"هو وهي" معرض تشكيلي عن اللغة المشتركة بين الرجل والمرأة

القاهرة - يقدم متحف أحمد شوقي المعروف بمركز كرمة ابن هانئ الثقافي معرض “هو وهي” الذي تنظمه الجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية بالتعاون مع قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة المصرية.

ويحوي المعرض أعمالا فنية مصنوعة من خامات متعددة تجمع بين الأصالة والمعاصرة واستخدام أحدث تقنيات التصميم. وتنوعت الأعمال بين النحت والتصوير والزجاج والخزف، كما تميّزت الأعمال المشاركة بالتنوع الفكري والفلسفي من خلال الأسلوب والخامة.

والمعرض يشارك فيه فنانون من مدارس تشكيلية متنوعه، افتتحه مدير المتحف محمد عبدالغني في العاشر من أغسطس الحالي ويتواصل حتى العشرين من الشهر نفسه.

وينطلق “هو وهي” من فكرة أن الحياة تقوم على ثنائية الرجل والمرأة، إنهما قوام العيش، وبهما تكتمل السعادة، ومن دونهما لا تكتمل الحياة ويحصل فيها خلل ونقصان.

وعادة ما يقوم تصوير المرأة والرجل في الأعمال الفنية التشكيلية، على الجدلية والانتصار الجندري لطرف على حساب الآخر، فنظرة الفنان التشكيلي إلى المرأة كانت على مر العصور كعنصرٍ جمالي، بينما كانت نظرة الفنانة التشكيلية إلى المرأة من منطلق شعورها بالقضايا التي تواجهها في المجتمع.

وتظهر المرأة في أغلب الأعمال التشكيلية بصورة عن أدوارها التقليدية كالتركيز على دور الأم ومسؤولية هذا الدور وما يلحقه من أدوار باعتباره صورة إيجابية للمرأة. في حين يبحث القليل من الأعمال الفنية التشكيلية في الظواهر المجتمعية التي تضطهد المرأة، كالتحرش الجنسي والزواج المبكّر.

ونادرا ما تبحث المعارض التشكيلية في جدلية العلاقة بين المرأة والرجل باعتبارهما متممين ومكملين لبعضهما البعض، ولا سبيل إلى فصل واحد عن الآخر أو فرض تذكير أو تأنيث مطلق للحركة الفنية، وللقضايا التي تناقشها.

لكن هذا المعرض يعرض صورا عن “هو وهي”، عن كل واحد على حدى، وعن العلاقة بينهما التي تبدأ بالحوار، فيركز على مدى اختلاف أنماط السلوك بين الجنسين، واختلاف أساليب التحاور، وحتى طرق ودرجات الفهم.

قال الدكتور محمد زينهم “هذا المعرض يعتمد على اللغة المشتركة بين الرجل والمرأة، عندما يتحدث الرجل والمرأة اللغة نفسها فإنهما لا يتحدثان في سياقات مماثلة، هذا ما أكدته عالمة اللسانيات تانين في كتابها ‘قصدا أنت لا تعرفني’، حيث عملت على تحليل أساليب التخاطب بين الرجال والنساء لمعرفة صعوبة التواصل بينهما، مبرهنة على أن الرجل والمرأة، وإن كانا يتحدثان اللغة نفسها، فإنهما لا يتحدثان في سياقات مماثلة، ولا في مواضيع واحدة، ولا الأهداف”.

واستدرك زينهم الذي يعتبرا واحد من أهم الفنانين التشكيليين في العالم المتخصصين في مجال الزجاج “لكني أعتقد أن الخلفيات الثقافية والمرجعيات العلمية في مجال الفنون وطبيعة الدراسة يمكن أن تخلق نوعا من التجاذب والتكامل في الرؤى والأفكار، وأتمنى أن يحدث هذا المعرض حراكا فنيا ويوجد لغة مشتركة في ظل التقدم التكنولوجي وانفتاح موجات ثقافية جديدة على بعضها”.

فيما قالت الفنانة رشا محمد علي “يعد معرض ‘هو وهي’ الفعالية الثانية عشرة التي تنظمها لجنة المعارض بالجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية، والجمعية تعتمد في معارضها على الأفكار المتجددة وتوفير ساحات ونوافذ لفنانينا حيث التميز الفكري والإبداع وجمال عروض المنتوج الفني”. وأوضحت “تعرض في هذا المعرض الفني أعمال لـ74 فنانا مميزا”.

أما الفنانة هالة عمر، إحدى المشاركات والمكرمات في المعرض، فقد عبرت عن سعادتها بالمشاركة في المعرض وتقديرها للجمعية العربية للحضارة لدورها الرائد في إنعاش الحياة الثقافية وإثرائها فنيا.

وعن العمل الفني الذي تشارك به في المعرض، قالت “هو عمل فني من خامات مختلفة تم دمجها مع مادة الزجاج لاستحداث تقنيات مبتكرة وذلك باستخدام سلك النحاس الأصفر مع الطلاءات الزجاجية متعددة”.

يشار إلى أن متحف أحمد شوقي هو متحف يقع على كورنيش النيل في الجيزة بمصر، كرس هذا المتحف تكريما لأمير الشعراء الشاعر المصري كردي الأصل أحمد شوقي، والذي كان يعيش في حي المطرية أحد أحياء القاهرة، قرب قصر الخديوي عباس حلمي الثاني في القبة حتى تم نفيه خارج البلاد. بعد عودته إلى مصر بنى منزلا جديدا في الجيزة أطلق عليه “كرمة ابن هاني”. منزل الجيزة ذلك صار لاحقا “متحف أحمد شوقي”.