هيئة الإعلام السعودية تشرك الجمهور في مهمة ضبط المشهد الإعلامي

التعصب الرياضي يتصدر المخالفات الإعلامية المسيئة.
الخميس 2023/04/13
تجاوزات تؤرق الأوساط الرياضية

تفاعل ناشطون سعوديون على منصات التواصل الاجتماعي مع سعي هيئة الإعلام لضبط المشهد الإعلامي، وإشراكها الجمهور في هذه المهمة، خصوصا مشكلة التعصب الرياضي التي تؤرق الأوساط الرياضية وتسيء إلى الوحدة الاجتماعية في البلاد.

الرياض - رصدت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في السعودية أكثر من أربعة آلاف مخالفة خلال الربع الأول من العام الجاري، من بينها ما رصده الجمهور وأبلغ عنه من خلال القنوات المخصصة لإشراك الجمهور في مهمة ضبط المشهد الإعلامي.

وأوضحت الهيئة، في بيان، أن البلاغات تنوعت ما بين مخالفات النشر الإلكتروني للمحتوى الإعلامي، والتعصب الرياضي، وممارسة العمل الإعلامي دون ترخيص، بالإضافة إلى عدم التقيد بضوابط استيراد وتوزيع المحتوى الإعلامي، وأجهزة الاستقبال غير المسموح بها من قبل الهيئة. وذكرت الهيئة في تغريدة على حسابها في موقع تويتر:

gcamsa@

صحيح أن الهيئة ترصد وتتابع وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي باستمرار، لكنها أيضًا تستعين بوعي المجتمع في مساعدتها على إجراء عملية الرصد والتبليغ عن كل المخالفات الإعلامية.

وعلق وزير الإعلام سلمان الدوسري، عبر حسابه الرسمي في موقع تويتر، على بيان الهيئة قائلا “من أهم أدوار منظومة الإعلام، ضمان وجود بيئة إعلامية صحية… سنسعى لتطبيق الضوابط، ولنتعاون جميعا للحد من المخالفات”.

وتفاعل رواد منصات التواصل الاجتماعي مع هذه المبادرة لوضع حد للمخالفات الإعلامية المتعلقة خصوصا بالتعصب الإعلامي، وقال أحدهم:

mbahareth@

أخبار مفرحة، الحزم والعزم سياسة لا بد منها وتشجيع المواطنين على البلاغات بالإضافة إلى كيفية التعامل مع البلاغ وتخفيف الطلبات على المبلغين وتحفيزهم بالمكافئات حسب النظام، هذا ما ننتظره من معاليكم، حيث إن ما رأيته من الاجتماعات مع المؤثرين صداه كان سلبيا عندي.

وكتب ناشط:

naf_alnassr@

خطوة مهمة والهدف توعية جيل حالي ونضج جيل قادم؛ شكرا وزير الإعلام على سرعة التجاوب مع مطالبنا. أتوقع قريبا: لا مكان بيننا لأشباه الإعلاميين.

وأصدرت هيئة الإعلام المرئي والمسموع وفقا للبيان أكثر من 1700 طلب استدعاء للمخالفين للتحقق من المخالفة، فيما حددت أكثر من 950 مخالفة لإصدار قرارات بشأنها من قبل الهيئة، أو عرضها أمام لجان النظر في مخالفات أحكام نظام المطبوعات والنشر ونظام الإعلام المرئي والمسموع؛ حيث تنوعت القرارات الصادرة ما بين توجيه إنذارات، ومخالفات مالية، وتعليق وإلغاء تراخيص إعلامية، ونشر اعتذارات على وسيلة النشر، والإيقاف المؤقت للمخالفين عن الظهور الإعلامي، ومصادرة مواد إعلامية مخالفة، فيما ستعلن الهيئة عن القضايا المنظورة في حينها.

وركزت الهيئة على المخالفات المتعلقة بالتعصب الرياضي، التي من شأنها أن تؤجج الاحتقان وتخرج المنافسات الرياضية عن المسار الذي تستهدفه، مطالبة الجمهور بالتحلي بالوعي والمسؤولية والإبلاغ عما يرصده من مخالفات.

وتناقلت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي عن الهيئة أنها أكدت للجمهور ضرورة أن يقوم بالتبليغ عن المخالفات، وجاء في تغريدة:

SaudiNews50@

هيئة الإعلام المرئي:

إذا شاهدت برنامجا رياضيا يُثير الفرقة بين الناس “بلغنا”.

وكتب آخر:

talal_soieed@

أقول هناك برامج تثير ذلك بالفعل مثل المذيع الذي خرج على الناس بمايك الدلالين (مكبر الصوت لدى الباعة). وبعض العبارات المباشرة، مثل ألو يمه (أمي) النادي الفلاني فاز، واستفزاز جمهور نواد، ودعم جمهور ناد آخر… هي التي تثير التعصب والخروج عن المألوف.

والبرنامج الآخر من يأتي بمشجع على أنه محلل ويسقط على الخصم.

وجاء في تعليق:

سلمان الدوسري: من أهم أدوار منظومة الإعلام ضمان وجود بيئة إعلامية صحية
سلمان الدوسري: من أهم أدوار منظومة الإعلام ضمان وجود بيئة إعلامية صحية

dd20666400@

معالي الوزير ماذا تم في حق البرامج التي تثير التعصب وكذلك الإعلاميين الذين وصفوا الدوري السعودي بدوري جورجينا.

ويتجدد الحديث باستمرار في السعودية عن ظاهرة التعصب الرياضي التي اتخذت أبعادا مقلقة وأفرزت ظواهر تعكر صفو الأجواء الرياضية.

ويوجه المتابعون أصابع الاتهام إلى بعض وسائل الإعلام الرياضي بأدواته ومنصاته، الذي يتسبب في تأجيج التعصب في الشارع الرياضي السعودي.

ويؤكد ناشطون أن التعصب الرياضي تجاوز حد المعقول، وتغذيه الأخطاء التي تقع في برامج وأستوديوهات التحليل الرياضي، وأصبح ظاهرة يتعمدها بعض مشاهير إعلام الرياضة سواء في لقاءاتهم أو على حساباتهم في شبكات التواصل الاجتماعي للشهرة وزيادة المتابعين.

وقد أعلنت هيئة الإعلام المرئي والمسموع في أكتوبر الماضي عن تغريم أربعة إعلاميين بغرامة مالية قدرها 115 ألف ريال سعودي (30660 دولارا)، بسبب مخالفات متمثلة في تأجيج التعصب الرياضي بين الجماهير.

ولفتت إلى أن هذه العقوبة جاءت بعد رصدها مخالفات هؤلاء الإعلاميين، وقيامهم بتأجيج التعصب الرياضي في مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية.

العقوبات تشمل غرامات مالية تصل إلى الحد الأعلى المنصوص عليه في نظام الإعلام المرئي والمسموع بما يتناسب مع حجم وجسامة المخالفة

وأكدت أنها اتخذت الإجراءات النظامية بحقهم، وأصدرت هذه الغرامات نتيجة مخالفتهم للنظام. لكنها لم تعلن عن أسماء الإعلاميين المعاقبين، وهو ما انتقده البعض قائلا إنه يجب التصريح بأسمائهم لردع الآخرين عن سلوكيات مماثلة.

ويقول خبراء إعلام إن هناك حاجة إلى فرض ضوابط على الإعلاميين للسيطرة على التصريحات التي تثير التعصب الرياضي، خاصة ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي قبل المباريات وبعدها.

وهناك الكثير من الدراسات عن كيفية الحد من التعصب الرياضي أطلقتها الجهات المعنية، لكنها في الغالب لا تصل إلى مرحلة التنفيذ، لذلك يجب النظر إلى هذه القضية وأهميتها على الساحة الرياضية؛ فبعض البرامج تساهم في زيادة التعصب الرياضي عن طريق تسليط الضوء بشكل خاطئ على الحالات التحكيمية ونشر بعض المقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يزيد من احتقان الجماهير وتعصبها لأنديتها.

وفي تصريحات للمدرب الوطني صالح المطلق قال إن “المباريات الكبيرة دائمًا تكون فرصة لإثارة التعصب من خلال افتعال المواقف التي تثير الوسط الرياضي”.

خبراء إعلام يقولون م إن هناك حاجة إلى فرض ضوابط على الإعلاميين للسيطرة على التصريحات التي تثير التعصب الرياضي

وأوضح المطلق خلال لقائه مع برنامج “الموقف” أن التعصب الرياضي لم يكن له وجود في السابق بين اللاعبين في المنتخب، وما يحدث اليوم هو صنيعة بعض وسائل الإعلام، والجمهور أصبح أداة للتفاعل مع هذه المواقف.

ومنذ سنوات تحاول السلطات السعودية الحد من ظاهرة التعصب الرياضي في المجال الإعلامي، والتأكيد على الضوابط واللوائح تجاه أي تجاوزات أو إساءات أو طرح مسيء عبر منصات الإعلام المختلفة.

ويمكن القول إنها استطاعت تحقيق بعض التقدم، وإن لم تستطع القضاء على الظاهرة، وهو حال معظم الدول.

ومن الإجراءات الخاصة بالتعامل مع المخالفات والتجاوزات الإعلامية، أن تتولى لجنة الالتزام في هيئة الإعلام النظر والبت في التجاوزات الإعلامية وإيقاع الجزاءات بشكل عاجل.

وتشمل العقوبات غرامات مالية تصل إلى الحد الأعلى المنصوص عليه في نظام الإعلام المرئي والمسموع بما يتناسب مع حجم وجسامة المخالفة.

وتؤكد الهيئة، بالتنسيق المباشر مع الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي، على ضرورة التزام القنوات الفضائية والبرامج الرياضية بعدم السماح بظهور أي ضيف ممن اشتهر بوصفه إعلاميا إلا بعد الحصول على عضوية الاتحاد، وتصنيف مهني من الهيئة، إلى جانب إلزام القنوات الفضائية والبرامج الرياضية بوضع آلية محددة تطبق فوراً، بما يكفل عدم تكرار الأخطاء والتجاوزات والتعامل معها عند حدوثها، ووضع حد لكل طرح مخالف لضوابط المحتوى الإعلامي بما في ذلك إزالة المحتوى المخالف من تسجيلات الحلقة وعدم عرضها على المنصات الرقمية.

5