هواوي تتحدى الحظر بإعادة إنتاج هواتف الجيل الخامس

شنتشن (الصين) - تخطط شركة هواوي الصينية للعودة إلى صناعة الهواتف الذكية المدعومة بالجيل الخامس (5 جي) بحلول نهاية 2023، في إشارة إلى تحدي القيود الأميركية على مبيعات المعدات التي أهلكت أعمالها في مجال الإلكترونيات الاستهلاكية.
وقالت ثلاث شركات أبحاث تكنولوجية تابعة لجهات خارجية تغطي قطاع الهواتف الذكية في الصين لرويترز إن هواوي ينبغي أن تكون قادرة على شراء رقائق 5 جي محليًا باستخدام تطوراتها الخاصة في أدوات تصميم أشباه الموصلات.
وأوضحت الشركات نقلا عن مصادر صناعية بما في ذلك موردي هواوي، شريطة عدم الكشف عن هويتها بسبب اتفاقيات السرية مع العملاء، أن ذلك سيتم جنبا إلى جنب مع صناعة الرقائق من شركة تصنيع أشباه الموصلات الدولية (أس.أم.آي.سي).
وستمثل العودة إلى سوق هواتف الجيل الخامس انتصارا لعملاق الإلكترونيات الصيني، الذي قال طيلة ثلاث سنوات تقريبا إنه في وضع “البقاء على قيد الحياة”.
وبلغت إيرادات الأعمال الاستهلاكية لشركة ذروتها عند نحو 483 مليار يوان (67 مليار دولار) في عام 2020، قبل أن تنخفض إلى النصف تقريبًا بعد عام.
ودشنت هواوي في سبتمبر 2019 ما قد يكون أقوى الهواتف الذكية الداعمة لاتصالات الجيل الخامس وأكثرها خصائص في العالم وعرضت حينها طراز “ميت 30″ و”ميت 30 برو” و”ميت 30 لايت”.
وجاء ذلك بعد أشهر قليلة من استهداف إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الشركة بحظر على التصدير ضمن حرب تجارية شاملة شنتها واشنطن على بكين.
ونسبت رويترز إلى دوج فولر الباحث في الرقائق بكلية كوبنهاغن للأعمال قوله إن “معدل العائد المتوقع الذي يقل عن 50 في المئة يعني أن رقائق 5 جي ستكون مكلفة”.
ويعتقد فولر أنه “إذا أرادت هواوي أن تأكل التكلفة، فيمكنها فعل ذلك، لكنني لا أرى مثل هذه الرقائق مثل السعر تنافسيًا”.
وتنافست شركة التكنولوجيا العملاقة التي تتخذ من شنتشن مقراً لها مع أبل وسامسونغ لتكون أكبر صانع للهواتف في العالم إلى أن أدت القيود الأميركية التي بدأت مطلع 2019 إلى قطع وصولها إلى أدوات صناعة الرقائق الأساسية لإنتاج موديلاتها الأكثر تقدمًا.
ووصفت حكومات الولايات المتحدة وأوروبا هواوي بأنها خطر أمني، وهي تهمة تنفيها الشركة. ومنذ ذلك الحين، باعت هواوي فقط دفعات محدودة من هاتفها 5 جي باستخدام رقائق مخزنة.
وبعد توقف بيع هواتف الجيل الأخير من الجيل الرابع، تراجعت هواوي من معظم التصنيفات العالمية العام الماضي، عندما وصلت المبيعات إلى نقطة منخفضة، رغم أنها ارتفعت إلى 10 في المئة من حصة السوق في الصين في الربع الأول من 2023، وفقًا لشركة الاستشارات كاناليس.
وقالت إحدى الشركات البحثية إنها تتوقع أن تستخدم هواوي عملية التصنيع أن+1 الخاصة بشركة أس.أم.آي.سي.
ورغم أن معدل العائد المتوقع للرقائق القابلة للاستخدام أقل من 50 في المئة، فإن شحنات هواتف 5 جي ستقتصر على حوالي مليونين إلى 4 ملايين وحدة. وقدرت شركة ثانية أن الشحنات يمكن أن تصل إلى 10 ملايين وحدة، دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وشحنت هواوي 240.6 مليون هاتف ذكي في جميع أنحاء العالم في 2019، وهو عام الذروة، وفقًا لشركة كاناليس، قبل بيع وحدة هونور الخاصة بها والتي كانت تمثل ما يقرب من خمس الشحنات في ذلك العام.
وذكرت صحيفة تشاينا سيكيوريتيز جورنال المدعومة من الدولة هذا الشهر أن هواوي رفعت هدف شحن الهاتف المحمول لعام 2023 إلى 40 مليون وحدة من 30 مليونا في بداية العام، دون الإشارة إلى العودة إلى هواتف الجيل الخامس.
وأكّدت شركات الأبحاث الثلاث أن هواوي يمكن أن تنتج إصدارات 5 جي من الطرز الرئيسية مثل منافس آيفون بي 60 هذا العام، مع احتمال إطلاق جديد في أوائل عام 2024.
شركة التكنولوجيا العملاقة تنافست مع أبل وسامسونغ لتكون أكبر صانع للهواتف في العالم إلى أن أدت القيود الأميركية التي بدأت مطلع 2019 إلى قطع وصولها
وأوضحت أنها تستند إلى هذه التنبؤات على المعلومات التي تلقتها عبر عمليات التحقق من جهات الاتصال في سلسلة التوريد الخاصة بهواوي والإعلانات الأخيرة للشركة.
ومع ذلك، فإن القيود الأميركية قطعت هواوي عن نظام التشغيل أندرويد من غوغل ومجموعة خدمات المطورين، التي تستند إليها معظم تطبيقات أندرويد، مما حد من جاذبية هواتف هواوي خارج الصين.
وأعلنت هواوي في مارس الماضي أنها حققت اختراقات في أدوات أتمتة التصميم الإلكتروني (إي.دي.أي) للرقائق التي يتم إنتاجها باستخدام تقنية 14 نانومتر وما فوقها.
وتستخدم شركات تصميم الرقائق برنامج إي.دي.أي لإنتاج مخططات للرقائق قبل تصنيعها بكميات كبيرة في المصنع.
وتعتقد شركات الأبحاث، نقلاً عن مصادرها الصناعية الخاصة، أنه يمكن استخدام برنامج هواوي إي.دي.أي مع عملية التصنيع أن+1 بشركة أس.أم.آي.سي لصنع رقائق تعادل 7 نانومتر، وهي أشباه الموصلات القوية المستخدمة عادةً في هواتف 5 جي.
ومنعت واشنطن أس.أم.آي.سي من الحصول على أداة متقدمة لصنع الرقائق تسمى آلة إي.يو.في من شركة أي.أس.أم.أل الهولندية والتي تعتبر حاسمة في عملية صنع رقائق 7 نانومتر.
لكن محللين وجدوا علامات على أن أس.أم.آي.سي تمكنت مع ذلك من إنتاج رقائق 7 نانومتر عن طريق تعديل آلات دي.يو.في الأبسط التي لا يزال بإمكانها شراؤها بحرية من أي.أس.أم.أل.
ولاحظت إحدى شركات الأبحاث أن هواوي طلبت من أس.أم.آي.سي إنتاج مكونات شرائح أقل من 14 نانومتر هذا العام لمنتجات الجيل الخامس.