واشنطن تتجه لتعزيز الضغوط على إيران في الملف النووي

واشنطن - حذرت الولايات المتحدة الأميركية إيران من مغبة الاستمرار في انتهاكاتها النووية وذلك على خلفية قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقالت الخارجية يوم الخميس إن واشنطن وحلفاءها مستعدون للمضي في زيادة الضغط على إيران واتخاذ إجراءات قوية ضدها إذا لم تتعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة وذلك بعد خطوة من طهران لزيادة تخصيب اليورانيوم.
وذكر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت سابق يوم الخميس أن إيران قامت بسرعة بتركيب أجهزة طرد مركزي إضافية لتخصيب اليورانيوم في موقع فوردو وبدأت في تركيب أجهزة أخرى.
ولم يخض دبلوماسيون غربيون في تفاصيل بشأن عدد أو نوعية أجهزة الطرد المركزي التي تجري إضافتها أو المستوى الذي سيتم التخصيب إليه، إلا أن أحد الدبلوماسيين قال إنها لن تستخدم لتحقيق زيادة سريعة في إنتاج إيران من اليورانيوم المخصب لنسبة 60 بالمئة القريبة من نسبة 90 بالمئة اللازمة لتصنيع أسلحة.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن التقرير يظهر أن إيران تهدف إلى مواصلة توسيع برنامجها النووي "بطرق ليس لها غرض سلمي يمكن تصديقه". ولم تكن واشنطن متحمسة للجهود التي تبذلها عواصم أوروبية لتشديد الضغوط على إيران بسبب البرنامج النووي وعمليات التخصيب المثيرة للقلق حيث طاتلبت خلال الفترة الماضية بضرورة العودة للمفاوضات.
وكان الاقتراح الذي قدمته بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وعارضته الصين وروسيا في اجتماع مجلس الوكالة الذي يضم 35 دولة، الأول من نوعه منذ نوفمبر 2022 .
وجاء القرار الذي وصفته طهران بأنه "متسرع ومتهور"، وسط مأزق بشأن تصاعد الأنشطة النووية الإيرانية ومخاوف القوى الغربية من سعي طهران لتطوير سلاح نووي، وهو ما تنفيه إيران.
وعلى الرغم من طابعه الرمزي في هذه المرحلة، فإن قرار الوكالة يهدف لزيادة الضغط الدبلوماسي على إيران، مع إمكان إحالة القضية على مجلس الأمن الدولي.
ودفعت قرارات مماثلة في الماضي طهران إلى الرد عبر تفكيك كاميرات المراقبة وغيرها من المعدات من منشآتها النووية وتكثيف أنشطتها لتخصيب اليورانيوم.
ووفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران هي الدولة الوحيدة التي لا تملك سلاحا نوويا وتخصب اليورانيوم إلى مستوى مرتفع يبلغ 60% ـ وهو مستوى قريب من الدرجة المستخدمة في تصنيع الأسلحة ـ في حين تواصل تكديس مخزونات ضخمة منه.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن طهران سرعت برنامجها النووي بشكل كبير ولديها الآن ما يكفي لصنع عدة قنابل ذرية.
وتراجعت الجمهورية الإسلامية تدريجا عن الالتزامات التي تعهدت بها بموجب الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية عام 2015.
وسمح الاتفاق التاريخي لإيران بتجنب العقوبات الغربية مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، لكنه انهار بعد انسحاب الولايات المتحدة منه احاديا في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018.
وكان كمال خرازي مستشار الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي إن طهران ستضطر إلى تغيير عقيدتها النووية إذا هددت إسرائيل وجودها، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن سلاح نووي إيراني.
في المقابل تؤكد وزارة الخارجية أن طهران لا تزال ملتزمة بعدم امتلاك السلاح النووي والتعاون مع الوكالة الدولة للطاقة الذرية.