هوكشتاين يجس نبض لبنان بشأن شروط إسرائيل لوقف الحرب

من بين المطالب الإسرائيلية حرية عمل قواتها الجوية في الأراضي اللبنانية، والسماح لجيشها بالانخراط في عمليات للتأكد من عدم إعادة تسليح حزب الله.
الأحد 2024/10/20
هوكشتاين: التزام إسرائيل ولبنان بالقرار 1701ليس كافيا

بيروت – يسعى المبعوث الأميركي، آموس هوكشتاين إلى جس نبض المسؤولين اللبنانيين بشأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله، وذلك بعد تلقي واشنطن من تل أبيب وثيقة تتضمن شروطا لإنهاء الحرب، من بينها حرية عمل قواتها الجوية في الأراضي اللبنانية لمنع تسليح الحزب المدعوم إيرانيا.

وأعلن الموفد الأميركي الاثنين أن واشنطن تريد إنهاء النزاع بين إسرائيل وحزب الله "في أسرع وقت"، داعيا الى فك الارتباط بين قطاع غزة ولبنان، وذلك غداة غارات جوية إسرائيلية مدمّرة على جمعية "القرض الحسن" المالية التابعة لحزب الله.

وبينما يجري هوكشتاين محادثات في بيروت، يستعد وزير الخارجية أنتوني بلينكن للتوجه الى الشرق الأوسط مجددا سعيا لوقف إطلاق نار في الحرب المتواصلة منذ عام بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة عقب مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار.

وقال المبعوث الأميركي الخاص هوكشتاين بعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري المكلّف من حزب الله التفاوض باسمه، لصحافيين "إن ربط مستقبل لبنان بصراعات أخرى في المنطقة لم يكن وليس في مصلحة الشعب اللبناني"، مضيفا أن بلاده تريد "إنهاء النزاع بشكل دائم وفي أقرب وقت ممكن" بين حزب الله وإسرائيل.

وفتح حزب الله جبهة "إسناد" لغزة منذ اندلاع الحرب في القطاع بين إسرائيل وحماس في أكتوبر 2023. وبعد عام من تبادل القصف عبر الحدود، تحوّل النزاع الى مواجهة مفتوحة مع تكثيف إسرائيل غاراتها الجوية اعتبارا من 23 سبتمبر.

ولطالما رفض حزب الله وقف النار عبر الحدود اللبنانية قبل وقف الحرب في قطاع غزة.

من جهة أخرى، قال المبعوث الأميركي إن الالتزام العلني بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي أنهى حرب العام 2006 بين حزب الله وإسرائيل، "ليس كافيا" لوضع حد للنزاع الراهن، بعدما لم يفعل أي طرف شيئا لتطبيقه خلال السنوات الماضية.

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006. وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.

ووصل هوكشتاين اليوم الاثنين إلى العاصمة اللبنانية بعد ليل طويل وعنيف على لبنان، حيث طالت الضربات الإسرائيلية مروحة واسعة من المناطق اللبنانية في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع، مستهدفة مؤسسة القرض الحسن التابعة لحزب الله بكل فروعها

واستهل هوكشتاين لقاءاته في العاصمة اللبنانية بزيارة رئيس مجلس النواب، قبل أن يلتقي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

ويعاود الوسيط الأميركي تحركه لإعادة الهدوء إلى الجنوب اللبناني في ظل تصاعد وتيرة الحرب بين حزب الله وإسرائيل التي تسعى إلى تحويل الجنوب إلى أرض محروقة، لاعتقادها أن ذلك يتيح لها إملاء شروطها على الحكومة اللبنانية بتعديل القرار 1701.

ورغم تصدر وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل أجندة المحادثات التي يجريها الوسيط الأميركي مع المسؤولين في بيروت، إلا أن مراقبين يشككون في إمكانية التوصل إلى اتفاق.

فقد قال بري لقناة العربية الأحد إن زيارة هوكشتاين هي "الفرصة الأخيرة قبل الانتخابات الأميركية للتوصل إلى حل" للحرب في لبنان.

وأكد أن هناك إجماعاً في لبنان حول قرار الأمم المتحدة رقم 1701، وأوضح أنه يرفض تعديله بأي شكل من الأشكال، وهو ما تطالب به إسرائيل فعلياً.

وتسعى إسرائيل إلى دفع حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، بغية خلق ما يشبه المنطقة العازلة أو الفاصلة على الحدود، خالية من المسلحين، بما يتيح عودة المستوطنين الذين فروا إثر المواجهات إلى منازلهم.

وأعلن حزب الله سابقاً أنه فوض بري بمواصلة الحراك من أجل وقف إطلاق النار مع إسرائيل. بينما أكد رئيس مجلس النواب أن الحزب وافق على تطبيق القرار 1701 الذي أرسى وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، عقب حرب تموز التي اندلعت صيف 2006 بين الجانبين، إثر خطف الحزب جنديين إسرائيليين.

مطالب إسرائيل تتناقض مع القرار رقم 1701
مطالب إسرائيل تتناقض مع القرار رقم 1701

وتأتي زيارة هوكشتاين إلى بيروت بعد قدمت أن إسرائيل للولايات المتحدة الأسبوع الماضي وثيقة تتضمن شروطها للتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب في لبنان، وفق ما ذكر موقع أكسيوس نقلا عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين.

ونقل الموقع الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين، قولهم إن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قدم الوثيقة إلى البيت الأبيض قبل زيارة هوكشتاين إلى بيروت، اليوم الاثنين، لمناقشة حل دبلوماسي للحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان.

وأضاف المسؤولون الإسرائيليون أن الورقة جاءت نتيجة للمناقشات التي أجراها وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، مع وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، حول الشروط التي تطالب بها إسرائيل لتكون جزءاً من أي حل دبلوماسي لإنهاء الحرب في لبنان.

ولفت مسؤول إسرائيلي في تصريحاته لأكسيوس، إلى "السماح للجيش الإسرائيلي بالانخراط في عمليات للتأكد من عدم إعادة تسليح حزب الله أو إعادة بناء البنية التحتية العسكرية في المناطق الحدودية".

وأضاف المسؤول أن إسرائيل تطالب أيضًا بحرية عمل قواتها الجوية في المجال الجوي اللبناني.

ويتناقض هذان المطلبان مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي ينص على أن القوات المسلحة اللبنانية وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) تنفذان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.

وقال المسؤول الإسرائيلي "نحن نتحدث عن 1701 مع زيادة التنفيذ. رسالتنا الرئيسية هي أنه إذا بذل الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان المزيد من الجهد، فإن قوات الدفاع الإسرائيلية ستفعل أقل والعكس صحيح".

ويونيفيل هي قوة تابعة للأمم المتحدة تم إنشاؤها عام 1978 لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة الحدودية، ودعم الحكومة اللبنانية في بسط سلطتها.

ومهمتها الأساسية أيضاً، تنفيذ القرار 1701 الصادر بعد حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله.

من جانبه، قال مسؤول أميركي لأكسيوس، إنه "من غير المرجح أن يقبل لبنان أو المجتمع الدولي" بالمطالب الإسرائيلية.

ورفض البيت الأبيض والسفارة الإسرائيلية في واشنطن التعليق لأكسيوس على التقرير.

ولم يتسن الحصول على تعليق من البيت الأبيض خارج ساعات العمل العادية. ولم ترد وزارة الخارجية الأميركية بعد على طلب للتعليق.

ولم ترد سفارتا إسرائيل ولبنان في واشنطن على الفور على طلب للتعليق.

ويقول المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون إن هوكشتاين يدفع باتجاه نشر واسع النطاق للقوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان كجزء من كل حل دبلوماسي ينهي الحرب في لبنان.

وفي السنوات الأخيرة، كان للجيش اللبناني قوات محدودة للغاية في المنطقة، التي كانت خاضعة في معظمها لسيطرة حزب الله.

وقال المسؤولون إن هوكشتاين يريد نشر ما لا يقل عن 8000 جندي لبناني في جنوب لبنان.

ويريد المبعوث الأميركي أيضاً رفع مستوى تفويض اليونيفيل حتى تتمكن من مساعدة الجيش اللبناني في منع الأفراد أو الجماعات المسلحة التي لا تخضع لسيطرة الحكومة اللبنانية من الانتشار بالقرب من الحدود مع إسرائيل.

ويعترف المسؤولون الأميركيون بأنه منذ حرب عام 2006، بالكاد نفذت اليونيفيل القرار 1701 ولم تمنع حزب الله من بناء بنية تحتية عسكرية واسعة النطاق في جنوب لبنان في انتهاك للقرار.

ومنذ سبتمبر الماضي، صعدت إسرائيل قصفها على مناطق عدة في لبنان، قائلة إنها تستهدف قواعد لحزب الله.

لكن سرعان ما توسع القصف ليطال إلى جانب الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع، مناطق أخرى في جبل لبنان والشمال أيضاً، وحتى قلب العاصمة.

كما شنت القوات الإسرائيلية مطلع أكتوبر الحالي ما وصفتها بـ"العملية البرية المحدودة" على الحدود بين إسرائيل ولبنان، متوغلة في بعض البلدات الحدودية.