتخوف من العنف بالانتخابات الليبية عقب واقعة محكمة سبها

بعثة الأمم المتحدة في ليبيا تستنكر منع مسلحين سيف الإسلام القذافي من الطعن على استبعاده من السباق الرئاسي.
السبت 2021/11/27
منع انعقاد جلسة للنظر في طعون سيف الإسلام القذافي بقوة السلاح

طرابلس - أعربت الولايات المتحدة عن مخاوفها من أعمال العنف المرتبطة بالانتخابات المرتقبة في ليبيا، عقب الانزعاج الأممي من أنباء عن منع مسلحين سيف الإسلام القذافي من الطعن على استبعاده من السباق الرئاسي.

وقالت السفارة الأميركية في ليبيا، في سلسلة من التغريدات عبر حسابها على تويتر، إنها تشارك بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مخاوفها بشأن العنف المرتبط بالانتخابات، مجددة التأكيد على ضرورة حماية العملية الانتخابية.

وأوضحت السفارة، أن الاعتداء على المنشآت القضائية أو الانتخابية أو العاملين في القضاء أو الانتخابات ليست مجرد أعمال جنائية يعاقب عليها القانون الليبي، وإنما تقوض حق الليبيين في المشاركة بالعملية السياسية.

ويأتي ذلك، بعد أن أعربت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن انزعاجها الجمعة، إزاء التقارير حول واقعة شهدتها محكمة في سبها، بعدما قال محامي سيف الإسلام القذافي إن مسلحين منعوه من الطعن في حكم استبعاد موكله من الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل.

وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إنها تشعر بالقلق بشأن ما ورد عن الهجوم على محكمة الاستئناف في سبها الخميس، وتدين بأشد العبارات أي شكل من أشكال العنف المرتبط بالانتخابات، وتؤكد على ضرورة حمايتها.

وكررت البعثة دعوتها إلى إجراء انتخابات تتسم بالشفافية والنزاهة وتشمل الجميع في الرابع والعشرين من ديسمبر، وفقا لخارطة طريق ملتقى الحوار السياسي الليبي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

واستبعدت لجنة الانتخابات سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، ضمن 25 مترشحا تم استبعادهم الأربعاء. ويتنازع الخصوم المتنافسون على قواعد الانتخابات وأهلية المترشحين، فيما يشكل تهديدا بإخراج عملية التصويت، ومعها عملية السلام المدعومة من الأمم المتحدة، عن مسارها.

وتعرضت المحكمة الابتدائية في سبها الخميس، إلى اعتداء من قبل مجهولين، بحسب بيان لحكومة تصريف الأعمال، أكدت خلاله أنها أمرت بتعزيز أمن المحاكم المعنية بالنظر في الطعون الانتخابية.

وقالت الحكومة إنها أصدرت تعليمات لوزارتي الداخلية والعدل للتحقيق في ملابسات الواقعة، ومضاعفة تأمين كافة المقرات للمحاكم المعنية بالنظر في الطعون المتعلقة بالعملية الانتخابية، داعية كافة الأطراف إلى احترام القوانين ورغبة الليبيين في تبني المسار السلمي للعملية السياسية.

وكانت وسائل إعلام محلية نشرت مقطع فيديو لخالد الزايدي محامي سيف الإسلام، قال فيه إن مجموعة مسلحة أغلقت محكمة الاستئناف في مدينة سبها، حيث كان يُفترض النظر في الطعن ضد قرار المفوضية العليا للانتخابات رفض ترشح موكله.

وأوضح الزايدي أن "قوة مسلحة هاجمت المحكمة وطردت الموظفين والقضاة بقوة السلاح"، مؤكدا أن عدم عقد جلسة النظر في قرار الطعن من شأنه أن "يؤثر على مجريات الانتخابات برمتها".

وبدورها أكدت وزارة العدل في طرابلس الحادثة قائلة إن "جماعة مسلحة أرغمت الجميع على مغادرة مبنى المحكمة". في وقت لم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن ذلك.

وكان سيف الإسلام معمر القذافي قدم طعنا لمحكمة سبها بعد إدراج المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، اسمه على قوائم المرفوضين للترشح لانتخابات الرئاسة، وذلك استنادا على اتهامه بتهمة جنائية تمنعه من الترشح.

وقال عضو الفريق السياسي لسيف الإسلام القذافي محمد القلوشي، إن "الطعن قدم من قبل الفريق القانوني لسيف الإسلام معمر القذافي لمحكمة سبها"، موضحا أن "الطعن قدم بسبب استبعاد سيف الإسلام من الانتخابات الرئاسية، استنادا على مادتين لا تنطبقان عليه".

ويواجه التصويت المقبل العديد من التحديات، بما في ذلك القضايا العالقة بشأن القوانين المنظمة للانتخابات، والاقتتال الداخلي بين الجماعات المسلحة بين الحين والآخر. وتشمل العقبات الأخرى الخلاف العميق الذي ما زال قائما بين شرق البلاد وغربها ووجود الآلاف من المقاتلين والقوات الأجنبية.

وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت مفوضية الانتخابات الليبية القائمة الأولية للمترشحين في الاستحقاق الرئاسي وتضمنت 73 شخصا بينهم المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي المتخلي عن منصبه وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب، وعبدالحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، وفتحي باشاغا وزير الداخلية السابق.

من المقرر أن تجري ليبيا الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في الرابع والعشرين من ديسمبر، بعد سنوات من المحاولات بقيادة الأمم المتحدة لإنهاء الحرب الأهلية وتحقيق الاستقرار السياسي في البلاد.