هوشيار زيباري يكشف عن مطلب أميركي لتحسين العلاقات مع العراق

القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني يؤكد أن إلغاء مذكرة اعتقال بحق ترامب بشأن اغتيال أبومهدي المهندس وقاسم سليماني بات مطلبا أميركيا ملحا.
الأربعاء 2025/01/29
زيباري يدعو الحكومة والقضاء إلى مراجعة القرار قبل فوات الأوان

أربيل (كردستان العراق) - كثيرة هي التكهنات حول ما ستؤول إليه الأمور في العراق، مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سدة الحكم، وتحديدا مذكرة اعتقال صدرت بحقه بعد عملية مطار بغداد في يناير 2020، والتي اغتيل فيها نائب رئيس الحشد الشعبي أبومهدي المهندس برفقة قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني.

وفي هذا الإطار، كشف عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري، مساء الثلاثاء، عن شرط أميركي لتحسين العلاقات مع العراق.

وذكر زيباري في تغريدة على منصة إكس "إلغاء مذكرة اعتقال الرئيس السابق والرئيس المنتخب الحالي دونالد ترامب الصادرة من القضاء العراقي ومحكمة تحقيق الرصافة في بغداد في 7 يناير 2021 بعد استهداف قادة النصر بات مطلبا أميركيا ملحا لعلاقة أفضل بين حكومة العراق وأميركا الجديدة".

وتساءل بالقول "هل ستراجع الحكومة والقضاء القرار ام لا ؟".

وفي 7 يناير 2021، أصدر مجلس القضاء العراقي مذكرة إلقاء القبض بحق الرئيس الأميركي المنتهية ولايتها حينها دونالد ترامب وفق المادة 406 من قانون العقوبات العراقي الخاصة بالقتل مع سبق الإصرار والترصد، والتي يصل الحكم فيها إلى الإعدام.

وكانت إيران قد أصدرت في يونيو 2020، مذكرة توقيف بحق ترامب وطلبت من الإنتربول إصدار "نشرة حمراء" ضده على خلفية اغتيال سليماني، ولم يستجب الجهاز الدولي لطلب طهران.

والطائرة المسيّرة التي قصفت موكب المهندس وسليماني في 3 يناير 2020 قرب مطار بغداد الدولي أقلعت بأمر من ترامب الذي قال بعدها بأيام "تخلصنا من اثنين بسعر واحد، وأضاف أن سليماني قال "أشياء من قبيل سوف نهاجم بلادكم ونقتل ناسكم".

ولا يزال اغتيال قاسم ‏سليماني وأبومهدي المهندس غير واضح، رغم عقد الوفود القضائية العراقية والإيرانية اجتماعات متباعدة، لبحث تطورات التحقيق بعملية الاغتيال إلا أن نتائج التحقيقات التي تبنتها بغداد وطهران لم تكتمل، حيث تبرر السلطات الإيرانية ذلك، بأن الولايات المتحدة ودول الغرب تضع العراقيل أمام التحقيق، أما في العراق تتعالى الأصوات السياسية بإدانة الولايات المتحدة في المحاكم الدولية والقصاص من رئيس جهاز المخابرات العراقي السابق، مصطفى الكاظمي لتورطه في توفير المعلومات للأميركيين عن سليماني والمهندس.

وكان غبريال صوما، عضو المجلس الاستشاري للرئيس الأميركي في ديسمبر الماضي، قد أكد أن ترامب سيعمل عند توليه رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، على عدة أهداف في العراق، أبرزها "منع النفوذ الإيراني بمختلف أشكاله، كما سيعمل على منع أي من الفصائل العراقية من مهاجمة إسرائيل بأي شكل من الأشكال، وتحت أي حجة وذريعة كانت، وهذا سيكون أولى أهداف الرئيس ترامب".

وشكل سقوط نظام بشار الأسد في سوريا ضربة قاصمة للمحور الإيراني، ولم يعد حلم إيران بالوصول إلى البحر المتوسط وإنشاء طوق من النار حول إسرائيل والوجود الأمريكي ممكنا، لأن انهيار نظام بشار الأسد، في سوريا قطع الطريق، وبدد نظرية "الهلال الشيعي" على نحو سريع ومفاجئ.

وأكد عضو الخارجية النيابية مختار الموسوي، في 17 نوفمبر الماضي، أن ترامب بالنسبة للعراق وحسب القوانين العراقية هو مجرم، لكن العراق سيتعامل معه بشكل طبيعي، فهناك مصلحة للعراق بذلك، ووصول ترامب الى البيت الأبيض لن يؤثر على العلاقات بين بغداد وواشنطن، مشيرا الى أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات ولا تتأثر كثيراً برؤساء في التعاملات الخارجية المهمة.

وعقب مراسم تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، بعث رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، برقية تهنئة تضمنت تأكيد بغداد على تطلعها لتعزيز الشراكة مع الولايات المتحدة، ضمن إطار اتفاق الإطار الاستراتيجي وبما يخدم مصالح البلدين.

وكان السوداني كان قد هاجم بشدة، إدارة ترامب، وذلك خلال كلمة له في حفل تأبيني أقيم ببغداد العام 2023 بالذكرى السنوية لاغتيال سليماني والمهندس.