واشنطن: القرار الأخير في الملف النووي يعود لخامنئي

محللون يستبعدون أن يؤثر انتخاب رئيسي على المفاوضات النووية، لاسيما أن هذا الملف يعد من السياسات العليا لخامنئي.
الأحد 2021/06/20
الكلمة الفصل لخامنئي

واشنطن - اعتبرت الولايات المتحدة أن الكلمة الفصل بشأن الاتفاق حول الملف النووي الإيراني تعود للمرشد الأعلى لإيران علي خامنئي وليس للرئيس، وذلك غداة فوز المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي بالرئاسة.

قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك ساليفان "لا يهم من هو الرئيس بقدر ما إذا كان نظامهم على استعداد لتقديم التزامات بالحد من برنامجهم النووي".

وفاز رئيسي بالانتخابات الرئاسية الإيرانية، بنيله 61.95 في المئة من الأصوات وفق النتائج النهائية التي أعلنت السبت، غداة اقتراع شهد أدنى نسبة مشاركة في استحقاق رئاسي في تاريخ الجمهورية الإسلامية.

واستبعد محللون أن يؤثر انتخاب رئيسي على المفاوضات النووية، لاسيما أن هذا الملف يعد من السياسات العليا ويتخذ القرار بشأنه على مستوى أعلى من الرئاسة، إذ تعود الكلمة الفصل فيه للمرشد الأعلى.

وقال ساليفان "لا تزال هناك مسافة كبيرة لا بد أن نقطعها في ما يتعلق ببعض القضايا الرئيسية، بما يشمل العقوبات والالتزامات النووية التي يتعين على إيران تنفيذها".

وأضاف "تم تصويب السهم في الاتجاه الصحيح. سنرى إن كان القادة الإيرانيون على استعداد للقيام بالخيارات الصعبة".

وتجري الجمهورية الإسلامية والقوى الكبرى المنضوية في الاتفاق المبرم العام 2015، مباحثات في فيينا منذ مطلع أبريل، سعيا لإحياء الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا في 2018، خلال ولاية رئيسها السابق دونالد ترامب، معيدة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران.

تتت

وتهدف المباحثات التي اختتمت جولتها السادسة الأحد، إلى عودة واشنطن إلى الاتفاق ورفع العقوبات التي أعادت فرضها على طهران،  مقابل عودة الأخيرة إلى التزاماتها بموجب الاتفاق، والتي تراجعت عن غالبيتها بشكل تدريجي بعد عام من الانسحاب الأميركي.

وقال عباس عراقجي، كبير مفاوضي طهران، للتلفزيون الإيراني الرسمي من فيينا "نحن أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق، لكن الهوة القائمة بيننا وبين الاتفاق لا تزال قائمة، وسدها ليس بالمهمة السهلة". وأضاف "سنعود إلى طهران الليلة".

وبعد أكثر من أسبوع من المفاوضات في أحدث جولة، اختتمت أطراف الاتفاق هذه الجولة بقول المبعوث الروسي إن موعد استئناف المفاوضات لم يتحدد بعد حتى الآن، رغم أنه ألمح إلى أنها قد تعود بعد نحو عشرة أيام.

وأعلن مبعوث الاتحاد الأوروبي الذي ينسق محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني إنريكي مورا للصحافيين في فيينا، "حققنا تقدما هذا الأسبوع في الجولة السادسة. لقد اقتربنا من إبرام اتفاق لكن لم نصل إلى هذا الهدف بعد. لقد اقتربنا أكثر مما كنا عليه قبل أسبوع، لكن لم نصل بعد".

ومع توقف المحادثات، ستتجه الأنظار الآن إلى تمديد اتفاق منفصل بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة وإيران. ويهدف الاتفاق الذي ينتهي أمده الحالي في 24 يونيو إلى التخفيف من آثار قرار طهران تقليص تعاونها مع الوكالة، بإلغاء إجراءات الرقابة الإضافية المدرجة في بنود الاتفاق.

وستأمل الحكومة الإيرانية الجديدة في أن ينسب لها فضل أي فوائد اقتصادية تنجم عن إحياء الاتفاق النووي، وهو أمر قد تحققه الإدارة المنتهية ولايتها قبل تولي رئيسي السلطة.

وقال مسؤول حكومي مقرب من المحادثات "إذا تم إبرام الاتفاق وروحاني لا يزال رئيسا، لا يمكن توجيه أنصار المتشددين انتقادات لرئيسي مفادها أنه قدم تنازلات للغرب... كما سيلقى باللوم على روحاني، لا رئيسي، في أي مشكلات مستقبلية متعلقة بالاتفاق".