واتساب.. قناة للقتل في الهند

شائعات عبر الإنترنت بشأن مزاعم بوجود خاطفي أطفال تسفر عن مقتل 20 شخصا في عمليات عنف بالضرب حتى الموت.
الثلاثاء 2018/07/24
حشود غاضبة تقتل هندية بعد شائعات على واتساب

نيودلهي - قضت امرأة على يد حشد غاضب في الهند بعد انتشار شائعات على تطبيق واتساب حول خطف أطفال، بحسب ما أعلنته الشرطة الأحد، بعد أيام من فرض التطبيق قيودا على نقل الرسائل في الهند، في خطوة تهدف إلى كبح ترويج أخبار كاذبة أدت إلى سلسلة أعمال عنف دامية.

وأسفرت شائعات عبر الإنترنت بشأن مزاعم بوجود خاطفي أطفال عن مقتل 20 شخصا في عمليات عنف بالضرب حتى الموت في الهند خلال الشهرين الأخيرين، بحسب إحصاء لوسائل إعلام محلية.

وذكرت الشرطة أنها أوقفت تسعة أشخاص، فيما لا تزال تسعى إلى توقيف المزيد، بعد أن عثرت الأحد على جثة مشوهة لامرأة في منتصف العمر قرب منطقة غابات في منطقة سينغراولي في ولاية ماديا براديش وسط البلاد.

وأبلغ المتهمون الشرطة أنهم اعترضوا طريق المرأة مساء السبت بعد أن شكوا في تصرفاتها خصوصا بعد اطّلاعهم على رسائل واتساب عن عصابات لخطف الأطفال في المنطقة، حسبما قال قائد الشرطة المحلية رياض إقبال.

وأضاف “نسعى للتعرف على الضحية ومررنا صورتها لكافة مراكز الشرطة”.

وكانت الحكومة الهندية قد هددت الخميس بملاحقة التطبيق الذي تملكه فيسبوك على اعتبار أنه “قناة لنشر أخبار زائفة” ولا يمكنه الإفلات من “مسؤوليته” عمّا وقع.

وردا على ذلك، أعلنت الشركة أنها ستلغي إمكانية تحويل رسالة إلى عدة نوافذ اتصال في آن واحد. كما ستختبر حد الرسائل الممكن إرسالها في الهند بخمس مقابل 20 في باقي العالم. كما سيتم إلغاء زر التحويل السريع المرافق لرسائل تحمل صورة أو فيديو أو رابط.

وتحت ضغوط السلطات الهندية أعلنت الشركة أن الرسائل التي يتم تحويلها سيتم الإشارة إليها على أنها رسائل ناتجة عن عملية تحويل. وكان في السابق من المستحيل معرفة ما إذا كان المرسل نفسه صاحب الرسالة أم مجرد ناقل.

وفي الهند أكثر من 200 مليون مستخدم من أصل 1.25 مليار مستخدم لواتساب وهي بالتالي أكبر أسواقها. ويتلقى الهنود يوميا عددا كبيرا من النكات والدعايات السياسية عبر الرسائل والمشاهد.

وعمليات القتل على يد الحشود ليست جديدة في الهند، لكن انتشار الهواتف الذكية ووصول الإنترنت حديثا إلى كافة المناطق حتى النائية منها، يجعل الشائعة تسري مثل النار في الهشيم.

وإزاء حداثة عهد الكثيرين بهذه التكنولوجيا الجديدة، يعتقد قسم من السكان في صحة كل ما ينشر ويبث.

وبدأت حوادث القتل المرتبطة بإشاعات خطف الأطفال في مايو الفائت في ولاية خارخاند بشرق البلاد، بالإضافة إلى سلسلة من الهجمات وأعمال العنف والسحل قد شنّها متشددون هندوس يعتبرون أنفسهم “حراسا للبقر” ضد المسلمين وأبناء طبقة داليت (المنبوذين) المتهمين بأنهم يأكلون لحومها.

19