هيئة تحرير الشام تكشف مستقبل الفصائل المسلحة ومناطق سيطرة قسد

القائد العسكري في الهيئة يقول إن جناحهم العسكري سينضم إلى الجيش السوري الجديد، وإن سيطرة السلطة الانتقالية ستشمل مناطق القوات الكردية.
الأربعاء 2024/12/18
أبوحسن الحموي: لا مجال للفيدرالية ونطالب برفع الجولاني من لائحة الإرهاب

اللاذقية (سوريا) – أجاب القائد العسكري لـ"هيئة تحرير الشام" على تساؤلات تخص مستقبل سوريا ومصير الفصائل المسلحة التي أطاحت بحكم الرئيس السابق بشار الأسد، في ظل المخاوف الحالية المتعلقة بكيفية إدارة الحكام الجدد للبلاد وعن تعاملها مع المكونات الأخرى.

وقال مرهف أبوقصرة، المعروف باسمه الحربي أبوحسن الحموي (41 عاما) إن كل الفصائل المعارضة ستنضوي ضمن مؤسسة عسكرية جديدة، موضحا أن سيطرة السلطة الانتقالية ستشمل مناطق القوات الكردية في شمال شرق سوريا.

وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في أحد فنادق مدينة اللاذقية الساحلية، قال المسؤول العسكري، وهو من أبرز قادة تحالف الفصائل الذي يتولى السلطة الجديدة في دمشق، إن "بناء المؤسسة العسكرية هو خطوة قادمة بالتأكيد ويجب أن تنضوي كل الوحدات العسكرية بما فيها الجناح العسكري للهيئة تحت هذه المؤسسة" مضيفا "عقلية الفصيل لا تتوافق مع عقلية الدولة" التي تعتزم السلطة الجديدة بناءها، بعد إطاحة الرئيس السابق بشار الأسد الذي فر إلى روسيا.

وعما إذا كان سيصار الى حلّ جناح الهيئة العسكري، أجاب "بالتأكيد.. سنكون إن شاء الله من أول المبادرين وسنبقى مبادرين لأي توجه يحقق المصلحة العامة للبلد".

وأمام تحدي توحيد البلاد وتطلعات العواصم الأجنبية، تعهد القائد الأعلى لـ"هيئة تحرير الشام"، أحمد الشرع المعروف بـ"أبومحمد الجولاني"، الاثنين بحل الفصائل المسلّحة التي ساهمت في إسقاط الأسد في الثامن من ديسمبر، داعيا إلى "عقد اجتماعي" بين الدولة وكل الطوائف ومطالبا برفع العقوبات المفروضة على دمشق.

وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه "مستعد" لإعادة فتح سفارته في العاصمة السورية فيما أقامت الولايات المتحدة اتصالات بهيئة تحرير الشام، ورُفع العلم الفرنسي، الثلاثاء، فوق مبنى سفارة فرنسا في دمشق مع وصول بعثة دبلوماسية أوفدتها باريس للمرة الأولى منذ 12 عاما.

ورغم إبداء الإدارة الذاتية الكردية التي تسيطر على مساحات شاسعة في شمال وشرق البلاد، استعدادها للحوار مع السلطة الجديدة في دمشق، قال المسؤول العسكري إن مناطق سيطرة جناحها العسكري، قوات سوريا الديمقراطية، "ستُضّم" إلى الإدارة الجديدة، مؤكدا أن "سوريا لن تتجزأ ولن توجد فيها فدراليات".

وجاءت تصريحاته بينما شنّت فصائل مسلحة موالية لأنقرة هجوما على قوات سوريا الديمقراطية. وأعلنت تلك الفصائل الأسبوع الماضي سيطرتها على دير الزور ومنبج ومدينة تل رفعت الاستراتيجية.

ورغم اعتمادهم الحذر، يسعى الغربيون إلى التواصل مع السلطة الجديدة لإدراكهم خطر تفكك محتمل للبلاد وعودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية الذي شكل الأكراد رأس حربة في التصدي له في سوريا.

واعتبر أبوقصرة، المقل في ظهوره الاعلامي رغم توليه قيادة الجناح العسكري للهيئة منذ خمس سنوات، وهو أساسا مهندس زراعي من محافظة حماة (وسط)، أن تصنيف الهيئة وقائدها على قائمة "الإرهاب" أمر "جائر".

وقال "نطالب الولايات المتحدة والدول كلها بإزالة هذا التصنيف.. عن شخصه وعن الهيئة ككل" حتى "تُزال هذه القيود عنها، إذ انها في المحصلة ستنخرط في مؤسسات الدولة"، مؤكدا في الوقت ذاته أن الشرع

وتابع "نعرف الشيخ الشرع منذ زمن ولم نر منه الا حرصا على مصالح الثورة السورية وحرصا على بناء البلد وحرصا على اسقاط النظام" موضحا أن توجهه العام كان ولا يزال أنّ "سوريا لن تكون منطلقا لعداء أي دولة، سواء في الإقليم أو خارجه".

وفي عام 2013، صنفت الولايات المتحدة الجولاني "إرهابيا"، وقالت إن تنظيم "القاعدة" في العراق كلفه إطاحة حكم الأسد، وفرض الشريعة الإسلامية في سوريا، وإن "جبهة النصرة" (اسم هيئة تحرير الشام السابق) نفذت هجمات انتحارية قتلت مدنيين، وتبنت رؤية طائفية عنيفة.

ولم يستبعد مسؤول أميركي، تحدث مع صحيفة واشنطن بوست أن تقدم واشنطن على إزالة هذا التصنيف، وقال "يتعين علينا أن نكون أذكياء.. وأن نكون أيضا واعين جدا وعمليين بشأن الحقائق على الأرض".

وعلى وقع غارات كثيفة تشّنها إسرائيل منذ الإطاحة بالأسد، على عشرات المواقع العسكرية ومستودعات الصواريخ والمطارات العسكرية في سوريا، تزامنا مع توغل قواتها في المنطقة العازلة في الجولان السوري المحتل، طالب أبوقصرة المجتمع الدولي بإيجاد حلّ، واصفا ما يجري على التراب السوري بانه "جائر".