واشنطن تبحث عن غطاء دولي لاتفاق هش مع طالبان

نيويورك - تسعى الولايات المتحدة المتحدة لإضفاء الشرعية الدولية على اتفاق وصف بـ"الهش" مع حركة طالبان للتسريع بسحب القوات الأميركية من أفغانستان.
وقالت مصادر دبلوماسية إن واشنطن دعت إلى التصويت في مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يؤيد الاتفاق الذي توصلت إليه مع حركة طالبان في 29 فبراير الماضي.
ويرى مراقبون أن الدعوة الأميركية من أجل التصويت على الاتفاق، تسلط الضوء على رغبة كبيرة من قبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للخروج في أقرب وقت ممكن من أفغانستان ووضع حد لنزيف الخسائر الاقتصادية والبشرية التي تكبدها الجيش الأميركي في الحرب على الإرهاب.
وأضافت المصادر ذاتها أن ترامب لا يرى طائلا أو مصلحة من وراء بقاء القوات الأميركية في أفغانستان، ويسعى للبحث عن غطاء دولي لهذا الانسحاب.
وقدم طلب التصويت من قبل الإدارة الأميركية بعد مفاوضات شاقة بدأت قبل أسبوع مع حركة طالبان تم التوصل بموجبها إلى اتفاق على الورق لم يطبق على أرض الواقع، حيث نفذت الحركة سلسلة هجمات إرهابية استهدفت مسؤولين وأمنيين كورقة ضغط لمزيد الحصول على امتيازات أخرى.
وقال خبراء أفغان إن حركة "طالبان" تهدف، عبر زيادة وتيرة هجماتها المسلحة، إلى تحقيق المزيد من الامتيازات قبيل بدء محادثات السلام الأفغانية.
ويأتي التصويت وسط أزمة سياسية خطيرة في أفغانستان مع تنصيب كل من الرئيس أشرف غني وخصمه الأبرز رئيس السلطة التنفيذية الأسبق عبدالله عبدالله نفسيهما رئيسين.
وجرت انتخابات في سبتمبر في أفغانستان لكن لم يتم الإعلان عن فوز غني بولاية ثانية إلا الشهر الماضي بعدما تأجّل إعلان النتيجة مرارا وسط اتهامات بتزوير الانتخابات، وأثار الإعلان ردا غاضبا من عبدالله الذي تعهّد بتشكيل حكومته الموازية.
وبحسب مسودة القرار الأميركي على نسخة منه، فإن مجلس الأمن "يحض الحكومة الأفغانية على المضي في عملية السلام ولا سيما من خلال المشاركة في مفاوضات بين الأطراف الأفغانيين بفريق من المفاوضين متنوع ويشمل الجميع، مؤلف من قادة سياسيين ومن المجتمع المدني ويضم في صفوفه نساء".
وأشار دبلوماسيون إلى أن هذا المسعى الأميركي للحصول على تأييد مجلس الأمن لاتفاق واشنطن مع طالبان نادر في الأمم المتحدة بالنسبة لاتفاق تم بين دولة وحركة مسلحة.
ولفت دبلوماسي إلى أن الاتفاق يتضمن ملحقين سريين حول مكافحة الإرهاب يتحتم على أعضاء مجلس الأمن المصادقة عليهما بدون الاطلاع على مضمونهما، معتبرا أن ذلك "أمر لا يصدّق".
ولا يعرف بعد ما سيكون موقف روسيا التي تملك حق الفيتو، وألمحت موسكو إلى أنها قد تعارضه بعدما عرقلت الولايات المتحدة تبني مجلس الأمن الدولي إعلاناً طرحته روسيا يدعم الاتفاق الروسي التركي لوقف إطلاق النار في محافظة إدلب السورية.
ومسودة القرار الأميركية حول أفغانستان "تؤيد" الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 29 فبراير بين واشنطن وحركة طالبان وتطلب من "جميع الدول تقديم دعمها التام للتفاوض بشأن اتفاق سلام كامل ودائم يضع حدا للحرب بما يخدم مصلحة جميع الأفغان".
كما يضغط النص الأميركي على الحكومة الأفغانية لدفعها إلى الدخول في مفاوضات مع طالبان من أجل التوصل إلى "وقف إطلاق نار دائم وتام".
وبدأت واشنطن بسحب جنودها من أفغانستان كجزء من الاتفاق الذي أبرمته مع طالبان في 29 فبراير.