هونغ كونغ تسعى للظفر بإدراج أرامكو

الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ جون لي سيعمل أثناء زيارته للرياض على استمالة الشركة السعودية والوحدات التابعة لها للنظر في إدراج ثانوي في المركز المالي الآسيوي.
الاثنين 2023/02/06
العين على القطاعات الجديدة عالية النمو

الرياض - تسعى هونغ كونغ لإقناع المسؤولين السعوديين باكتتاب أسهم شركة النفط العملاقة أرامكو في بورصة المنطقة الإدارية التابعة للصين، في علامة على المنافسة الشديدة التي لا تزال قائمة مع أسواق المال العالمية لجذب هذا الطرح.

وظلت البورصات العالمية الرئيسية في حالة ترقب شديد لبيع حصة في أكبر شركة نفط في العالم منذ أن أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تلك الخطط في 2016 لأول مرة.

وكان الحديث يدور عن قيام السعودية بطرح خمسة في المئة من أسهم الشركة بشكل متزامن في السوق المحلية وبورصة عالمية واحدة. وقد ظهر تنافس قوي بين أسواق المال في طوكيو وهونغ كونغ ولندن ونيويورك وحتى فرانكفورت لجذب أسهم أرامكو.

جون لي: أعمال أرامكو متنوعة وخطتنا تشجيعهم للقدوم إلى مدينتنا
جون لي: أعمال أرامكو متنوعة وخطتنا تشجيعهم للقدوم إلى مدينتنا

وبعد جدل طويل استقرت الحكومة في نهاية المطاف على طرح أسهم بقيمة 29 مليار دولار بالبورصة المحلية “تداول” مطلع نوفمبر 2019، ومنذ ذلك التاريخ لم تتحدث الرياض عن خططها في إدراج خارجي للشركة البالغة قيمتها تريليون دولار.

وكشفت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” الأحد أن الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ جون لي سيعمل أثناء زيارته إلى الرياض ضمن أول جولة رسمية له إلى منطقة الشرق الأوسط على استمالة أرامكو والوحدات التابعة لها للنظر في إدراج ثانوي في المركز المالي الآسيوي.

وتأتي الجولة في الوقت الذي يسعى فيه المسؤولون المحليون في هونغ كونغ للترويج للمدينة وجذب فرص استثمارية جديدة لتعزيز اقتصادها المنهك، الذي انكمش العام الماضي للمرة الثالثة منذ عام 2019 حيث أثّر خروج مطول من عزل كوفيد على اقتصاد المدينة.

وسيلتقي لي مع كبار المسؤولين التنفيذيين في أرامكو ليسلط الضوء على ما يمكن أن تقدمه هونغ كونغ كمركز مالي دولي، الذي قال إنه “سيبذل قصارى جهده لتشجيع منتج النفط على الإدراج في المدينة”.

وأكد بعد وصوله إلى الرياض أن هونغ كونغ كانت مركزا شهيرا لنشاط الصناديق السيادية وإدراج الشركات.

وأشار إلى أن أعمال أرامكو متنوعة للغاية مع شركاتها التابعة المختلفة، والخطة هي “تشجيعهم على القدوم إلى هونغ كونغ لمشاركة الأعمال، بما في ذلك الإدراج في المدينة”.

ومنذ الإعلان عن خطط لاكتتاب أرامكو تجري بورصة هونغ كونغ محادثات مكثفة مع الشركة، إذ أن برنامجها المشترك مع الحكومة الصينية للمشاركة في استثمارات الطروح العامة الأولية له دور مهم في الفوز بالإدراج المحتمل.

وفي شهر فبراير 2017، قال تشارلز لي الرئيس التنفيذي لبورصة هونغ كونغ إن “البورصة ستعتمد على دورها كبوابة للمستثمرين الصينيين الأثرياء في الفوز بإدراج أرامكو”.

الصين تسعى بنشاط وراء فرص الاستثمار في الشرق الأوسط وسط التوترات الصينية – الأميركية المتصاعدة

وأكد حينها أن “المحادثات لن تتوقف أبدا” للسعي وراء جذب أرامكو، في الوقت الذي تعتبر فيه الصين أكبر مستورد للخام السعودي حاليا.

وبينما لايزال من المبكر معرفة قرار السعودية، لكن خبراء يتوقعون أن يلعب البرنامج المشترك للاكتتابات الأولية للأسهم، الذي يسمح للمستثمرين الصينيين بالمشاركة في الطروح العامة الأولية في هونغ كونغ، دورا حيويا في إقناع أرامكو بالإدراج في المركز المالي الآسيوي.

وتتطلع ثالث أكبر بورصة في آسيا من حيث القيمة إلى زيادة انكشافها على القطاعات الجديدة عالية النمو، خاصة بعد الأداء القوي الذي تقوم به شركة النفط السعودية منذ طرحها، لتظل بين أكبر الوجهات العالمية الجاذبة لإدراجات الأسهم.

ويزور لي السعودية ثم يتوجه إلى الإمارات حتى السبت المقبل وسيلتقي مع قادة سياسيين ورجال أعمال خليجيين لتعزيز تنمية الفرص الجديدة و”تعزيز التبادل والتعاون بين هونغ كونغ والسعودية والإمارات على كافة الجبهات” بحسب بيان حكومي.

ونقل راديو وتلفزيون هونغ كونغ عن لي قبل مغادرته قوله إن رؤية واحتياجات التنمية في السعودية والإمارات “تتماشى تماما” مع مزايا تطرحها هونغ كونغ.

Thumbnail

ومنذ أن بدأت هونغ كونغ في إعادة فتح أبوابها العام الماضي، سعى مسؤولو المدينة لزيادة التواصل مع الشرق الأوسط وجيرانهم الآسيويين حيث توترت العلاقات مع الحلفاء الغربيين التقليديين وسط حملة السلطات القمعية للمعارضة.

وفي أكتوبر الماضي، زار وزير المالية بول تشان البحرين والسعودية لتطوير فرص عمل محتملة، في حين سافر لي ومسؤولون حكوميون آخرون منذ ذلك الحين إلى فيتنام وتايلندا لأغراض مماثلة.

وقال وزير المالية في وقت زيارته إن شركة هونغ كونغ للبورصة والمقاصة تواصلت مع أرامكو بشأن إدراج ثانوي، وفقا لصحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست”.

وتسعى الصين بنشاط وراء فرص الاستثمار في الشرق الأوسط وسط التوترات الصينية – الأميركية المتصاعدة، وهي تفعل كل ما في وسعها من أجل تنميتها بشكل مربح بين البلدان الخليجية وحتى العراق.

وفي ديسمبر الماضي، قام الرئيس الصيني شي جينبينغ بزيارة إلى الرياض لحضور قمة تم فيها توقيع اتفاقيات استثمارية بقيمة 50 مليار دولار.

10