واشنطن تتجه لمحاصرة أنشطة الإخوان

واشنطن – سلطت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغوطها على جماعة الإخوان المسلمين التي باتت في دائرة الاتهام بعد ثبوت دعمها لجماعات إسلامية متطرفة تنشط على المستوى الدولي.
وتعمل إدارة ترامب على تصنيف الجماعة تنظيما إرهابيا، وفق ما أكدته الثلاثاء المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هاكابي ساندرز.
وأضافت "تشاور الرئيس ترامب مع فريق الأمن القومي وقادة المنطقة الذين يشاركونه قلقه، وهذا التصنيف يسير في طريقه من خلال العملية الداخلية".
وعززت الصورة، التي نشرت على نطاق واسع وظهر فيها الأب الروحي للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان يوسف القرضاوي بجانب زهران هاشم منفذ هجمات سريلانكا الدامية، الاتهامات الموجهة للإخوان بدعمهم لجماعات إرهابية تنشر الفوضى والخراب في العالم.
وربط مراقبون الصورة بفرضية تأثّر من قام بالهجمات الدامية، التي راح ضحيتها 259 قتيلا، بفكر الإخوان وتوجيهاتهم.
كما سلط لقاء القرضاوي بزهران الضوء من جديد على الدور الذي لعبه الإخوان المسلمون، تنظيما ورموزا، كحاضنة أولى يتربى داخلها المتشددون على التطرّف وكراهية الآخر وتجهيز العناصر والمريدين لتنفيذ هجمات تحت مسوغ الجهاد.
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة باتت على يقين بما تمثله الجماعة، كحاضنة للجماعات الإرهابية، من خطر على أمن واستقرار المنطقة.
ويعد توجه الإدارة الأميركية إلى تصنيف الجماعة تنظيما إرهابيا يترجم هذه المخاوف.
ومن شأن القرار الأميركي أن يزيد من الضغوط المسلطة على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يدعم هذه الجماعات وتحتضن بلاده قيادات كبيرة تابعة للجماعة ومورطة في أعمال إرهابية.
ولاقت خطوة ترامب حيال الإخوان ترحيبا ودعما كبيرا من جون بولتون مستشار الأمن القومي، ومايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي.
وكانت مصادر صحافية أميركية ذكرت أن إدارة ترامب تضغط لإصدار أمر من شأنه أن يصنف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية أجنبية.
وقالت المصادر ذاتها، إن البيت الأبيض أصدر تعليماته للأمن القومي والدبلوماسيين لإيجاد طريقة لفرض عقوبات على الجماعة، وتأتي الخطوة الأميركية بعد زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي سبق أن صنفت بلاده الجماعة كمنظمة إرهابية، إلى واشنطن.
وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن الرئيس الأميركي اتفق مع نظيره المصري على مضي واشنطن قدما نحو تصنيف الجماعة في لائحة الإرهاب.
كما من شأن القرار الأميركي أن يضع قطر في موقف محرج وهي المعروفة بدعمها لهذه الجماعة واحتضان قادتها. وسيعزز التصنيف الأميركي في المقابل من موقف الدول الأربع المقاطعة للدوحة بسبب دعمها وتمويلها وإيواء جماعات على القوائم السوداء للإرهاب، سواء الصادرة من دول إقليمية أو من دول غربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.
وبدأ يتبلور موقف دولي جامع على الخطر الذي يمثله الإخوان على استقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم، حيث تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي، في ندوة صحافية بقصر الإليزيه، على مجابهة خطر الإسلام السياسي وما بات يمثله من تهديد لوحدة الفرنسيين.
وأكد أن الحكومة الفرنسية لن تتهاون حيال أنشطة الجمعيات الخيرية والمدارس الدينية التي تتخذ من الدين غطاء لإخفاء أجندتها التخريبية للنسيج الاجتماعي الفرنسي.
وسبق أن اتخذت عدة دول أوروبية إجراءات عاجلة لمنع تدفق التمويلات الأجنبية للجمعيات ذات الأنشطة المشبوهة.