هواوي تضع الابتكار محورا لآفاقها التوسعية في أسواق أفريقيا

شنغهاي (الصين) - كشفت شركة هواوي تكنولوجيز عن إصرار لتوسيع استثماراتها في الأسواق الأفريقية تحت يافطة “تعزيز أفريقيا الرقمية”، في تحد جديد لضغوط القيود الأميركية على عملاق التكنولوجيا والاتصالات الصيني.

وأعلن تيري هي رئيس الشركة لمنطقة شمال وغرب ووسط أفريقيا خلال النسخة الثامنة من مؤتمر هواوي كونكت، وهو أول حدث لها منذ الأزمة الصحية العالمية، عن إستراتيجية الشركة لتوجيه أفريقيا نحو “مستقبل ذكي ومتصل”.

وهذه الإستراتيجية، التي تأتي بعنوان “تسريع الذكاء الاصطناعي لأفريقيا الجديدة” وبحجم استثمارات يبلغ 430 مليون دولار، ليست مجرد خارطة طريق، وإنما هي مخطط شامل لمستقبل أفريقيا الرقمي والتكنولوجي.

وأوضح تيري أنه نظرا لتعداد سكان القارة، الذين 60 في المئة منهم لا تتجاوز أعمارهم 25 عامًا، تبرز الرقمنة كمحفز رئيسي للنمو في الدول الأفريقية.

وأكد أنه بالنسبة إلى هواوي تمثل أفريقيا عنصرا محوريا في طموحات نمو الشركة، مما يؤكد التزامها الثابت بالتحول الرقمي في القارة.

وبالإضافة إلى ذلك توفر الإمكانات الكبيرة للقارة في مجال الطاقة الخضراء ميزة تنافسية لا مثيل لها في عصر الذكاء الاصطناعي.

وإدراكا لنقاط القوة هذه، فإن إستراتيجية هواوي الجديدة مبنية على دمج التقنيات الذكية، وخاصة الذكاء الاصطناعي، في القطاعات الحيوية التي تشكل وتؤثر على الحياة اليومية للأفارقة، بما في ذلك الصحة والتعليم والنقل والتمويل والزراعة والتعدين.

وتتمحور الإستراتيجية حول ثلاث نقاط عمل أساسية، تتمثل الأولى في تسريع تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإدماج، وبالتالي تحسين حياة الناس من خلال توسيع نطاق تغطية وجودة الخدمات الأساسية.

وتتمثل النقطة الثانية في تسريع تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإدارة الحكومية ودعم جاذبية بيئة الأعمال والتجارة.

أما النقطة الثالثة فتركز على تسريع تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي لزيادة الكفاءة التشغيلية والإنتاجية في جميع أنحاء الاقتصاد، لاسيما في الصناعات الرئيسية في أفريقيا.

وتواجه الشركة الصينية تحديات من أجل تنفيذ خططها التوسعية، خاصة وأنه تم إدراجها على القائمة السوداء التجارية في الولايات المتحدة، وهو ما يمنع معظم الموردين من شحن البضائع والتكنولوجيا إلى الشركة ما لم يتم منحهم تراخيص.

ولكن لدعم هذه الإستراتيجية كشف لي خلال الحدث عن خطة استثمارية مهمة تسمى “المستقبل الذكي” لمنطقة شمال أفريقيا، تشمل 28 دولة تقع إلى الشمال من خط الاستواء داخل القارة الأفريقية.

وخُصص لهذه المبادرة الاستثمارية الكبرى التي تستمر خمس سنوات مبلغ 200 مليون دولار لإنشاء أول مركز سحابي عام في المنطقة، يقدم أكثر من 200 خدمة سحابية.

كما يتم توجيه 200 مليون دولار إضافية لدعم قرابة مئتي شريك برمجيات محلي وتمكين 1300 شريك قناة.

وفيما يتعلق بتطوير المواهب ستستثمر هواوي 30 مليون دولار لتدريب 10 آلاف مطور محلي وتعليم مئة ألف محترف رقمي، ما يخلق قوة عاملة ماهرة لتعزيز التحول الذكي في المنطقة.

ومع ذلك يؤكد تيري أن التحديات هائلة، والمخاطر كبيرة. وقال “يتميز كل تطور تكنولوجي بالمثابرة والاستكشاف والاستثمار”.

وأضاف “لتسريع التحول الذكي في شمال أفريقيا، ستكثف هواوي استثماراتها في التقنيات والأنظمة البيئية والمواهب”.

وشدد على الأهمية الحاسمة للتعاون الوثيق بين الحكومات والشركات والمؤسسات التعليمية والمجتمعات لتحقيق هذه الطموحات.

وتستثمر هواوي التي تعمل في أكثر من 170 دولة وفي جميع أنحاء القارة الأفريقية، ولديها 28 موقعا في منطقة شمال أفريقيا، بكثافة في البحوث الأساسية، مع التركيز على التطورات التكنولوجية التي تدفع العالم إلى الأمام.