هيئتان صحيتان في الاتحاد الأوروبي توصيان بخلط لقاحات كوفيد-19

الجمع بين لقاحات ناقلات الفايروس ولقاحات الحمض النووي الريبوزي يزيد من الأجسام المضادة.
الخميس 2021/12/09
اللقاحات المتاحة الآن فعالة ضد أوميكرون

أكدت منظمة الصحة العالمية أنه لا مجال للتشكيك بفعالية اللقاحات المتوفّرة حاليا ضدّ كورونا في الحماية من السلالة المتحورة أوميكرون. كما أوصت وكالة الأدوية الأوروبية والمركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها بخلط لقاحات كوفيد – 19 المعتمدة سواء في الجرعتين الأوليين أو في الجرعة التعزيزية بما من شأنه أن يضاعف إنتاج الأجسام المضادة المقاومة للفايروس.

أمستردام – أوصت وكالة الأدوية الأوروبية والمركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها بخلط لقاحات كوفيد – 19 المعتمدة سواء عند منحها في الجرعتين الأوليين أو في الجرعة التنشيطية، في الوقت الذي تشهد فيه أوروبا زيادة في العدوى.

وقالتا في بيان مشترك إن الأدلة تشير إلى أن الجمع بين لقاحات ناقلات الفايروس ولقاحات الحمض النووي الريبوزي ينتج مستويات جيدة من الأجسام المضادة المقاومة لمرض كوفيد – 19 الناجم عن الإصابة بفايروس كورونا.

وأعلن مسؤول كبير في منظّمة الصحّة العالمية أنّه “ليس هناك أيّ سبب” للتشكيك بفعالية اللقاحات المتوفّرة حاليا ضدّ كورونا في الحماية ضدّ أوميكرون، النسخة المتحوّرة الجديدة من الفايروس، مؤكّدا أنّ لا مؤشرات على أنّ هذه المتحورة تسبّب مرضا أشدّ من ذلك الناجم عن المتحوّرة دلتا.

وقال مايكل راين المسؤول عن الحالات الطارئة في منظّمة الصحّة العالمية في مقابلة مع وكالة فرانس برس “لدينا لقاحات عالية الفعالية أثبتت فعاليتها ضدّ جميع المتغيّرات حتّى الآن، من حيث شدّة المرض والاستشفاء، وليس هناك أيّ سبب للتفكير بأنّ الأمر لن يكون كذلك” مع أوميكرون، مشدّدا في الوقت نفسه على الحاجة لإجراء المزيد من الأبحاث في هذا الشأن.

وأضاف الطبيب الذي نادرا ما يجري مقابلات صحافية فردية أنّ “السلوك العام الذي نلاحظه حتى الآن لا يُظهر أي زيادة في الخطورة. في الواقع، فإنّ بعض الأماكن في أفريقيا الجنوبية تبلّغ عن أعراض أخفّ” بالمقارنة مع تلك التي تسبّبها نسخ متحوّرة سابقة من الفايروس.

خلط لقاحات كوفيد – 19 المعتمدة يكون سواء عند منحها في الجرعتين الأوليين أو في الجرعة التنشيطية، وفق وكالة الأدوية الأوروبية

وكان كبير علماء البيت الأبيض أنتوني فاوتشي أكّد في مقابلة مع فرانس برس أن تحديد مدى شدة متحورة فايروس كورونا الجديدة أوميكرون سيستغرق أسابيع، لكنّ المؤشّرات الأولية تدلّ على أنّها ليست أسوأ من سابقاتها بل قد تكون أخفّ. غير أنّ المسؤول الكبير في المنظمة الأممية دعا إلى الحذر في التعامل مع هذه البيانات لأنّ المتحوّرة الجديدة لم ترصد سوى في الرابع والعشرين من نوفمبر.

وقال “علينا أن نكون حذرين للغاية في كيفية تحليل” هذه البيانات، مشدّدا في أكثر من مناسبة خلال المقابلة على أنّ البيانات المتاحة لا تزال أولية. ورصدت المتحوّرة الجديدة للمرة الأولى في جنوب أفريقيا ومذّاك انتشرت في حوالي 40 دولة حول العالم.

وتجري حاليا دراسات مخبرية لمعرفة ما إذا كانت المتحورة الجديدة التي تحوي طفرات كثيرة تقلق العلماء، أكثر قابلية للانتشار، إضافة الى مدى مقاومتها للمناعة الناتجة من العدوى الأولى أو اللقاح، وما إذا كان تأثيرها أكثر خطورة.

وقال بن أوسبورن رئيس فرع شركة فايزر الأميركية للأدوية في المملكة المتحدة إنه من المرجح أن تكون هناك حاجة للحصول على جرعات تعزيزية من لقاح فايزر ضد فايروس كورونا “طوال عدد من الأعوام القادمة”. وأضاف أوسبورن أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت الحاجة للجرعات التعزيزية ستكون سنوية أو كل ستة أشهر.

وقال في حوار مع وكالة ‘بي.إيه ميديا’ البريطانية بمناسبة مرور عام على إعطاء أول جرعة لقاح ضد فايروس كورونا ضمن برنامج تطعيم واسع النطاق إن حملة التطعيم في بريطانيا كانت “جهدا هائلا”.

وفي ما يتعلق بمتحور أوميكرون، قال أوسبورن “نحن ننتظر البيانات المختلفة، ليست فقط من فايزر وبيونتك، ولكن أيضا من الحكومات والأنظمة الصحية حول العالم”. وأضاف “أعتقد أن ما لدينا بالفعل هو الفهم الأساسي والفهم الجزيئي للفايروس، والطفرات التي رأينا أنها موثقة على نحو جيد”.

Thumbnail

وأوضح “ما نحتاج لفهمه الآن ثلاثة أمور: مستوى انتشار عدوى المتحور الجديد وما إذا كان سيتخطى متحور دلتا هنا في بريطانيا، ثانيا تأثير متحور أوميكرون على عدد الحالات التي تحتاج الرعاية في المستشفيات والوفيات المحتملة، وبعد ذلك بالتأكيد والأمر المهم تأثير اللقاح على هذا المتحور”.

وقال “سوف يكون لدينا المزيد من البيانات خلال الأسابيع المقبلة بشأن هذه العوامل الثلاثة، وهذا سوف يؤدي لاتخاذ قرارات ليس فقط بالنسبة إلى فايزر بل أيضا بالنسبة إلى الحكومات حول العالم”.

وتابع “ولكن في الوقت الحالي، الأمر الأكثر أهمية أن يحصل جميع البالغين على الجرعات التعزيزية لرفع مستوى المناعة لأعلى مستوى ممكن”.

ولدى سؤاله حول المدة التي يتعين على الأشخاص توقع احتياجهم للجرعات التعزيزية، قال أوسبورن “أعتقد أنه من الصعب قول ذلك بالنسبة إلى عدد الأعوام، لأنه لا يستطيع أي منا توقع كيف سوف يتطور الفايروس مع مرور الوقت”. وأضاف “أعتقد أن العلم والبيانات يظهران لنا أنه من المرجح أن نحتاج مستوى من التعزيز بين البالغين لعدد من الأعوام المقبلة”.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن المتحور أوميكرون من فايروس كورونا رُصد في 57 دولة وارتفعت حالات الإصابة بكوفيد – 19 في دول الجنوب الأفريقي ومنها زيمبابوي ومن المتوقع أن تزيد أعداد المرضى الذين يحتاجون للعلاج بالمستشفيات مع انتشار المرض.

وقالت المنظمة في تقريرها الأسبوعي عن الحالة الوبائية إن هناك حاجة للمزيد من البيانات لتقييم شدة الأعراض التي يسببها أوميكرون وما إذا كان تحوره قد يحد من الحماية التي توفرها اللقاحات.

وتابعت المنظمة “حتى لو كانت شدة الأعراض تعادل أو تقل عن المتحور دلتا، تظل التوقعات بأن يزيد عدد المرضى الذين يحتاجون للعلاج بالمستشفيات إذا أصيبت أعداد أكبر من الناس وسيكون هناك فارق زمني بين زيادة الإصابات وارتفاع الوفيات”. وتجاوزت إصابات كورونا العالمية 266.56 مليون والوفيات 5 ملايين و566055.

وأظهر إحصاء لرويترز أن أكثر من 266.56 مليون نسمة أُصيبوا بفايروس كورونا المستجد على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفايروس إلى خمسة ملايين و566055. وتم تسجيل إصابات بالفايروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر 2019.

17