هيئة الإعلام العراقية تسكت منتقدي الحشد بمنع وسائل الإعلام من استضافتهم

هلع أحزاب عراقية من البعث الأردني يتردد صداه على تويتر.
الثلاثاء 2023/06/06
فوق النقد

بات المنع من الظهور الإعلامي وتهديد وسائل الإعلام بإجراءات رادعة في حال مخالفة القرار وسيلة لإسكات منتقدي الحشد الشعبي في العراق، خصوصا إذا تناول الحديث حزب البعث الذي عاد الجدل حوله مع إعلان الأردن منح حزب “البعث العربي الاشتراكي” ترخيصاً للانخراط في الحياة السياسية.

أربيل - دعت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية وسائل الإعلام المحلية إلى عدم استضافة المحلليْن السياسيين علاء النشوع وعمر عبدالستار محمود ومنعهما من الظهور الإعلامي، بعد حملة شنتها عليهما حسابات تابعة للحشد الشعبي.

وأصدرت الهيئة تعميما الأحد، منعت فيه النشوع من الظهور الإعلامي والاستضافة بسبب “ترويج وتبنّي أفكار وآراء حزب البعث المحظور دستورياً وقانونياً”، وذلك بحسب قانون حظر حزب البعث والكيانات والأحزاب والأنشطة العنصرية الإرهابية والتكفيرية رقم (32) لسنة 2016.

وقررت الهيئة أيضاً منع محمود من الظهور الإعلامي والاستضافة، وذلك “لظهوره على قناةٍ صهيونية، استناداً إلى قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني رقم 1 لعام 2022”.

وقالت الهيئة إن هذه القرارات اتخذتها وفقاً لصلاحياتها في تنظيم قطاعات الإعلام والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بموجب الأمر (65) لسنة 2004.

ومحمود خبير علاقات دولية، ونائب رئيس لجنة النزاهة في مجلس النواب العراقي السابق 2005 – 2010، وعادة ما يظهر في منصاتٍ إعلامية متعددة لتحليل الأوضاع الداخلية في العراق والمنطقة.

وقد تداولت العديد من الصفحات الاجتماعية خبر منع محمود من الظهور الإعلامي لظهوره في قناة صهيونية، دون ذكر تفاصيل، لكن الهجوم الأكبر والمكثف كان من نصيب النشوع.

والنشوع باحثٌ سياسي عراقي تستضيفه وسائل الإعلام المحلية والعربية على الدوام لتحليل الأوضاع في الشأن العراقي والمنطقة العربية. وظهر خلال برنامج حواري على قناة “العهد” العراقية، وأثار جدلا واسعا بتصريحاته التي قال فيها إنه “لن يعترض أحد إذا سمحت أميركا بعودة البعث في العراق”.

وعلقت ناشطة على المقطع المصور:

كما صرح النشوع خلال اللقاء بأن “الحشد أخطر من داعش لأنهم موجودون بالقانون ويخترقون القانون”.

ويعتبر انتقاد الحشد الشعبي من المحرمات في وسائل الإعلام العراقية، إذ كثيرا ما تعرض ناشطون وإعلاميون لهجمات على مواقع التواصل أو حتى في الواقع بسبب تصريحات ضد الحشد المدعوم من إيران، كما تمت ملاحقة العديد من الناشطين في القضاء بتهم متعددة لانتقادهم سطوة هذه الميليشيا في العراق. فقد حُكم على ناشط عراقي بالسجن ثلاث سنوات بعد اتهامه بإهانة الحشد الشعبي في تغريدة له على موقع تويتر.

وشنت حسابات تابعة للحشد هجوما واسعا على النشوع مع تداول مقطع الفيديو الذي تضمن اللقاء التلفزيوني على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرة أنه يروج للبعث ويطعن بالحشد الشعبي.

وقال حساب:

وهاجم آخر المحلل السياسي والقناة التلفزيونية التي ظهر فيها، معتبرا أن الحشد الشعبي “مقدس” ولا يجوز المساس به، قائلا:

واعتبر ناشط أن مقدم البرنامج هو من استفز النشوع للإدلاء بمثل هذه التصريحات:

وهددت الهيئة في التعميم وسائل الإعلام المحلية بأنها “ستتحمّل التبعات القانونية المترتبة على ذلك في حال الاستضافة”.

ورحب العديد من أتباع الحشد بهذا الإعلان، فيما طالب البعض منهم بإجراءات أشد: وقال أحدهم:

واعتبر آخر:

mohammed_hayal

وكان الجدل قد تجدد حول حزب البعث في العراق بعد أن أعلنت الهيئة المستقلة للانتخاب في الأردن منح حزب “البعث العربي الاشتراكي” ترخيصاً للانخراط بشكل قانوني في الحياة السياسية في الأردن.

وجاء الترخيص في سياق “مسار إصلاح سياسي” بدأته المملكة، وأحد أشكاله مراجعة قانون الأحزاب. وقد وصل عدد الأحزاب التي صوبت أوضاعها إلى 27 حزباً من بينها حزب البعث.

وترددت أصداء هذا الإعلان في العراق، لتخرج أحزاب عراقية ببيانات استنكار وتنديد خشية عودة البعث إلى العراق، حيث طالبت “لجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين” في البرلمان العراقي وزارة الخارجية العراقية باستدعاء السفير الأردني لدى بغداد وتسليمه مذكرة احتجاج على خلفية إجازة عمّان لحزب البعث بممارسة نشاطه السياسي في الأردن.

جيوش إلكترونية على تويتر تابعة للحشد الشعبي شنت هجوما على النشوع معتبرة أنه يروج للبعث ويطعن بالحشد

كما احتج “حزب الدعوة الإسلامية” الذي يقوده رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي بشدة على إجازة عمل حزب البعث في الأردن، واعتبر هذا الأمر “عملاً استفزازياً”. وأضاف أن “الفعل لا ينسجم مع مبادئ حسن الجوار”.

وجاء الرد من حزب البعث الأردني عبر بيان كتبه عوض ضيف الله نشر على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، قال فيه إن “حزب البعث العربي الاشتراكي الأردني، هو حزب أردني، مرخص رسميا من قبل الدولة الأردنية، وفق الدستور والقانون، منذ أكثر من ثلاثة عقود، وإنه ملتزم بأدائه، وتفاعلاته، ونشاطاته، وتوجهاته، وأهدافه، وسياساته، ونهجه بنصوص مواد قانون الأحزاب الأردني”.

وحزب البعث العراقي كان حاكما خلال فترة نظام الرئيس الأسبق صدام حسين قبل إزاحته منذ 20 عاما، والحزب أيضا حاكم في سوريا منذ عقود، وإلى الآن في ظل النظام السوري برئاسة بشار الأسد.

وانتقد ناشطون النشوع لدفاعه عن حزب البعث باعتباره “ليس نتاجا عراقيا مئة في المئة”. وقالت مغردة:

nezal95804359@

هسه يا ريت أيديولوجية حزب البعث من تأليف وإخراج صدام! المشكلة أين؟ أصلاً مؤسس حزب البعث من تفكير وإخراج ميشال عفلق مسيحي سوري! يعني يا علاء النشوع على ماذا تتفاخر يا نكرة؟ حتى الحزب مو حزبكم حزب اقتبستوه من شخصية هاربة منبوذة من بلده سوريا! ثم أين الوحدة والحرية والاشتراكية؟
 

5