هيئة الدستور الليبي تشكو للأمم المتحدة تجاوزات ويليامز

طرابلس - تقدم رئيس الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور في ليبيا الجيلاني رحومة، الاثنين، بشكوى للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بحق مستشارته للشؤون الليبية ستيفاني ويليامز، بسبب ما اعتبره "إخلالا" من جانبها بمقتضيات وظيفتها و"تجاوز" لاختصاصاتها.
وقال رحومة للأمين العام "أتقدم إليكم بهذه الشكوى ضد التصرفات الصادرة عن ستيفاني ويليامز بصفتها مستشارا لحضرتكم وأحد الموظفين المتابعين لكم والتي تشكل إخلالا بمقتضيات وظيفتها وتجاوزا لاختصاصاتها".
وأوضح أن "ويليامز قامت برفض التواصل مع هيئة الدستور دون مراعاة اعتبارها إحدى المؤسسات السيادية المعنية بالمسار الدستوري".
وتابع أن ويليامز "اجتمعت تقريبا بكل المكونات المؤسساتية والسياسية والعسكرية والمجتمعية باستثناء الهيئة التأسيسية".
وفي 29 يوليو 2017، انتهت الهيئة من كتابة مشروع دستور دائم للبلاد، لكنه لاقى معارضة كبيرة ما حال دون إجراء استفتاء شعبي عليه.
وأردف رحومة أن ويليامز "رفضت إشراك هيئة الدستور في أيّ حوارات أو مؤتمرات تُعنى بمناقشة العملية الدستورية وآخرها الحوارات الجارية في القاهرة حول المسار الدستوري".
وبمبادرة من ويليامز تشكلت لجنة ليبية مشتركة من مجلس النواب بطبرق (شرق) والمجلس الأعلى للدولة (نيابي - استشاري).
وتجتمع هذه اللجنة في مصر للتوافق على قاعدة دستورية لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، في محاولة لإنهاء نزاع مسلح عانى منه لسنوات البلد الغني بالنفط.
فاللجنة الدستورية التي تدير لقاءاتها وحواراتها في القاهرة حققت بعض التقدم بأن حققت توافقا حول 70 في المئة من المسائل. لكن هذا الرقم وإن بدا كبيرا، إلا أن المتابعين يقولون إن التوافق تم حول مسائل هامشية وإن القضايا الخلافية الحقيقية ما تزال مؤجلة.
وتتعلق المواد - التي لم يتم التوافق عليها وقيل إنه سيتم الفصل فيها لاحقا - بدور المؤسسة العسكرية وآليات الحفاظ على وحدتها وسط هذا الحشد الكبير من الميليشيات والمرتزقة، وشروط الترشح في الانتخابات الرئاسية وصلاحيات السلطة التنفيذية والمواد التي تتعلق بالحكم المحلي والسلطة التشريعية.
واتهم رحومة ويليامز "بإطلاق تصريحات تصبّ في خانة محاولة تجاوز الاستحقاق الدستوري ومعارضة الاستفتاء على مشروع الدستور المنجز من قبل هيئة منتخبة من الشعب، وأنها دأبت على توجيه خطاب داخلي وخارجي يركز على إجراء الانتخابات دون الإشارة في أيّ تصريح رسمي إلى حق الشعب في اختيار دستوره والاستفتاء عليه، في ازدواجية معايير ظاهرة وصارخة".
وتابع أنها "شكلت مؤخرا لجنة موازية لتعديل مشروع الدستور المنجز من قبل الهيئة المنتخبة، مخالفة لنصوص الإعلان الدستوري المؤقت والاتفاق السياسي الليبي وأحكام القضاء الليبي الصادرة في الخصوص".
واعتبر أن "ما تقوم به ويليامز يتعارض مع مقاصد وأهداف الأمم المتحدة ويعد تدخلا سافرا وواضحا لمصلحة أطراف بعينها (لم يحددها) بغية تحقيق مكاسب سياسية لها".
ودعا رحومة في نهاية شكواه غوتيرتش إلى "الإيعاز إلى الموظفين، وعلى رأسهم ويليامز، بعدم التدخل في المسار الدستوري بشكل يتعارض مع الوثائق الدستورية الليبية أو بما من شأنه المساس بالسيادة الوطنية".
كما وجه خطابه إلى رئيس مجلس الأمن الدولي وأعضائه، وسفراء الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا ومصر وتركيا والجزائر وتونس وقطر والإمارات.
وتسعى الأمم المتحدة إلى إجراء الانتخابات "في أقرب وقت ممكن"، في ظل مخاوف من انزلاق ليبيا مجددا إلى حرب أهلية جراء وجود حكومتين متصارعتين.
وترفض حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة تسليم السلطة إلى حكومة برئاسة فتحي باشاغا نالت ثقة البرلمان مطلع مارس الماضي.
وتشترط حكومة الدبيبة أن تسلم السلطة إلى حكومة تأتي عبر برلمان منتخب، تنفيذا لمخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي عام 2021